تقرير | رغم الطائرات المسيرة والأسلحة الثقيلة.. الأورومو تسيطر على مصنع أسمنت سد النهضة وتهدد آبي أحمد بالقتل
تقرير- عمرو حسن
صراع يمتد لأكثر من عام في الأراضي الإثيوبية، بين رئيس ديكتاتور أعمى عينيه حب السُلطة والنفوذ، وجماعات معارضة تعاني من سوء الأوضاع، ولديها ما تعتمد عليه من أفراد وسلاح في مسعاها لتغير الأوضاع الراهنة، والحروب التي تدور رحاها بين الإثيوبيين تتغير موازين قواهل كل يوم، فتارة تتقدم المعارضة وتحاصر الجيش الفيدرالي التابع لآبي أحمد ومن ورائه قبائل الأمهرة، وتارة أخرى يتسيد آبي أحمد الموقف ويُرغم تيجراي وحلفائها للتقهقر مرة أخرى.
الفصائل المعارضة التسعة بقيادة التيجراي وجيش الأورومو، كانوا على وشك دخول أديس أبابا، والانتصار على آبي أحمد، حتى أن الرئيسة الإثيوبية سهلورق زودي، قالت الشهر الماضي إن آبي أحمد يجر إثيوبيا نحو الجحيم، إلا أن تركيا والإمارات والاحتلال الصهيوني كان لهم رأي مخالف لسقوط آبي أحمد؛ حيث دعموا بالمئات من الطائرات المسيرة والأسلحة لإسقاط التيجراي، وهو ما أكدته رويترز، أن الطائرات المسيرة أرغمت التيجراي والمعارضة على التراجع.
تهديدات بالقتل
ورغم الأخبار الرائجة الأيام الماضية عن تقدم آبي أحمد في مواجهة المعارضة، وتحقيق انتصارات كبيرة، أعلنت قوات تحرير الأورومو اليوم أنها تسيطر على إقليم أوروميا، مؤكدة أن مصير قوات الجيش الإثيوبي، التابعة للحكومة الإثيوبية برئاسة آبي أحمد أصبح في يد قوات الأورومو وطالبهم إما بالاستسلام أو القضاء عليهم بالقتل.
أسمنت سد النهضة
وأكدت قوات الأورومو أنها تقوم بعمليات نوعية على أطراف العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وبثت الأورومو مقطع فيديو لاستيلائهم على مصنع اسمنت قرب أديس أبابا، وكان لتوريد الأسمنت لاستكمال أعمال بناء سد النهضة للملء الثالث للسد.
وكتبت أوروميا بالعربي، المعني بشئون قوات الأورومو، على موقع التواصل تويتر، "يقوم جيش تحرير الأورومو بعمليات تطهير واسعة في عموم اوروميا، واصبح مصير القوات الحكومية إما الاستسلام او القتل. النصر لأبطالنا البواسل"
وتظهر اللقطات استيلاء على إحدى مصانع الاسمنت الحيوية في اوروميا"، حيث قام جيش تحرير اوروميا بالاستيلاء على مصنع اسمنت قرب اديس ابابا لتوريد الاسمنت الى سد النهضة لاستكمال اعمال البناء تمهيدًا للملء الثالث، وذلك بعد ظهور صور حديثة لسد النهضة تبين استكمال اعمال البناء، وفيما ينشغل ابي احمد بحصار اقليم تيجراي، يحافظ جيش تحرير اورومو على مواقعهم وسط اتهامات من اثيوبيا لجنوب السودان بتمويلهم، الا ان معلومات تشير الى تورط جيبوتي في دعمهم ايضًا.
خداع آبي أحمد
في الوقت الذي أخل فيه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد بتعهداته أمام المجتمع الدولي، عندما طالب بمباحثات سلام بين إقليم تيجراي وحلفائها من الأورومو، وطالبهم بالتخلي عن المدن الاستراتيجية التي سيطروا عليها قبل ذلك، حيث قام بتوجيه ضربات متتالية لإقليم تيجراي، أدت لتدمير عدد كبير من المدن التابعة للإقليم.
تيجراي تقاوم
وهنا كتبت تيجراي بالعربي تغريدة قالت فيها " بسبب دعوات الحكومة الأمريكية ومجلس الامن انسحبت قوات تيغراي الى اقليم تيغراي لوقف اطلاق النار وبدء المفاوضات، لكن في المقابل يواصل آبي وقوات أمهرة والجيش الإريتري القتال ضد قوات دفاع تيغراي في محاولة لدخول اقليم تيغراي عبر جنوب وشرق وغرب وشمال غرب تيغراي لأعادة الغزو الكامل"، وقالت تيجراي "إذا لم ينجح خيار السلام، فلدينا جيش ضخم لن يشاهد شعب تيغراي يموت من الجوع. رئيس اقليم تيغراي د. ديبريتسيون"
وقال السفير على الحفني، نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية الأسبق، إن ما يحدث في إثيوبيا كارثي بكل ما تعنيه الكلمة، مضيفًا أنَّ الصراع القائم بين الجماعات العرقية وآبي أحمد، خطير ومتعدد الأطراف، وبسبب عدة أزمات ومشاكل داخلية، مؤكدًا أن إثيوبيا دولة مهمة في منطقة القرن الأفريقي وشرق أفريقيا، وأي فوضى فيها تؤثر في مجمل الأوضاع في أفريقيا.
وأوضح الدبلوماسي السابق، في تصريحات سابقة للفتح، إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا، آبي أحمد عليه حفظ حقوق والتزام كل قاطني الدولة بكافة عرقياتها وفصائلها، ويجب عليه وعلى المؤسسات، أن تنظر الأمور وتعالجها برزانة وتأنِّ، ووقف النزاع ووقف تبادل إطلاق النار ووقف عملية تهديد العاصمة ، مشيرًا لضرورة وقف الممارسات العدائية، مهما كانت الانتماءات، ووجوب عودة حالة الأمن والسلم إلى الدولة الإثيوبية بكافة أقاليمها.
وعن سد النهضة، لفت نائب وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، أن قضية السد تخضع لمتابعة ومفاوضات من الاتحاد الافريقي ومجلس الأمن والأمم المتحدة، لافتًا إلى ضرورة استمرار المفاوضات والوصول لحل بين الدول الثلاثاء، مما يساعد على استقرار السلم والأمن في القرن الأفريقي، وإلا ستكون هناك تداعيات بكل دول الجوار.
وتتواصل الحرب بين بإقليم أمهرة وعفار بين الجيش الإثيوبي والقوات الخاصة للإقليمين، ضد جبهة تحرير تجراي، في صراع لا يمثل خطورة فقط على إثيوبيا، إنما على دول الجوار الإثيوبي ومنطقة القرن الإفريقي التي تعج فيها النزاعات.