الاتحاد الأوروبى يسعى لاستبدال الغاز الروسي بإمدادات نيجيرية

  • 41
الفتح_ أرشيفية

يسعى الاتحاد الأوروبى للحصول على إمدادات غاز إضافية من نيجيريا، فى الوقت الذى يستعد فيه الاتحاد لخفض محتمل للإمدادات الروسية، بحسب ماثيو بالدوين نائب المدير العام لإدارة الطاقة بالمفوضية الأوروبية.

كان بالدوين يتحدث من نيجيريا حيث عقد اجتماعات مع مسئولين من أكبر منتج للنفط فى أفريقيا خلال الأيام الماضية، وفق وكالة «رويترز».

وقال بالدوين إن الاتحاد الأوروبى يستورد 14% من إجمالى إمداداته من الغاز الطبيعى المسال من نيجيريا وهناك احتمال لزيادة ذلك إلى المثلين.

وتعمل محطة لإنتاج الغاز الطبيعى المسال فى جزيرة بونى النيجيرية بنسبة 60% من طاقتها، لكن بالدوين قال: «إذا صار من الممكن رفع (الطاقة الإنتاجية) لأكثر من 80%.. ربما يمكن إتاحة المزيد من شحنات الغاز الطبيعى المسال إلى أوروبا فى معاملات فورية».

وتستعد أوروبا من جديد لاضطرابات محتملة فى إمدادات الغاز من روسيا، حتى بعد إعادة تشغيل خط أنابيب «نورد ستريم» المهم، عقب انتهاء أعمال الصيانة هذا الأسبوع.

وتوقفت التوربينات، التى تساعد فى ضخ الغاز، فى ألمانيا أثناء نقلها، بعد أن تقطعت بها السُبل فى كندا بسبب العقوبات، فيما حذر الرئيس الروسى، فلاديمير بوتين من تقلص شحنات الغاز عبر «نورد ستريم»، أكبر خط أنابيب روسى إلى القارة، فى حالة لم تتم إعادة التوربينات إلى روسيا فى الأيام المقبلة.

ويستعد السياسيون ورجال الأعمال فى جميع أنحاء الاتحاد الأوروبى لاحتمال قطع روسيا مزيدا من إمدادات الغاز، أو إيقافها تماما، لذلك تتسابق دول الاتحاد الأوروبى لبناء مخزوناتها، بينما تواجه أزمة طاقة تاريخية تسببت فيها الحرب الروسية فى أوكرانيا، وهى الأزمة التى قد تُلحق أضرارا اقتصادية جسيمة مع انتشارها عبر القارة.

وتوقعت بينى ليك، محللة أبحاث الغاز والغاز الطبيعى المسال فى أوروبا لدى شركة «وود ماكنزى»، مزيدا من الاضطرابات فى ظل زيادة روسيا ضغوطها السياسية والاقتصادية على أوروبا مع اقتراب الشتاء.

ومنذ انتهاء الصيانة الخميس الماضى، يعمل خط «نورد ستريم» بنحو 40% من طاقته، وهو نفس معدل تدفق الغاز تقريبا قبل أعمال الصيانة.

وقد ينخفض مستوى التشغيل إلى 20% فى وقت قريب خلال الأسبوع المقبل، إذا استمر تأخر التوربينات، حسبما أعلن «بوتين»، حين قال فى وقت سابق من هذا الأسبوع إن اثنتين فقط من التوربينات فى محطة ضخ روسية تعمل حاليا، إحداهما تحتاج إلى الصيانة هذا الشهر، وإذا لم تصل قطع الغيار من كندا إلى روسيا قريبا، ستنخفض الإمدادات.

ولم يكن موقف مكونات التوربينات واضحا، فبداية من يوم الجمعة الماضى، تقطعت السُبل بالتوربينات البديلة فى مكان غير معروف فى ألمانيا، نظرا لأن روسيا لم تقدم الأوراق اللازمة لإتمام عملية الشحن، وفقا لشخص مطلع على الأمر، لكن «جازبروم» الروسية قالت إنها لم تتلق المستندات المطلوبة من شركة تصنيع التوربينات «سيمنز»، كما أنه ليس لديها التزامات إضافية تجاه الشركة الألمانية حتى تتسلم تلك المكونات.

قال سيمون تاجليابيترا، الزميل لمركز «بروجل» للأبحاث: «تقوم روسيا بلعبة استراتيجية تتعلق بإمدادات الغاز إلى أوروبا ترتكز إلى الحفاظ على استمرار إمدادات ضعيفة بدلا من التوقف، ما يقلل عزم أوروبا لخفض الطلب على الغاز، بينما يجب ألا تقع أوروبا فى ذلك الفخ وتواجه الأزمة بغض النظر عن أى شىء».

واتهم مسئولون أوروبيون، من بينهم وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، روسيا باستخدام الطاقة كسلاح، وهو الاتهام الذى يرفضه الكرملين بشكل قاطع.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للغاز الهولندى، المؤشر القياسى الأوروبى، يوم الجمعة الماضى للجلسة الثالثة على التوالى، مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الإمدادات.

وبينما يبنى الاتحاد الأوروبى مخزوناته من الغاز، تستعد موسكو أيضا لفصل شتاء قاسٍ، حيث أعلن وزير الطاقة الروسى، نيكولاى شولجينوف، الرئيس بوتين الخميس الماضى، بأن مستويات تخزين الغاز فى البلاد تبلغ 81% من المطلوب حتى يُمكن تحمل ذروة الطلب خلال أشهر البرد.

وقال «شولجينوف» خلال لقاء أَذاعه التلفزيون الرسمى: «نستعد لفترة صعبة مع تفهمنا الكامل بأن شركاءنا فى الدول غير الصديقة، على سبيل المثال، يتوقعون بقلق بالغ موسما شديد التعقيد، لكننا على الجانب الآخر نعمل بشكل طبيعى وفقا لخططنا وجداولنا الزمنية».