رئيس "النور": الحوار الوطني فرصة للم شمل القوى الوطنية والأحزاب السياسية.. تقرير

الدكتور محمد إبراهيم منصور: أعددنا مشروعًا بشأن قانون الأحوال الشخصية يلتزم مرجعية الشريعة الإسلامية

  • 51
الدكتور محمد إبراهيم منصور، رئيس حزب النور،

نرفض التلاعب بأحكام الدين.. وتجديد الخطاب الديني المقبول هو تنقيته من التحريف والفهم الخطأ 

الحزب يولي قضايا الهوية والقيم والأخلاق المجتمعية اهتمامًا كبيرًا

نتعاون مع مختلف الأحزاب والكتل السياسية في كل ما يحقق الصالح العام

تقرير – علي منصور ومصعب فرج

أكد الدكتور محمد إبراهيم منصور، رئيس حزب النور، على أهمية إقامة الحوار الوطني، الذي دعا إليه رئيس الجمهورية، في هذا التوقيت، كونه فرصة للم شمل القوى الوطنية والأحزاب السياسية، في إطار فاعل مشترك، وتوسيع دوائر القواسم الوطنية المشتركة فيما بينها، كما أنه فرصة لتوحيد الرؤية الوطنية في الملفات الكبرى والشائكة؛ لنتمكن من التعامل مع التحديات العالمية التي تعاني منها مصر أيضا وتستلزم تعاطيًا جديدًا معها بالاستفادة من كافة الخبرات.

وقال "منصور": إن حزب النور يطمح في أن يكون هذا الحوار بداية جديدة للمشاركة الفعالة والحقيقية من جميع القوى السياسية وكل من انتهج المسلك السلمي والقانوني في التعبير عن رؤيته الإصلاحية دون إقصاء أو تهميش، موضحًا أن الحوار الوطني يعني بناء حوار شامل متكامل يراعي كافة الفئات، وليس الانقسام بين طرفين، لذا فلا ينبغي أن يكون هناك أي انقسام خلال مناقشة الحوار الوطني.

وأوضح أن الحوار الوطني، يجب أن يكون بين جميع شركاء الوطن، ولا ينبغي أن يكون فيه تمايز بين موالاة ومعارضة، كما يجب أن يكون فيه توافق وتناسق في الأفكار، ونظرة شاملة؛ لإعلاء الصالح العام للوطن، من خلال التوافق على أفضل ما يكون لاستقراره وتطويره، والخروج من أزماته وتجاوز أي عقبات، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن يحدث اختلاف على بعض النقاط والبعض يرى صلاحيتها  في حين لا يراها البعض، لكن في الغالب سيكون الاتفاق على مجمل النقاط والقضايا التي تهم الوطن والمواطنين.

معارضة إصلاحية بناءة

وأشار "منصور" إلى أن حزب النور يُصنف على أنه معارضة إصلاحية وبناءة، موضحًا أن أولويات الحزب في الحوار الوطني تتركز على القضايا المتعلقة بمحور الإصلاح السياسي، بما في ذلك ما يخص التحديات التي تواجهها الدولة المصرية من الداخل والخارج بصورة أساسية، بالإضافة إلى المجالات التي يعاني فيها المواطن العادي مشكلات تواجهه في حياته اليومية.

وأشار رئيس "النور" إلى أن الحزب يتعاون من خلال ممثليه في مجلسي الشعب والشورى مع مختلف الأحزاب والكتل السياسية في كل ما يحقق الصالح العام للوطن والشعب المصري سواء كان على المستوى الرقابي أو الدور التشريعي، كذلك تجاه مشروعات القوانين المقدمة إلى المجلس وإبداء الرأي والنصيحة فيها، أو التقدم بمشروعات قوانين وتعديلات مقترحة للحزب تعالج قضايا ملحة من منطلقات الحزب السياسية والشرعية.

تجديد الخطاب الديني

وعلى صعيد ما يثار حول تجديد الخطاب الديني، قال "منصور": إنه إذا كان المقصود بالتجديد التلاعب بأحكام الدين ذاته، والعودة على الثوابت والأصول بالنقض والتحريف فهذا أمر مرفوض لا يقبله عاقل، مشددًا على أن هذا ليس تجديدًا، وإنما هو هدم لثوابت الدين وفي هذه الحالة فحزب النور يرفض هذا التجديد بهذا الشكل، ويعمل على مواجهة هذه المحاولات بالحجة والبرهان لبيان خللها ومخالفتها للشريعة الإسلامية وثوابتها.

وفيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية الذي أعلن الحزب عن إعداده، أوضح أن هناك عدة منطلقات ومبادئ انطلق منها الحزب عند إعداده لمشروع القانون، منها على سبيل المثال الالتزام الكامل بمرجعية الشريعة الإسلامية؛ وذلك لأن مشروع القانون يتعامل مع مجموعة العلاقات الأسرية التي قوامها الأول والأكبر الدين والأخلاق كما نص على ذلك الدستور في المواد (2، 7،10).

