جرائم الحوثيين تفوق الوصف.. سجون سريّة للنساء واعتداءات وتعذيب والهدف تركيع اليمنيين

الجماعة الانقلابية لا تعرف إلا لغة القوة.. والحسم العسكري هو الحل

تقرير- محمد عبادي

  • 572
الحوثيين في اليمن

 كشفت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتّجار بالبشر عن تحويل ميليشيات الحوثي عددًا من المباني في صنعاء إلى سجون للنساء، يتعرضن فيها لتعذيب وحشي.


ووثقت المنظمة شهادات مروعة ومقززة حول ما تتعرض له النساء المحتجزات في أقبية السجون والزنازين، موضحة أن النساء الضحايا في أقبية السجون السرية التابعة لقيادات معروفة في ميليشيات الحوثي يعانين ظروفاً سيئة ومأساوية جراء الاعتداءات الجسدية والجنسية عليهن.

ورصدت عددًا من محاولات الانتحار لضحايا تلك السجون، فضلًا عن إصابة بعض المعتقلات والمختفيات قسرًا بعاهات وإعاقات جسدية جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضن له دون رحمة.

قال الدكتور جمال باراس، المحلل السياسي اليمني، إن جرائم الحوثيين أثناء ممارستهم الحكم تتفق مع عقيدتهم وفلسفتهم التي استوردوها من إيران، ومن فلسفة نظام الملالي في الحكم، مشددًا على أن الجرائم التي ترتكب في اليمن على يد الجماعة الإرهابية تكشف الوجه الخفي للجماعة التي تتستر خلف نصرة المظلوم، وعداء أمريكا وإسرائيل.


وتساءل باراس: ما ذنب النساء والأطفال في مثل هذه الظروف التي تعيشها البلاد؟ مذكرًا جماعة الحوثي بنخوة العربي الأصيل التي تأبى ظلم المرأة حتى في حالة الحرب، لافتًا إلى دور القبائل المهم في مواجهة مثل هذه التصرفات المشينة حتى في المناطق الخاضعة للحوثيين، مؤكدًا المكانة الخاصة التي تحظى بها المرأة اليمنية.

وأوضح أن المعلومات المتوافرة تشير إلى أن القيادي الحوثي سلطان زابن هو المسئول عن هذه الاعتقالات، وأن الفتيات المعتقلات يتعرضن للتعذيب والضرب والابتزاز؛ وهو ما نقلته أيضا عدد من الصحف الدولية.


أداة للتركيع

أما مطهر الريدة، المحلل السياسي اليمني، فيرى أن ما تفعله جماعة الحوثي بحق النساء في السجون ما هو إلا أداة للتركيع، وإخضاع اليمنيين لسطوة السلاح واختطاف النساء، وحتى لا يفكر الشعب ضمن نطاق المحافظات التي يسيطرون عليها بالثورة ضد حكم هذه الجماعة.

وأشار الريدة إلى أن جرائم الحوثيين بحق النساء تأتي ضمن سياق واسع من الانتهاكات المروعة التي تمارسها هذه الميليشيات ضد الشعب اليمني، هناك انتهاكات في الحديدة، في الضالع، في صنعاء، في كل مكان فيه حوثي توجد الانتهاكات، من ألغام، وقصف للمدنيين، وسرقة المعونات، محذرًا من أن طول أمد المعركة يصب في النهاية في صالح الجماعة الانقلابية.


وأضاف أن المجتمع الدولي يتغافل عن جرائم الحوثيين، بل ويضفي عليها الشرعية أحيانًا، مشددًا على أن الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية تكيل بمكيالين، ففي الوقت الذي تتصيد فيه أي خطأ غير مقصود لـ "التحالف العربي وقوات الشرعية"، لا ترى الجرائم بحق الإنسانية التي ترتكبها الجماعة الانقلابية، والتي تعامل كند للشرعيّة.

وفي سياق الحديث عن  المجتمع الدولي، دعت المنظمة اليمنية لمكافحة الاتجار بالبشر إلى تحرك عاجل لإغلاق هذه المعتقلات وإخضاع الضحايا لبرامج تأهيل نفسية، وبدء التحرك لمقاضاة القيادات الحوثية المتورطة في ارتكاب هذه الجرائم من أجل الحصول على تعويضات وإعادة الاعتبار للضحايا.


ما بين العسكري والسياسي

من جهته، أكد الدكتور عبدالملك اليوسفي، الخبير الاستراتيجي اليمني، أن الحوثيين لن يكفوا عن إرهابهم أو جرائمهم المشينة بحق الشعب اليمني، قائلًا: "هؤلاء لا يعرفون إلا لغة القوة"، لا يعرفون القانون أو الشرعية أو حتى الأعراف، انقلبوا على الدولة بقوة السلاح، وسيطروا على عدد من المحافظات اليمنية بالترويع والإرهاب، ولن يخروجوا منها إلا بالقوة.

وأشار اليوسفي إلى أن قوات الشرعية تحقق انتصارات بدعم التحالف العربي لدعم الشرعية، لكنها انتصارات بطيئة في بعض الأماكن، مراعاة للظروف الإنسانية للمدنيين، وسط عمليات الحوثيين المشينة التي تستخدمهم كدروع بشرية.


ولفت إلى أن المواطن اليمني يقاسي في ظل الأوضاع الحالية؛ فقد أدخلت الجماعة البلاد في نفق مظلم ليدفع الشعب فاتورة باهظة الثمن جراء هذا الانقلاب.


وتابع أن المنطقة العربية انتفضت في وجه المشروع الإيراني بأذرعه في العراق ولبنان والأحواز، وقريبًا سنرى الثورة والانتفاضة الكبرى في اليمن، مشددًا على أن شرارة هذه الانتفاضات ستطال ثوب الحوثيين، وسينتفض الشعب في وجه الإجرام الحوثي؛ لتضافر الجهود الشعبية والعسكرية، لإزاحة هذه الغمة من البلاد.


وأكد أن انهيار إيران الاقتصادي سينعكس على مجريات الأوضاع في الداخل اليمني، من خفض الدعم العسكري والمالي للحوثيين، مرورًا بتقديم إيران التنازلات، على مستوى المركز في طهران، وعلى مستوى الأذرع في اليمن، والعراق، وسوريا، ولبنان.