مرض خطير.. داعية يوضح أضرار الحقد وأثره السيئ على نفس المسلم

  • 39
الفتح - الحقد

قال محمد عبد السامع، الكاتب والداعية الإسلامي، إن النفوس الخالية من الأحقاد نفوس راضية مطمئنة، علمت بما قسمه الله لها فرضيت بعطاء الله غير مستنكرة قسمة الله لها، مع سعيها في استجلاب ما ينفعها ودفع ما يضرها، حاملة في طياتها الحب والود للجميع دون تألم مما عند غيرها من نِعَمٍ أنعم الله بها عليهم.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، أن الحقد مرض خطير، والحاقد يعيش في شقاء، ودائمًا قلبه مشغول، ويعيش في توتر وعدم راحة بال، والحاقد لا يرى الدنيا إلا كغرفة ضيقة مظلمة، وصفاء النفس من نعم الله على العبد بالدنيا؛ لذلك من نعيم الجنة نزع هذا الغل والحقد من صدور المنعمين، كما قال -تعالى-: (‌وَنَزَعْنَا ‌مَا ‌فِي ‌صُدُورِهِمْ ‌مِنْ ‌غِلٍّ) (الأعراف: 43).

وتابع: "فكم من أُخوة فُقدت بسببه وكم من بيوت هدمت، ولنا في ابني آدم (قابيل وهابيل) العبرة في ذلك؛ فبعد أن مَنَّ الله على أخيه بالنِّعَم حَقَد عليه الآخر وقتله، وهي الجريمة الأولى التي أرتكبها ابن آدم، ولم يفق من فعلته إلا عندما استوفى جريمته، وهكذا الحقد يعمي البصر ويجعل على القلب غشاوة فتُمْحَى منه الرحمة والحب، ويستبدل مكانها القسوة والبغض.

وأكد الكاتب أنه لو نظر الحاقد للنعيم الذي أعدَّه الله للراضين بقضائه وأرزاقه؛ لهانت كل الدنيا في نظره، ولعلا بنفسه وتورع عن النظر إلى إخوانه وما مَنَّ الله عليهم من خير وبركة بعين الحقد والحسد؛ سواء في مال أو زوج أو ولد، ولمَ لا فإن الدنيا لا تساوي عند خالقها جناح بعوضه؟! قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَوْ كَانَتِ الدُّنْيَا تَعْدِلُ عِنْدَ اللَّهِ جَنَاحَ بَعُوضَةٍ مَا سَقَى كَافِرًا مِنْهَا ‌شَرْبَةَ ‌مَاءٍ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)، فيا كل من ينظر لأخيه بعين الحقد وتمني زوال النعمة عليه؛ أنصحك بأن ترفق بنفسك، فالدنيا زائلة، وما عند أخيك من نعم فالمنعم عليه هو الله، وإذا كان للحاقد سلطة أو قوة؛ فإنه يسعى للانتقام مِن كلِّ مَن يظنه عدوًّا له.

وأشار إلى أن الحاقد فيه شَبَه من الكفار الذين قال الله فيهم: (وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) (آل عمران: 119)، فمجرد حقدك ونظرتك على أخيك وتمني زوال نعمة الله التي أنعم عليه بها؛ هو من الاعتراض على قسمة الله له!

وأضاف أنه قد وردت الأدلة في الشريعة على ذمِّ هذا المرض الشنيع المهلك لصاحبه، المنغِّص عليه دينه ودنياه؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَقَاطَعُوا وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، ‌وَلَا ‌تَحَاسَدُوا، ‌وَكُونُوا ‌عِبَادَ ‌اللَّهِ ‌إِخْوَانًا) (متفق عليه)، وهذا الحديث في الصحيحين، وفي طرق أخرى يدلنا من خلاله على حرمة هذا المرض الخطير، والذي يفقد المسلم أفضل المعاني وعلى رأسها معنى الأخوة في الله، فإن من أكبر علامات الأخوة في الله هي تمني الخير لأخيك؛ لا أن تتمنى له الهلكة، وأن يزول ما عنده من نعيم أنعم الله به عليه، وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ ‌أَفْشُوا ‌السَّلَامَ بَيْنَكُمْ) (رواه مسلم).



  • كلمات دليلية
  • داعية
  • الحقد