• الرئيسية
  • مستشار وزير الصحة ورئيس جمعية مكافحة التدخين والسل وأمراض الرئة 5% لميزانية الصحة لا تكفي ونحتاج لـ 15% على الأقل

مستشار وزير الصحة ورئيس جمعية مكافحة التدخين والسل وأمراض الرئة 5% لميزانية الصحة لا تكفي ونحتاج لـ 15% على الأقل

  • 69
محررا الفتح مع الدكتور عصام المغازي مستشار وزير الصحة

حوار الدكتور عصام المغازي، مستشار وزير الصحة السابق ورئيس جمعية مكافحة التدخين والسل وأمراض الرئة- بجامعة القاهرة لـ جريدة "الفتح":
5% لميزانية الصحة لا تكفي ونحتاج لـ 15% على الأقل
الأردن سحبت من مصر "السياحة العلاجية" لسوء سمعتنا
لدينا 14ألف مصاب بمرض "الدرن والربو" سنويا
اقدام الحكومة على تشغيل المصانع بالفحم تنذر بكارثة كبرى
24% معدل التدخين في مصر
إصلاح المنظومة الصحية تبدأ بإصلاح قيادات الوزارة أولا

وأحمد عيد
حذر رئيس جمعية التدخين وأمراض الرئة من تفاقم أزمة المرضى، وخطورة ذلك على انتقال المرض من شخص لآخر، داخل الأسرة الواحدة، مشيراً أن منظومة الصحة فى مصر باتت أقل جودة بعدما كانت مصر فى الصدارة عربياً من حيث تدفق المواطنين العرب للعلاج فى مصر، مضيفاً أن هذا ما جعل الأردن تسحب البساط من مصر.
وأوضح عصام المغازي فى حواره مع "الفتح"، أن وزارة الصحة بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلة، حيث يوجد تفاوت كبير بين رواتب قيادات الوزارة والأطباء، وهذا ما ينهك جزء كبير جداً من الميزانية تذهب للرواتب والبدلات، فى حين أن المستشفيات تعاني نقص الأدوية والأجهزة.


