• الرئيسية
  • تقارير وتحقيقات
  • ارتفاع الحرارة يهدد محصول الأرز بـ"اللفحة".. خبراء يضعون روشتة للحد من مخاطره.. ومطالبات بتكثيف الإرشاد الزراعي

ارتفاع الحرارة يهدد محصول الأرز بـ"اللفحة".. خبراء يضعون روشتة للحد من مخاطره.. ومطالبات بتكثيف الإرشاد الزراعي

  • 36
الفتح_ أرشيفية

تقرير – أحمد عمر

أثار ارتفاع درجات الحرارة مخاوف العديد من المزارعين حول محاصيلهم تأثرًا بالتغير المناخي ومن بينها الأرز والذي يتعرض خلال مراحل نموه وموسم زراعته إلى بعض الإصابات الأبرز منها "لفحة الأرز" لتتراجع إنتاجية الفدان بنسبة 30%.

وتظهر اللفحة في شكل بقع بنية اللون تتكاثر على أوراق النبات خلال مراحل نموه الخضري وحول عنق السنبلة كنتيجة للتغيرات العنيفة والمفاجئة في درجات الحرارة.

وفي هذا السياق، قال الدكتور سعد زكريا، أستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ: إن إصابة محصول الأرز خلال فترة زراعته بـ "اللفحة" أحد أبرز المخاطر التي تواجه المحصول ويسببه فطر "فيروكلاريا أورايزا" وهو من الفطريات الناقصة ويزداد حسب التقلبات الجوية وقد يصيب المشتل في المرحلة الأخيرة أو خلال نموه الخَضَرِي وقبل خروج "السنبال" أو تتم الإصابة خلال نمو السنبلة ما يؤدي لتفريغ الحبوب وإصابتها باللون البني أو كما يطلق عليه "الخُنَّاق".

وتابع - في تصريحات خاصة لـ "الفتح" -: يتسبب في فقد من 10 إلى 20% من الحبوب، وبخاصة في نهاية نضج السنبلة، مؤدية لفقد نسبة كبيرة من المحصول وفراغ كميات كبيرة من الحبوب لتتأثر بذلك إنتاجية الفدان ويتراجع الناتج الإجمالي للمساحات المصابة بالمرض.

وأوضح الأستاذ بقسم الكيمياء وسمية المبيدات بكلية الزراعة جامعة كفر الشيخ، أن من أبرز الأسباب يتمثل في اختيار التقاوي التي تتم زراعتها، حيث إن هناك أصنافًا مقاومة وأخرى حساسة كـ (سخا -178)، وتزداد الإصابة حسب التغيرات الجوية وتقلباتها الملحوظة.

وأفاد بأنه يمكن تلافي الإصابة ووقاية محصول الأرز من اللفحة عبر طرق تتمثل في اختيار أصناف مقاومة من تقاوي الأرز للزراعة، وزراعتها في الموعد المناسب حسب توصيات وزارة الزراعة، مع الاعتدال في التسميد الآزوتي حيث إن الزيادة في استخدام اليوريا أو سلفات النشادر بشكل يزيد عن معدلات التسميد الموصى بها من قبل وزارة الزراعة يؤدي إلى الإصابة باللفحة، كذلك زراعة المحصول في وقت متأخر يؤدي للنتيجة ذاتها، ومن بين العوامل للحفاظ وتجنب الإصابة رش المحصول للوقاية من الإصابة أو بمجرد ظهور البقع مرة على الأقل بإحدى المبيدات الموصى بها، واستخدام عنصري الزنك والنحاس لقدرة تلك العناصر على رفع مستوى المقاومة لدى النبات مع رش مبيد "البيم والفينوزان والفوجي وان" وهذه المبيدات الموصى بها في مكافحة لفحة الأرز أو وفقًا للتوصيات الحديثة من وزارة الزراعة.

وحذر "زكريا" من استخدام الكبريت والذي عدَّه من الأخطاء الشائعة التي لا تجدي نفعًا، ومنها رش (الدياسين أو الكبريتات وأوكسي كلور النحاس) والتي لا تحقق المراد من استخدامها في هذه الحالة، موصيًا باستخدام المواد المتخصصة والفعالة للمكافحة، واتباع التوصيات الصادرة وفقًا لوزارة الزراعة، والحفاظ على جودة الصرف للتهوية المثالية بما يحقق قوة الجذور وثبات النبات وتحقيق معدلات إنتاج عالية. 

من جهته، أكد رائف تمراز، عضو اللجنة الزراعية بمجلس النواب سابقًا - في تصريحات خاصة - أن تعرض الأرز لللفحة قد يهبط بمستوى إنتاجية الفدان لحوالي 50%، الأمر الذي يعرض المحصول لخطر بالغ لاتساع قدرة مهاجمته للنبات خلال مراحله العمرية المختلفة مصيبًا أوراقه فترة نموه الخضري وصولاً للسنبلة.

وأكد أن أهم الخطوات التي يجب اتخاذها تتمثل في مقامها الأول باختيار الأصناف المقاومة للفحة ورش النبات بالعناصر اللازمة لتقويته وزيادة قدرته على المقاومة، كما أن المبالغة في التسميد الآزوتي تزيد من فرص الإصابة.

وطالب بتكثيف دور الإرشاد الزراعي وتفعيل منظومته لما له من دور توعوي كبير ويجنب المزارع كثيرًا من المسببات الرئيسية والتي بدورها تؤدي لإصابة الأرز بمرض اللفحة وغيرها من الإصابات.

وأكد عضو اللجنة الزراعية بمجلس النواب سابقًا أن العديد من الندوات التوعوية يتم عقدها لتجنب مثل هذه الإصابات لا سيما في محصول مهم مثل الأرز.

ووجه نصائحه للمزارعين، خلال موسم زراعة الأرز، باختيار أصناف لها قدرة على مقاومة الأمراض وتجنب استخدام التقاوي المصابة سلفًا بلفحة الأرز والتأخر في الري وتغذية النبات بالعناصر الداعمة لرفع معدلات المقاومة للمرض، وعدم الري خلال درجات الحرارة المرتفعة على أن يتم الري خلال المساء أو في الصباح الباكر والتوازن في استخدام الأسمدة الآزوتية لتحقيق أعلى إنتاجية للفدان.

ولفت إلى أن المساحة المخصصة لزراعة الأرز في مصر وفقًا للقرار المشترك بين وزارة الموارد المائية والري ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تقدر بـ مليون و72 ألف فدان خلال موسم الزراعة الحالي منها الأصناف الجافة (المتحملة للجفاف).