إعلان الجزائر.. حجرٌ يحرك مياه المصالحة بين "فتح" و "حماس"

الجامعة العربية: إنهاء الانقسام السبيل الوحيد لوحدة الصف

  • 66
الفتح - إعلان الجزائر

تتوالى المحاولات الرامية للمصالحة وإنهاء الانقسام بين حركتي "فتح" و "حماس" منذ الصراع الدامي عام 2006 للقضاء على الجمود السياسي حتى يتسنى للفلسطينيين إجراء الانتخابات ومواجهة الاحتلال ككتلة واحدة، وتصبح لفلسطين دولة مستقلة، ووقع 14 فصيلا فلسطينيا "إعلان الجزائر"، في ختام مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الفلسطينية" برعاية الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وذلك قبل انعقاد القمة العربية في الجزائر التي من المقرر أن تكون القضية الفلسطينية أحد محاورها الأساسية.

ونص اتفاق إعلان الجزائر على عدة بنود يتم تنفذها من الفصائل لمتابعة إنهاء الانقسام حتى إتمام الانتخابات الفلسطينية، ورغم توقيع الاتفاق إلا أنه في النهاية اتفاق إطاري غير شامل أو ملزم وسوف تضح الرؤية حوله خلال القمة العربية المقبلة في الجزائر، وفق مراقبون.

محاولات التوصل إلى المصالحة بين الفصائل بدأ منذ ٢٠٠٥ وسمي بـ"إعلان القاهرة"، تلاه وثيقة الأسرى ٢٠٠٦، ثم اتفاق مكة، فإعلان صنعاء عام ٢٠٠٨، ومحادثات ۲۰۰۹، ثم محادثات ٢٠١٠، ثم اتفاق ٢٠١١، وبعد أشهر اتفاقية الدوحة، وفي مايو ٢٠١٢ تم إعلان "اتفاق القاهرة" ثم "اتفاق الشاطئ" عام ٢٠١٤. عدة

وهكذا ظلت مـحـاولات الاتـفـاق نـحـو الـمـصـالـحـة بين الفصائل حتى جاء اتفاق ۲۰۱۷ حيث اعتبر أنه اتفاق جزئي منبثق من اتفاق ٢٠١١ يتعلق بآليات تنفيذ بعض البنود التي تتعلق بالحكومة

ورحـب أحـمـد أبو الغيط، الأمين الـعـام لـجـامـعـة الـدول العربية، بتوقيع الفصائل الفلسطينية على وثيقة "إعلان الجـزائـر"، معتبرا الإعـلان تـطـور مـهـم على طريق تحقيق المصالحة التي يتطلع جميع العرب إلى تحقيقها، مشيدا بالدور الذي اضطلعت به الجزائر في التوصل إلى هذا الأمر.

وأوضح جـمـال رشـدي الـمـتـحـدث الـرسمي باسم الأمين العام، أن المحك الآن يكمن في تطبيق وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، مشيرا الي أن الانقسام المستمر منذ 15 عاما أضعف القضية، وإنهاء الانقسام بعد السبيل الأساسي والوحيد لاستعادة صلابة الموقف الفلسطيني إزاء ما يواجه القضية الفلسطينية من تحديات كبرى

وقال دياب اللوح السفير الفلسطيني الحالي بالقاهرة، إنّ الانسداد والجمود السياسي في ظل إدارة حكومة اليمين بالاحتلال ظهرها للعملية السياسية يتطلب تحقيق الوحدة الوطنية وتكثيف عملية البناء، لافتا إلى أن إتمام المصالحة بين حركتي فتح وحماس والفصائل الفلسطينية بات ضرورة وطنية ملحة في هذه المرحلة التاريخية الحساسة. 

فيما أكد الدكتور أيمن الرقب في تصريحات لـ "الفتح"، أن الفلسطينيين لم يعودوا يثقون في الفصائل التي لم يعد جزء كبير منها ذا قيمة مجتمعية ويتحدثون باسم الشعب الفلسطيني ومنها فصائل قد تجد عدد عناصرها لا يتجاوز خمسين عضوا

ونوه الأستاذ بجامعة القدس أن اتفاق القاهرة ٢٠٠٦ نص على تشكيل إطار قيادي لمنظمة التحرير من أمناء الفصائل الفلسطينية بما فيهما حركتا حماس والجهاد الإسلامي تكون مهمته إعادة بناء المنظمة ووضع آلية لانتخاب مجلس وطني فلسطيني يمثل الفلسطينيين في الداخل والخارج، أما في اتفاق الجزائر فقد تم الحديث عن ضرورة وجود آلية عمل لأمناء الفصائل.

وثـمـن الـمـهـنـدس أحـمـد الـشـحـات الـبـاحـث في الـشـئـون السياسية، أي خطوة تجاه التئام الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام بين الفصائل الفلسطينية، مضيفا أن تـوحـيـد الجهود والطاقات يساعد في مواجهة الكيان المحتل الذي يزيد في وتيرة عدوانه وانتهاكاته على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكد الباحث في الشئون السياسية في تصريحات لـ "الفتح" أن نبذ الخلافات والفرقة وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الشخصية هي الطريق الـوحـيـد لاستعادة المقدسات وتحرير الأرض الفلسطينية من قبضة الاحتلال لإنقاذ الشعب الفلسطيني من العدوان والعنصرية والقتل على أيدي اليهود.