داعية إسلامي يكشف مصدر القراءات ونشأتها

  • 29
الفتح القرآن الكريم

قال ياسر محمد محمود أبو عمار، الكاتب والداعية الإسلامي، إن القرآن الكريم نَزَل بلهجاته المتعددة على النبي صلى الله عليه وسلم على مدار ثلاث وعشرين سنة؛ خلافًا لما ذهبت إليه بعض الطوائف مِن أن مصدر القراءات هو الرسم أو اللهجات أو الاختيارات، وهذه المذاهب ليس عليها دليل واضح مِن نقل صريح؛ فقد اعتراها الضعف والخلل.

وأشار أبو عمار في مقال له، نشرته الفتح، أن سنة النبي صلى الله عليه وسلم قد بينت أن المصدر الرئيسي للقراءات هو الوحي أو التوقيف؛ لحديث رواه البخاري عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أقرأني جبريل على حرفٍ فلم أزل أستزيده حتى انتهى إلى سبعة أحرف"، وهذا الحديث الصحيح يبيِّن بطلان ما ذهبت إليه الجهمية من أن جبريل عليه السلام تلقَّى القرآن مِن الله ثم صاغه بلفظه.

وأضاف الكاتب والداعية الإيلامي قائلا: وكذلك يبيِّن بطلان القول القائل: إن جبريل عليه السلام أخذه مِن اللوح المحفوظ؛ فهذا القول أيضًا شديد البطلان، فإن الله جل وعلا قال: "نزل به الروح الأمين"، وهذا على قراءة مَن قرأ حرف "نزل" بتشديد الزاي وفتحها وفتح اللام، وكذا نصب الروح؛ فدلَّ ذلك على أن جبريل عليه السلام نزل بهذا القرآن من عند الله تبارك وتعالى.

وأوضح أبو عمار أن الصواب الذي ذهب إليه العلماء المحققون والمتقنون لهذا الفن هو: أن مصدر القرآن بلهجاته وحروفه المختلفة نزل به جبريل من عند الله جل وعلا على قلب النبي صلى الله عليه وسلم، وقد دَلَّ على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند البخاري: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنه سلسلة على صفوان"، والقرآن الكريم من ضمن أوامر الله سبحانه وتعالى التي يأمر بها، والله تعالى أعلى وأعلم.