وأكد "منصور" أن الحزب يولي قضايا الهوية والقيم والأخلاق المجتمعية اهتمامًا كبيرًا وهو يعمل على ذلك من خلال الترجمة العملية لقواعد الشريعة الإسلامية في تنظيم كافة شئون الحياة، موضحًا أن الحزب يعمل على الاستفادة من مختلف الجوانب العلمية والتطبيقية، وأخذ آراء الخبراء والمتخصصين؛ للوصول إلى رؤية عصرية في أي مجال للتعامل مع مشكلات الواقع التي لا تتعارض مع الهوية فهذه هي الأطر التي ينطلق منها الحزب.

العدالة الاجتماعية

وأشار رئيس حزب النور، إلى أن الحزب يبحث عن حلول للمشكلات المتعلقة على سبيل المثال بالجانب الاقتصادي؛ إذ دعا الحزب إلى تفعيل الصكوك الإسلامية والمعاملات الإسلامية عموما في البنوك وغيرها كما يعمل على إرساء قواعد العدالة الاجتماعية، ومراعاة الطبقات الفقيرة والمتوسطة في التشريعات والقرارات.

وردًا على الانتقادات التي يتعرض لها حزب النور، قال "منصور": إن الحزب سياسي ومن الطبيعي أن يكون في دائرة النقد -وليس الاتهام- من كل من له وجهة نظر سياسية مخالفة له في أحد الجوانب، ولكن الأهم من هذا هو أن يكون النقد موضوعيا ليؤخذ بعين الاعتبار؛ لأن هذا هو ما يسهم في تشكيل مناخ سياسي يعزز من التعددية السياسية، واستثمار المساحات المشتركة بين كافة شركاء العمل السياسي. 

وتعقيبًا على اتهامات غياب الحزب عن المشهد السياسي، أكد رئيس "النور"، أن ادعاء الغياب يكذبه التمثيل السياسي في مجلسي النواب والشيوخ وأداء هيئته البرلمانية ومواقفها في العديد من الملفات المطروحة داخل أروقة البرلمان المصري، بالإضافة إلى حضور الحزب السياسي في كل الدعوات الرسمية من مختلف المؤسسات وتفاعله مع مختلف القضايا السياسية بشتى الصور التي يظهر جزء كبير منها عبر منصاته الرسمية.

الأجندة السياسية

وأضاف أنه حتى على مستوى الأحزاب السياسية؛ فللحزب قنوات اتصال مع قادته ولا يمتنع الحزب عن أي تعاون حزبي وسياسي في المساحات المشتركة، وكذلك أيضا مشاركة الحزب في تجربة تنسيقية شباب الأحزاب، التي لها إسهامات في الحياة السياسية على مستوى جيل الشباب، مشيرًا إلى أنه بالنسبة لاتجاهات الجماهير فهي لها الحق في اختيار من يمثلها وعلى الرغم من هذا، فإن الحزب له قاعدته الشعبية من هذه الجماهير التي تثق في تعبيره السياسي عنها، وتحقيق مصالحه سواء كان من خلال أمانات الحزب المنتشرة في أنحاء الجمهورية، أو أعضائه بالبرلمان، الذين لهم اتصال يومي مع مختلف فئات المجتمع في دوائرهم.

وقال "منصور": إنه مع تنوع القضايا السياسية واختلاف أولوياتها على مستوى كل حزب سياسي باختلافه الأيديولوجي فمن الطبيعي جدا أن يكون للحزب آراؤه التي تبرز في بعض القضايا مما يقع في مقدمة أجندته السياسية في مرحلة ما وبعضها الآخر تأتي مرتبة لاحقة على ذلك، أو هي بطبيعة الحال ذات أولوية عند حزب آخر، مشيرًا إلى أن الحزب يتفاعل مع معظم القضايا التي تطرح على الساحة من خلال منظومة عمل يتم فيها بحث ودراسة القضايا المطروحة داخل لجان نوعية.

وأضاف رئيس حزب النور، أن الحزب يتخذ موقفه السياسي من اللجان النوعية، ولا يلزم أن يتخذ الحزب موقفًا سياسيا من كل القضايا أو بصورة محددة، مؤكدا أن هذا هو ما يمكن أن يظهر بشكل أوضح عندما نستعرض فلسفة الحزب التي تقوم على تعزيز الهوية الإسلامية، والمرجعية العليا للشريعة الإسلامية، والحفاظ على الصالح العام للوطن، وحمل هموم المواطنين ومشكلاتهم، والسعي في إيجاد حلول لها بكل السبل الممكنة والمتاحة.