"ما له من نفاد"

فاطمة محمد خليفة

  • 54

أيامنا تمضي سِراعًا وتمضي معها أعمارنا، فلا تَرسىٰ سفينة الحياة على شاطئ ولا تمنحنا الدنيا ما نريد من رزق عن طيب خاطر، وربما نسينا وسط زحام الحياة من هو الرازق الحقيقي، ومن المُجيب لأدعيتنا، ومن المُدَبِّر لأقدارنا.

إنه الله -عز وجل- الوحيد الذي يمكنه أن يعطيك سُؤْلَك وأن يبارك لك في رزقك، وإذا تأملت قوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّازِقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ" تجد أنه عز وجل وصف نفسه بالرازق مبالغة في الكرم والمنح فهو يعطي الرزق ويُجزِل، لا يرزقك مرة واحدة بل طوال عمرك ولا ينقص ذلك من ملكه شيئًا.

ولا يمنعك كون الله عز وجل هو الرزاق من السعي، فأنت مُكلَّف بالسعي وطلب الرزق من الله -عز وجل- لقوله تعالى: "هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ"، ولا تنسَ أن تلزم باب الله -عز وجل- بالدعاء وتُلِح في الطلب قال تعالى "وَقُلِ ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُ والمُؤمِنُونَ".

ولا تنس في خِضَّم مسؤولياتك وصراعك بين تقلبات الحياة أن تشكر الله عز وجل على ما أنعم به عليك وتفضَّل فتُكتَب من الشاكرين الحامدين عملًا بقوله سبحانه وتعالى "فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ".

الله -عز وجل- لا ينسى عباده فلا تحمل همًّا ولا تُكلِّف نفسك ما لا تُطِيق، ولا يَحمِلَنَّك ضيق العيش على التسخط وترك السعي والإعراض عن الدعاء، فرزقك مكفول مصداقًا لقوله سبحانه وتعالى "وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ".