أستاذ أزهري: المدارس والمستشفيات والأيتام أولى بملايين التبرعات لأندية كرة القدم واللاعبين والمدربين

  • 56
الفتح - الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف

قال الدكتور عبد المنعم فؤاد المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف، إنه يتعجب ممن ينشرون تبرعاتهم وهي بالآلاف للنوادي الرياضية وما شابه ، ويفخرون بذلك ويظنون أن هذا قربة لرب العالمين، مضيفًا أنهم لو سكتوا وما نشروا لكان خيرا لهم لكن العجيب على ما يبدو أن هؤلاء فضلًا عن استفزازهم للمحتاجين بنشرهم لصور ( شيكاتهم )  نسوا أن رب العالمين سيسألهم عما به يتبرعون ولصوره يشيّرون، لافتًا لقول النبي الأكرم : (لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع منها: عن ( ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ) .

وتساءل المشرف العام على أروقة الأزهر الشريف في منشور له على فيس بوك، فهل ستكون إجابة هذا المتبرع لربه أنه أنفقه في سبيله سبحانه ليكمل عقد لاعب يتقاضى الملاين لكن في احتياج لإكمال مرتبه الناقص؟ أو لإكمال مرتب مدرب هو ضيف عندنا ليقدم خدماته وإكرام الضيف واجب ؟ ! 

وأكد فؤاد أن هؤلاء على ما يبدو - ونحن نحسن الظن بالجميع - في غفلة يعمهون ونسوا أن المال الذي تبرعوا به وصوروه وعلى الصفحات نشروه هو : مال الله، مضيفًا أنه من الواجب أن نذكرهم بما هو مفيد فإن الذكرى تنفع المؤمنين كالآتي : 

- الإنسان ما هو إلا مستخلف في  هذا المال ، وإذا أعطى المال ، وتم التبرع به يكون ذلك لمستحقيه بالفعل وهذا واجب شرعي ؛ وأول هؤلاء: من الفقراء والمساكين : ( وآتوهم من مال الله الذي أتاكم ).

- ثم المرضى وطلاب المدارس المحتاجين وبناء المستشفيات،  والمدارس وديار الأيتام ، والآرامل ، والمعوقين وكل ما يعود بالنفع على الناس في ميادين الحياة ، أما غير ذلك فهو بنص القرآن الكريم فاعله قد يدخل في زمرة السفهاء الذين يجب التحذير منهم ، والابتعاد عن التعامل معهم إلا في أضيق الحدود حتى تتنبه عقولهم، ويعرفوا قيمة ما رزقهم الله.

- ونحن هنا لا نبخل بنصحهم بالحسنى  ليحافظوا على المال لأنه مقوم من مقومات الحياة قال تعالى : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولا معروفا )-والمقصود مما ذكر من معان للسفهاء -  -ليس السب  ؛ بل التنبيه على التعامل مع الذين يسيئون التصرف فيما يملكون... -ينظر -تفسير  ابن كثير والقرطبي .