أوميكرون يثير قلق العالم.. الحكومة تضع خطة لمنع تسلله وفرض الحجر الصحي

مصطفى حجاج

  • 34
أوميكرون

فوجئ العالم بظهور متحور جديد لفيروس «كورونا» اسمه «أوميكرون» بجنوب إفريقيا، وصنفته منظمة الصحة العالمية بأنه»مثير للقلق»، وتعكف مراكز الأبحاث على دراسة هذا المتحور لاكتشافه، ومعرفة ما إذا كان سيؤدي إلى أعراض إكلينيكية جديدة أم لا، واتخذت مصر عدة تدابير للحيلولة دون تسلل هذا المتحور للبلاد، مع التشديد والتنبيه على ضرورة الإسراع في تلقي اللقاحات.

 رئيس قطاع الطب الوقائي: الكواشف الحالية تتعرف على أكثر من متحور

قال الدكتور علاء عيد، رئيس قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، إن هناك إجراءات متبعة في الحجر الصحي سواء في المطارات أو الموانئ بشأن فيروس «كورونا» يتم التعامل بها مع الأشخاص القادمين من الخارج طبقا لقرار رئيس مجلس الوزراء، حيث يتم سؤاله عن فحص الـ”pcr” على أن يكون خلال 72 ساعة من إقلاع الطائرة على أن يكون سلبيًا...

وأضح عيد في تصريحات خاصة لـ «الفتح» أنه في حال عدم وجود هذا الفحص، وتغير الوضع بتوافر اللقاحات، فيتم طلب شهادة التطعيم التي تؤكد حصوله على أي من اللقاحات المضادة للفيروس، مشيرًا إلى أن الوزارة أعطت أكثر من طريقة أو نظام من شأنها بهدف التسهيل على المواطنين، منها طلب الـQR كود، وفي حالة عدم وجوده في أي من الدول يجب اعتماد شهادة التطعيم من السفارة المصرية في هذه الدولة إن لم يكن هناك اعتماد، فيكون هناك بديل وهو النماذج الرسمية المعترف بها من الخارجية؛ بحيث يكون هناك تبادل بين البلدين؛ بمعنى أن تكون الدولة معترفة بالنماذج الرسمية لمصر، ومصر كذلك تعترف بنماذجها الرسمية.

وأشار إلى أنه بعد ظهور المتحور الجديد للفيروس في جنوب إفريقيا؛ بدأ قطاع الطب الوقائي بوضع إجراءات أكثر صرامة، حيث إن السفر المباشر حاليًا معلق، ومع مجيئ الراكب عن طريق الترانزيت يتم عمل له «إي دي ناو»، وفي حالة سلبيته يدخل لمصر وتتم متابعته على مدار 14يومًا، بنظام العزل الذاتي، وفي اليوم السابع يتم عمل “PCR” للتأكد منه، ويكمل باقي المدة الـ14يومًا، موضحًا أنه في حالة ظهور نتيجة الـ”PCR” إيجابية لا يتم السماح له بالدخول للبلاد، أما إذا كان مصريًا يتم دخوله وعزله بأحد مستشفيات الحميات، ويبدأ التعامل معه. وأشار إلى أن الكواشف الموجودة حاليًا يمكنها التعرف على المتحور الجديد أكثر من «متحور دلتا» وفيروس «كورونا» الأساسي، بشكل أفضل وأكثر.

وحول مدى ملاءمة اللقاحات المضادة لفيروس «كورونا» للمتحور الجديد أكد الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، أنه لم يعلن حتى الآن ذلك، موضحًا أن الجميع ينتظر إعلان منظمة الصحة العالمية بملاءمتها من عدمه، متابعًا: «لا نستطيع الجزم بذلك الآن لوجود تغيير لكن لم يتحدد بعد ما إذا كان هذا التغيير سيؤثر أم لا»، مشيرًا إلى أن المنظمة أعلنت أن المتحور في مرتبة «المثير للقلق» لحين الانتهاء من الدراسات التي تُجرى في هذا الشأن.

وأوضح «الحداد» أن التغير في الشوكة البروتينية للفيروس متوقع، وأنه بنسبة كبيرة لو كان هناك تأثير للفيروس فلن يكون بنسبة كبيرة، وأن الفيصل في هذا الأمر هو التوصل لمدى إصابة التحور لأي من أجزاء البروتين، وهذا ما سيوضح تأثيره على اللقاح.

وأشار إلى أن القرار الحكومي بمنع حصول المواطنين غير المطعمين بلقاحات «كورونا» على الخدمات الرسمية بدءًا من هذا الشهر مهم جدًا، مشيرًا إلى أن الدول التي ظهر بها التحور سواء الإفريقية أو الهند، منظومة اللقاحات فيها ضعيفة جدًا، مؤكدًا: لا ينبغي أن نصل لذلك.

وشدد على ضرورة حصول المواطنين على اللقاحات والالتزام بالإجراءات الوقائية في هذه الفترة والأيام المقبلة في ظل تحورات الفيروس، مؤكدًا ضرورة النزول بسن التطعيمات لـ12سنة، بهدف  تحقيق مناعة مجتمعية، وحماية باقي المجتمع من الإصابة بالعدوى، خاصة أن الأطفال ينقلون العدوى جيدًا؛ وبذلك تتم حمايتهم وذويهم، مشيرًا إلى أن من بين الأطفال فئة خطيرة معرضة للعدوى، مؤكدًا على أنه لا توجد موانع من تناول الأطفال اللقاحات.

وكان الدكتور عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة الوقائية، أكد في تصريحات له أن كل البلاد تتمنى ألا يصلها نوع جديد من متحورات فيروس «كورونا»، موضحًا أن الرؤية العلمية حول متحور «أوميكرون» الجديد ما زالت غير واضحة، وأنه «لا أحد يعلم درجة خطورته، وهل سيؤدي إلى أعراض إكلينيكة جديدة أم لا، والأخطر هل تؤثر فيه اللقاحات الموجودة حاليا أم لا؟».

وأضاف «تاج الدين»: «الناس خايفة وقلقانة»، وكل المعلومات عنه غير كافية، وكلها احتمالات حتى الآن، واللجان العلمية التابعة لمنظمة الصحة العالمية لم تصل لحقائق مؤكدة، ووجود متحورات لفيروس «كورونا» مسألة ليست جديدة، موضحًا: «كل الفيروسات تتحور بشكل مكثف ودائم، وكلما قاوم الإنسان الفيروس سواء مقاومة طبيعية أو دوائية أو باللقاحات تصبح لديه قدرة على التحور حتى يعيش لأنه كائن حي، لكنه مضر بنا، وسبحان الله لديه هذه القدرة العجيبة.”

من جانبها، قالت وزارة الصحة والسكان، إن الالتزام بتنفيذ تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، بما فيها ارتداء القناع الواقي «الكمامة»، والتباعد البدني، وغسل اليدين، والحصول على اللقاح، يمثل حائط الصد الأول في الوقاية والحد من انتشار فيروس «كورونا»، والوزارة أيضاً تقيم جميع الإجراءات والتدابير باستمرار، حسب تطورات الوضع الوبائي لفيروس «كورونا» في العالم.