حزب النور يُثمن دعم القيادة المصرية للقضية الفلسطينية

  • 199
د. يونس مخيون رئيس حزب النور

حزب النور يُثمن دعم القيادة المصرية للقضية الفلسطينية

أصدر حزب النور بيانًا، أعرب فيه عن امتنانه للقيادة المصرية بشأن الموقف من القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى، مضيفًا: مصر هي الشقيقة الكبرى لكل العرب، وتحملت العبء الأكبر من المواجهات مع الكيان الغاصب، وخاضت عدة حروب مع هذا الكيان، وقدمت بعد ذلك صورًا متعددة من الدعم لإخواننا الفلسطينيين.

وأضاف النور في بيانه، لقد شهد هذا الدعم في الأحداث الجارية طفرة كبرى، في ظل تعليمات واضحة ومباشرة ومعلنة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، قدمت مصر دعمًا سياسيًا كبيرا مصحوبا بدعم لوجستي بقوافل إغاثة متتابعة، واستقبال للجرحى في مستشفيات سيناء، التي شهدت إقبالًا مشرفًا من الأطباء المصريين على تقديم العون لإخوانهم في غزة وفى فلسطين كلها، ثم كان القرار غير المسبوق بالمشاركة في إعادة إعمار غزة بتبرع قيمته 500 مليون دولار، وباشتراك الشركات المصرية في إعادة الإعمار، وقد قوبل هذا الدعم بترحيب كبير، من كل الفصائل الفلسطينية فتح وحماس وغيرهما، وأعربوا عن كبير شكرهم وامتنانهم لمصر قيادة وشعبًا.

واختتم الحزب، نحن -بدورنا- داخليا نثمن ونقدر هذه المواقف من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومن الحكومة المصرية ككل، ومن الشعب المصري المعطاء الذي يجري في عروقه حب أمته الكبرى إلى حد أن وجدنا تعاطفًا جياشًا من الأطفال الذين ربما لم يسمعوا عن قضية فلسطين من قبل.

وفي نفس الصدد، قال الدكتور يونس مخيون، رئيس حزب النور، إن اليهود لم يأتوا إلى فلسطين لمجرد البحث عن أرض يستوطنونها، أو بلد يأوون إليه، وإنما جاءوا بعقيدة صهيونية ونبوءة توراتية يسعون لتحقيقها، وهي السيطرة على القدس التي أسموها بزعمهم أرض المعاد، ومن ثم هدم المسجد الأقصى وبناء هيكل سليمان مكانه.

وأضاف مخيون لـ "الفتح"، أنها عقيدة مسلَّمة في ديانة اليهود لا تقبل النقاش أو المساومة أو التفاوض، عقيدة متأصلة في نفوسهم، وما جاءوا فلسطين واحتلوا أرضها إلا من أجلها، عقيدة تنسف كل أحلام السلام والتعايش السلمي المزعوم المكذوب، وينتظرون بعد بناء الهيكل، خروج مسيحهم المنتظر الذي على يديه سيكون خلاص اليهود وحكم العالم .

وتابع: يقول بن جوريون -أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني-: لا قيمة لإسرائيل بدون القدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل، وقال موشي ديان بعد احتلال القدس الشرقية التي بها المسجد الأقصى المبارك: لقد أعدنا توحيد المدينة المقدسة وعدنا إلى أكثر أماكننا قداسة ولن نغادرها أبدًا.

وتابع: لقد توافقت العقيدة البروتستانتية (مسيحيو أمريكا) مع العقيدة اليهودية في هذه الجزئية، ومن تعاليم المسيحية البروتستانتية: عودة المسيح في آخر الزمان وسيحكمون معه الأرض ويؤمَّل البروتستانت بتنصير اليهود بعد نزوله، ويعتقدون أن المسيح لن ينزل إلا إذا تحققت أمور ثلاثة، وهذا الكلام في كتاب (إحياء رميم إسرائيل) لبوش الأب، وكتاب (من يجرؤ على الكلام) للكاتب بول فيندلي، والأمور الثلاثة هي :

1-قيام دولة إسرائيل، 2-أن تصبح القدس عاصمة يهودية: وهذا يفسر إعلان إدارة ترامب أن القدس هي عاصمة إسرائيل بدفع من صهره جاريد كوشنر اليهودي كبير مستشاريه وصرح نتنياهو بعدها أن هذه خطوة نحو تحقيق الهدف، 3- بناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى، ويعتقدون أن أي تأخر في تحقيق هذه الخطوات يسبب غضب المسيح.

وأكد مخيون أن المشروع اليهودي مشروع ديني عقائدي، وأن قيام دولتهم من النيل إلى الفرات هو وعد الله لهم -كما يزعمون- ففي سفر التكوين الإصحاح ١٥ آية ١٨: في ذلك اليوم قطع الرب من إبرام ميثاقًا قائلًا: لِنَسْلِكَ أُعطي هذه الأرض من نهر مصر إلي النهر الكبير -نهر الفرات-"، ويربِّي اليهود أبناءهم على ذلك.

وأردف: لقد قام اليهود بخطوات عملية ماكرة لتحقيق هذه الأهداف:

١- العمل الدؤوب على تهويد وتغيير معالم مدينة القدس من خلال هدم المساجد والآثار الإسلامية ومصادرة الأوقاف والمدارس الإسلامية.

٢-السعي لتغيير التركيبة الديموغرافية -السكانية- للمدينة وذلك بتهجير سكان المدينة العرب والتوسع في بناء المستوطنات اليهودية. 

٣-أعمال حفر مستمرة تحت المسجد الأقصى والتي بدأت منذ ٤٠ سنة، بحجة البحث عن آثار الهيكل، وذلك لتسهيل عملية الهدم بعد ذلك.