** بداية كيف يمكن إصلاح المنظومة الصحية في مصر؟
إصلاح المنظومة تبدأ بإصلاح وزارة الصحة نفسها أولاً، حيث توجد قيادات فى الوزارة تتقاضى مرتبات يصعب حسابها، وهذا ما جعل هناك فروقات وضغينة بين العاملين بالوزارة، لذا نجد بعض الأطباء الذين يعانون من تدهور المرتبات، والخطورة الأكبر أن هناك بعض الهيئات الحكومية التي تدفع "فردة مالية" إلى الأجهزة الأمنية حتى توفر لها الأمن، كما أن ميزانية الصحة ضئيلة و لا تتعدى الـ 5% ونحتاج إلى 10% أو 15%على الأقل خلال المرحلة المقبلة.
** ولماذا هذا المتدهور الشديد فى المؤسسات الصحية؟
دعنى أحدثك بصراحة، مطالب بعض الأطباء وتحميل المريض عديد من الإشاعات والتحاليل والتى لا يحتاج إليها، ما جعلت سمعة مصر سيئة عالمياً، لذا أقول أن دولة مثل الأردن سحبت من مصر "السياحة العلاجية" بمعنى أن بعض المواطنين من السعودية والكويت واليمن كانوا يفضلون مصر فى العلاج، وبعد التدهور والتجاوزات ذهبت هؤلاء المواطنين إلى الأردن والتى تقدم لهم خدمات جيدة وسليمة للمرضى.
** وماذا عن فساد وزارة الصحة؟
فى الحقيقية هناك فساد فى المنظومة الصحية بكاملها من فساد مالي وآخر إداري، مثل باقى مؤسسات الدولة وما يوجد بها من فساد مستشري، بالإضافة إلى وجود المحسوبية والاستثناءات، وهذا للأسف ما يعانى منه المرضى، ولابد من إعادة هيكلة هذه المنظومة، كي تتوافق مع الصالح العام وصالح المواطن.
** ألا ترى أن الجهاز الإداري في المؤسسات التابعة للمنظومة الصحة أصابه الترهل؟
سؤال مهم، وكما ذكرت أن هناك فساد مالي وإداري والأمر لم يقتصر فقط على المنظومة الصحية، وإنما في كثير من الهيئات والمؤسسات، ولابد من إعادة الهيكلة الصحية بالمنظومة من الأساس، لأن العقول السليمة لا تأتى إلا من الأبدان السليمة، ولا أنكر عندما قمت بزيارة لأحد المستشفيات بالصعيد منذ فترة، أشتكوا لى المواطنين بعدم حضور الطبيب بالمستشفى إلا يوماً واحد فى الأسبوع، وتم التحقيق معه، لكنه اشتكى أيضاً أن راتبه ضئيل جداً، لذا على الدولة مراعاة ذلك وعلينا مراعاة الله فى المرضى.
** كيف ترى إقدام الحكومة على تشغيل المصانع بالفحم؟
الفحم أحد الكوارث البيئية الجديدة والتى ستؤثر سلباً على صحة المواطن، فى حين أن الدولة عاجزة على علاج المواطنين، كما أن هناك قصور كبير وحذرنا منه بسبب تلوث البيئة قبل أن يدخل الفحم للمصانع والذى يتسبب في زيادة حساسية الصدر للمواطن، ونشير هنا إلى أن مرض الربو هو نفسه مرض الحساسية، والذى يأتى نتيجة استخدام الفحم، مع عوامل البيئة الملوثة.
** وأنت متخصص بمرض الصدر..ماهي مصادر تمويل مرض الدرن أو السل فى مصر؟
هناك مصادر تمويل دولى وكذلك تمويل محلي من مصر، ونحن نعتمد حاليا على "الصنودق العالمي لمكافحة الدرن والإيدز"، حيث أعطانا الصندوق مبلغ بقيمة 10 ملايين دولار لمدة 5 سنوات، لكن الدعم الداخلي مهم جداً، نظراً لمرتبات الأطباء والعاملين والممرضات، وكذلك الشيئ الأهم فى توفير "الأمصال".
** أنت حضرت ورشة عمل بالأردن التى نظمتها الصحة العالمية لمكافحة "الدرن العادى والدرن المقاوم" للأدوية بين اللاجئين السوريين..كيف يكون ذلك؟
نعم وفى الحقيقية أن هذه الورشة مثلت بها 6 مناطق وأنا أمثل منطقة "شرق المتوسط"، والتى تضم 22 دولة ومنها دولتى "جيبوتي والصومال"، حيث أن الـ 6 مناطق حول العالم التي تتبع منظمة الصحة العالمية، هي منطقة الولايات المتحدة، وقارة أوروبا، وآسيا وأفريقيا.
** وكيف يمكن التصدى لعدم تدفق المرض لمصر والتصدى لفيرس الكورونا؟
هناك ما يسمى بـ لجنة "الضوء الأخضر" ويتم التنسيق مع كافة الدول المجاورة لمقاومة المرض أو انتقال الوباء، وهناك حظر على المواطنين السوريين خاصة، وخوفاً من عدم عودتهم، حيث يتم التنسيق لعدم انتقال المرض خارج الحدود السورية كونها منطقة حرب حاليا وتمثل تهديداً للدول المجاورة مثل العراق والأردن ولبنان.
** وكم يحتاج مرض الدرن أو السل من الوقت للوقاية منه؟
لك أن تعلم أن مرض "الدرن" هو نفسه مرض "السل" ولا يوجد فرق بينهما، وكان فى الماضى لا يوجد له علاج، وهذا المرض يحتاج فترة من 6 أشهر وحتى عامين مدة مكافحة المرض على حسب نوع الدرن نفسه، وتكلفة علاج الدرن العادي تمثل حوالى 500 جنية لقرص مدته 6 أشهر، لكن المرض المزمن يحتاج إلى قرص مكثف تكلفته 5000 دولار ولمدة عامين.
** ما هى نسبة الإصابة بمرض الدرن أو السل فى مصر سنوياً؟
فى الحقيقة نسبة المرض تمثل 17 فرداً لكل 100 ألف نسمة، بواقع من 13 إلى 14 ألف مريض بالدرن فى مصر سنوياً، نتيجة ظروف المعيشة السيئة وخاصة فى العشوائيات، وكذلك سوء التهوية والتلوث البيئي، لكن المشكلة تكمن في أن مرض "الدرن" يقابله البعض بتهاون شديد وهناك من لا يعرفه جيداً، بالإضافة إلى أن هناك من يرفض أن يصدق بأنه مريض بالدرن، لذا لابد علينا أن نقوم بالتثقيف والتوعية الحقيقية من خلال البرامج وورش العمل ووسائل الإعلام لتوعية المواطن بخطورة هذا الوباء.
** ومتى سيبدأ تطبيق التأمين الصحي لكافة المواطنين؟
للأسف، هناك شرائح عديدة فى مصر لا تطبق عليها منظومة التأمين الصحي، لذا لابد على القيادة الحالية في مصر النظر لهذا الأمر الخطير، وهذا ما يزيد من انتقال الأمراض والعدوى بين المواطنين أو الأسرة الواحدة، بالإضافة إلى وجود فئات مهمشة لا تعالج على نفقة الدولة.
** كيف تنظر إلى مطالب الأطباء.. وهل مطالبهم مشروعة أم لا؟
هناك حقوق للأطباء بعضها مشروعة وأخرى غير مشروعة، والظروف المعيشية صعبة، ولهذا يتطلب على الدولة أن تلبى احتاجاتهم المشروعة، كما أن الطبيب عليه حقوق، وكذلك هناك بعض القصور داخل المستشفيات، ولابد من محاسبة المقصرين، ومشكلة مثل مشكلة هبة العيوطى والتى أعطاها الطبيب صبغة بدلاً من المصل المطلوب، مما أودى بحياتها، ويوجد بعض الأطباء من معدومي الضمير، ونرى بعض الأطباء من يطلب من المريض ما يقرب من 20 تحليل وهو لا يحتاج لهذه التحاليل، وكذلك إشاعات وهو لا يحتاج إليها كما ذكرت، لذا ننادى بالرفق بالمريض، وهذا ما أساء لسمعة مصر الصحية مقارنة بباقى الدول.
** كثيرا من الفقراء والضعفاء من يذهبون للمستشفيات بحالة خطرة ومع ذلك لم يتم إسعافهم بحجة قلة الامكانيات.. كيف ترى ذلك؟
علينا أن نعترف أن هناك بعض التجاوزات والتجاهل فى حق المرضى، خاصة منهم البسطاء، وهناك واقعة قريبة فى أحد محافظات الصعيد "لدغة ثعبان" لسيدة وعند ذهابها للمستشفى لم تحصل على "المصل" المضاد للسم، والغريب أن المصل كان متواجد فى الصيدلية الخاصة بالمستشفى، وقسم الطوارئ لم يطلب المصل واكتفى بأن المصل غير موجود فقط لسوء الإدارة.
**كيف يمكن مواجهة ارتفاع زيادة عدد مرضى فيرس سي في مصر؟
أؤكد أن هناك عدد كبير ولا بأس به في مصر من حيث انتشار هذا المرض، ومصر تحتل المركز الأول عالميا من حيث انتشار فيروس ( C ) بنسبة تصل إلى 22%، نتيجة الاجراءات الغير وقائية صحية من نقل الدم واستخدام الفرشاة أو حلاقة الذقن، وعلينا أن ننتبه لهذه الأمور جيداً، وتحقيق النظافة الآمنة والاحتياطات الضرورية واللازمة لذلك.
** صف لنا الإجراءات الوقائية والمعايير المطلوبة صحياً في مصر؟
نحتاج إلى برامج تحذيرية وحزمة القوانين والتى تمنع التدخين فى بعض الأماكن، مثل كل الدول، وهناك مناقشة فى بريطانيا تنص على تنفيذ قانون الغرامة على المواطن والذى يدخن ومعه طفله داخل السيارة، ولك أن تتخيل أنه تم إلغاء بعض غرف المدخنين فى بعض المصانع والهيئات للحد من عملية التدخين، نظراً لما يترتب عليه من ضرر على الشخص المتواجد أثناء التدخين.
** ذكرت أن التدخين أحد أسباب مرض حساسية "الصدر والربو"؟
نعم، وهناك إحصائية أكدت أن لدينا 24% من المدخنين في مصر، أي بواقع ربع الشعب المصري والذى يمثل عامل رئيس فى مرضى الصدر، من رجال وسيدات، لكن نسبة السيدات أقل، وهناك سرطان الرئا والرحم، وبالتالي التدخين يزيد من مرض سرطان الرحم لدة المرأة.