متظاهرو إيران ضد فساد الملالي يتحدون الإعدامات والقمع

  • 57
الفتح - متظاهرو إيران ضد فساد الملالي

تتواصل احتجاجات إيران للشهر الرابع على التوالي منذ بدايتها في الـ16 من سبتمبر الماضي، عقب وفاة الفتاة الكردية مهسا أميني، 22 عامًا، على يد الشرطة، وارتفعت وتيرة التظاهرات وتحولت لمواجهات مع الحرس الثوري وقوات الباسيج بعد اعتقال آلاف المدنيين وسقوط مئات القتلى من المتظاهرين والكثير من حالات الإعدام والجلد بالإضافة لعشرات الإيرانيين الذين ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام بتهم الإفساد في الأرض التي يزعمها بحقهم نظام الملالي.

ورفع المتظاهرون في العاصمة طهران لافتات تحمل شعار "أيها المواطن انتفض" معتبرين أن الصمت يعد دعمًا لنظام خامنئي.

ووفقًا لوكالة هرانا الحقوقية الإيرانية فإن الحرس الثوري وقوات الباسيج قتلا أكثر من 476 متظاهرًا، بينما هاجم الأمن منازل المعارضين كما اقتحم بيوت الضحايا وألقى القبض على ذويهم.

ويرجع محللون احتجاجات الشارع الإيراني لكثير من الأسباب أبرزها القمع الأمني للحرس الثوري والأوضاع الاقتصادية المتردية وانتشار البطالة والفقر مقابل وضع ميزانيات عسكرية ضخمة وإنفاقها على ميليشيات النظام في الشرق الأوسط، والغضب الشعبي ضد نظام الملالي الإيراني في إقليم الأحواز بسبب سياسة الاضطهاد والقتل والقمع والاعتقالات ضد أهل السنَّة في الإقليم.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إنه ليس العجيب أن يثور الناس في إيران لأنهم يرصفون في أغلال نظام قمعي استفزازي قهري يتسم بالظلم والغشم عبر سنوات، مضيفًا أنه لا يقصد بذلك ما يزعمه ويدعيه البعض من أمر فرض الحجاب أو غير ذلك من مظاهر الدين لأن هذه المظاهر لا تولد انفجارًا ولا تؤدي إلى ثورة ولكن الذي يؤدي إلى ثورة هو وجود نظام طائفي ظالم يتمسح بالدين ويفرض بعض المظاهر الدينية.

وأوضح الباحث في الشئون السياسية في تصريحات لـ "الفتح"، أن حقيقة الأمر أن ما يقوم به نظام الملالي الشيعي مظاهر مفرغة من معانيها وهم أكثر المذاهب والفرق طعنًا في الدين وهم خنجر في ظهر الأمة الإسلامية، مشددًا على أن نظام الملالي لا يضبط أو يفرض حكمًا إسلاميًا حقيقيًا ولكن هو يضبط مظاهر عامة دون أن يكون لها واقع حقيقي لأن الطائفة الشيعية أو المذهب الشيعي ليس مهتمًا بإقرار تفاصيل الديانة من حيث الأخلاق والسلوك بقدر ما هو مهتم فقط بتثبيت الأيديولوجية.

وأكد الباحث أن إيران دولة تقوم على الطائفية والعصبية البغيضة وتصدير الثورة الإيرانية لاستكمال الحلم الصفوي بسيطرة إيران على الهلال الشيعي في عواصم الدول العربية والإسلامية، لافتًا إلى إهمال طهران كثير من الملفات الداخلية مما جعل الشعب الإيراني بمجمله يعاني من نقص الاحتياجات الأساسية – ولذلك بين الحين والآخر تثور بعض المظاهرات إلا أن إيران تعتمد على الحرس الثوري كقوة باطشة تخمد أي حركة احتجاجية.

وشدد الشحات على أن هذا المسار عمره قصير فقد سبق طهران أنظمة سلطوية شمولية قمعية تمارس الإرهاب والقمع على أعلى مستوى ومع ذلك زالت بين عشية وضحاها، لافتًا إلى أن تراكم الاحتجاجات بهذه الطريقة من طوائف مختلفة من الشعب يؤذن بانفجار شعبي على حكم الملالي وقد تتحول الاحتجاجات إلى بحور وحمامات من الدماء مما يؤكد أن نظام الحكم في طهران غير مستقر مهما طال أمده.

 وقال الدكتور وائل سمير الكاتب والداعية الإسلامي، في تصريحات لـ "الفتح"، إن طبيعة النظام الرافضي الإيراني تظهر في تعامله مع المحتجين وقمعه لهم وقتله لكل الذين يطالبون بحقوقهم وأدنى درجات الحرية، مستخدمًا القهر عبر الحرس الثوري والباسيج والميليشيات الإيرانية لقتل المعارضين تحت مسمع ومرأى من القوى الغربية التي تستفيد من هذا النظام، وليس أهل السنة فقط في الأحواز.

وأكد سمير أن النظام الإيراني قمعي مع كل من يخالفه، وصاحب أجندة تمددية تخدم الغرب ولا تخدم الإسلام والمسلمين، مضيفًا أن هذا النظام ظهر على حقيقته ويجب فضحه وكشف حقيقته للمسلمين الذين لا زالوا منخدعين فيه.

 ونوه الكاتب بأنه بلا شك النظام الشيعي الإيراني الاثني عشري غيّر في البلاد وتسبب في كثير من السوءات في هذا الاقليم منها التغيير الأيديولوجي والتغيير الديموغرافي للطبيعة السكانية ومحاولة فرض المذهب الشيعي على السكان وعلى المسلمين السنَّة في إقليم الأحواز وغيره.