٤-صرحت الحكومة اليهودية لعشرات المنظمات للعمل من أجل بناء الهيكل ومن أشهرها جماعة (أمناء الهيكل)، بالإضافة إلى عمليات الاقتحام المستمرة لحرم المسجد من قبل قوات الشرطة والمستوطنين اليهود والاعتداء على المصلين ومنعهم من الصلاة -كما حدث في الأحداث الأخيرة- وكانت هناك محاولة لحرقه عام ٦٩.


وأضاف مخيون أن قضية القدس والمسجد الأقصى بالنسبة لنا -نحن المسلمون- قضية دين وعقيدة.. فهو صراع وجود لا صراع حدود، واليهود ليس لهم حق لا في فلسطين ولا في القدس ولا المسجد الأقصى، فنحن المسلمون الورثة الحقيقيون لميراث الأنبياء والرسل، فالرسل جميعًا دينهم واحد وهو الإسلام، والرسل جميعا كانوا مسلمين، يقول الله تعالى: {مَا كَانَ إِبْرَٰهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ}، وقال تعالى: {وَوَصَّىٰ بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُون}، وقال تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ}، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ: (فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ)، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ"، وقالت بلقيس ملكة سبأ {وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

وأوضح رئيس النور أن الذي بنى المسجد الأقصى إما إبراهيم أو إسحاق أو يعقوب وبناء سليمان عليه السلام له بعد ذلك كان بعد تحرير بيت المقدس من أعداء بني إسرائيل، ثم هدمهُ الرومان بعد ذلك، وظل هكذا حتى بناه عمر بن الخطاب بعد فتح بيت المقدس على يد المسلمين وحرره صلاح الدين الأيوبي من أيدي الصليبيين عام ٥٨٣ ه، فالمسجد الأقصى بُني على التوحيد والإيمان والإسلام ولم يُبنْ على الكفر والتكذيب قط ولم يُذكر المسجد الأقصى وبيت المقدس في كتاب الله إلا موصوفاً بالبركة والقداسة كقوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، يقول ابن كثير في تفسيره: (الْمَسْجِد الْأَقْصَى "وَهُوَ بَيْت الْمَقْدِس الَّذِي بِإِيلِيَاء مَعْدِن الْأَنْبِيَاء مِنْ لَدُنْ إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام" وَلِهَذَا جُمِعُوا لَهُ هُنَاكَ كُلّهمْ فَأَمَّهُمْ فِي مَحَلَّتهمْ وَدَارهمْ) يقصد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة المعراج، فالمكان الذي يحظى بهذه القداسة ليس محلًا للمقايضة أو المفاوضة، بل يظل حقًا سليبًا يجب على المسلمين الأخذ بكل الأسباب الشرعية والمادية لاسترداده.

وتحت شعار "صدق وهو كذوب" قال مخيون: عندما كان وزير دفاع الكيان الصهيوني الأسبق -موشي ديان- في إحدى جولاته لقى شابًا عربيًا مؤمنًا في مجموعة من الشباب في حي من أحياء القرى العربية، فصافحهم بخبث يهودي غير أن هذا الشاب أبى أن يصافحه، وقال له: أنتم أعداء أمتنا تحتلون أرضنا وتستلبون حريتنا، ولكن يوم الخلاص منكم لابد آتٍ بإذن الله لتتحقق نبوءته صلى الله عليه وسلم (لتقاتلن اليهود وأنتم شرقي النهر وهم غربيّه)، فابتسم ديان الماكر وقال: حقا سيأتي يوم نخرج فيه من هذه الأرض، وهذه النبوءة نجد لها في كتبنا أصلًا، ولكن متى؟ استبق اليهودي الخبيث قائلًا: إذا قام فيكم شعب يعتز بتراثه، ويحترم دينه، ويقدر قيمه الحضارية، وإذا قام فينا شعب يرفض تراثه وينكر تاريخه، عندها تقوم لكم قائمة وينتهي حكم إسرائيل.

وشدد مخيون أن التاريخ أثبت أن هذه الأمة تمرض لكن لا تموت، ومن شواهد هذا ما يحدث الآن في فلسطين من هذه الانتفاضة المباركة التي عمت كل أرجاء الأراضي المحتلة، بما فيها الأراضي التي أُحتلت عام ١٩٤٨ م، والمبشر في هذه الانتفاضة أنها ليست قاصرة على فصيل أو كيان ولكنها عمت الشعب الفلسطيني كله، انتفاضة نابعة من إيمان عميق وانتماء قوي لهذا الدين، وغَيْرة جارفة على المقدسات وإدراك واعٍ لحقيقة الصراع.

واختتم بقوله: "إن الهزيمة الحقيقية هي الهزيمة النفسية، وإن هذه الانتفاضة وهذا الصمود العجيب للشعب الفلسطيني، وما أصاب اليهود من الرعب والفزع، أحيا الأمل في نفوس المسلمين في العالم كله، وأعاد القضية إلى مكانتها في قلوبهم، بعد محاولات لإماتتها ونسيانها، إن هذه القضية -قضية القدس والمسجد الأقصى وفلسطين- يجب أن تظل حية في نفوس الجيل الحالي والأجيال القادمة، فهناك فرق بين باطل معترف ببطلانه، وبين شرعنة هذا الباطل والاعتراف به، وعندنا يقين أن موازين قوى الأمم وضعفها واجتماعها وتفرقها بيد الله سبحانه وتعالى، وكذلك على يقين أنه سيأتي يومٌ ننتصر فيه على هؤلاء اليهود الغاصبين ونسترد فيه مقدساتنا وأرضنا {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}.