"المعبدي": الإسلام جعل للمجتمع المؤمن سياجًا وحصنًا حصينًا من الشائعات ونشر الأخبار دون تثبت

  • 53
الفتح - الشسخ شريح المعبدي

قال شريح المعبدي، الكاتب والداعية الإسلامي، إن الإسلام قد جعل للمجتمع المؤمن سياجًا وحصنًا حصينًا، ومن ذلك جعل للكلمة شأنًا عند الله، فقال تعالى: "مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ"، وجعل أشد أنواع الكذب هو نقل الكلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء كذبًا أن يحدث بكل ما سمع"، ونقل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم شدة عذاب ناقل الكلام، وشدة عذابه في قبره كما في حديث سمرة بن جندب أن الذي يشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه؛ هو العبد الذي يخرج من بيته يكذب الكذبة فتبلغ الآفاق!

وأوضح المعبدي في مقال له نشرته "الفتح" أن الله سبحانه وتعالى نهانا عن القول بدون تثبت، فقال تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"، وعلمنا كيف نتعامل مع الشائعات، فقال تعالى: "لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ"، وقال تعالى: "وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَٰذَا سُبْحَانَكَ هَٰذَا بُهْتَانٌ عظيم".

وتابع   الكاتب والداعية الإسلامي، قائلا: ومن ذلك أن الله تبارك وتعالى حَرَّم الكذب والغيبة والنميمة، وسوء الظن، وسدَّ كل ذريعة لانتشار الشائعة.

وأضاف: ومن ذلك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حريصًا أن يسد باب القيل والقال، فعندما مرَّ برهط من الصحابة ومعه زوجه؛ قال: "على رسلكم، إنها صفية!"؛ فأرشدنا عليه الصلاة والسلام أن لا نكون في موضع شبهات؛ سواء بقول أو بفعل، أو تصرُّف من شأنه أن يفتح شهية ونهم المرجفين للخوض في المجتمع، ونشر سمومهم فيه.