عدد النائب أحمد الشريف عضو مجلس النواب عن حزب النور، الخواطر عن الليلة التي وقع فيها زلزال شرق المتوسط في كلًا من تركيا وسوريا، قائلًا إن الخاطرة الأولى كانت ليلة الجمعة التي سبقت جمعة الزلزال فقد كانت جمعة هادئة ساكنة مساجد وخطب وبيع وشراء وطعام وشراب وسفر وسياحة وسعادة وراحة، وعقود و عهود و وعود ومولود وعرس وفرح وأسرة وعائلة وأصحاب وأرحام وجيران وأرحام، واجتماعات وملتقيات منتديات سفريات تجارات اتفاقيات وأسعار ومعارض وأسواق واستعدادات رمضان.
وأوضح الشريف في منشور له عبر فيس بوك، أن جمعة الزلزال تحول فيها الأمر إلى دمار وخراب وموت وهلاك وبكاء وفقد وتوقفت الحياة، وتبدلت الأفراح أحزان وتحولت القاعات إلى مقابر والبيوت إلى أشباح والمنازل إلى تراب، وحسرات ودعوات ودمعات وعبرات وعبارات موجعة مؤلمة وكلمات محزنة مبكية، وصورة الرجل الصالح الذي مات وهو يسبح ويرفع أصبعه بشهادة التوحيد، وصورة الرجل الذي يحمل زوجته على دراجة بخارية للدفن، وصورة الطفل الذي يقول الله يدبر ويبكي المذيع.
ونوه إلى مشهد سقوط المنازل والعمارات والكباري والطرقات والسيارات، مضيفًا، مشهد قيامة مصغرة وزلزلة ورجة وهزة تغير معالم الأرض في لحظات، لافتًا إلى قصة التركي الذي وقع بينه وبين صاحب المنزل خلاف على الإيجار وطرده المالك من بيته وبعد الزلزال هدم البيت، وجلس المالك والمستأجر في خيام المشردين على مدفئة واحدة، مشيرًا إلى قول الله عز وجل: "لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا".
وتأسف الشريف على الخذلان الرهيب لسوريا وكلمة المذيع أنه لم يصلهم سوي المعدات المصرية للبحث تحت الأنقاض والمساعدة في العلاج، ولكن يرى أن الوقت قد جرى وأصوات الأنين تحت الأنقاض توقفت، وأن آوان المساعدات قد فات.
وتابع: صورة طفل مؤلمة مرعبة رغم أنه رضيع لكنه منظر فظيع يحمل كل معاني القهر والبكاء والألم، وطفل آخر يقول أريد إخوتي ويبكي، وطفلة تقول أمي وإخوتي تحت لكنهم أموات، وطفل يولد تحت الأنقاض من هول المشهد، وطفل يشير بيده وينادي بصوته أنا هنا، و طفل والده يلقنه الشهادة، وطفل في المستشفي لا يعرف أين أسرته.
وذكَّر الشريف بقول الله تعالى: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155]؛ وقوله سبحانه: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]؛ ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2].
وأشار الشريف إلى قول عبد الله بن عمر قال كان من دعاء النبي صلي الله عليه وسلم: "اللهمَّ إنَّي أعوذُ بك من زوالِ نعمَتِك ، و تَحَوُّلِ عافيَتِك ،و فجْأةِ نقمتِك ، و جميعِ سَخَطِك"، وحديث النبي: "عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ" رواه مسلم، لافتًا إلى قول ابن تيمية رحمه الله: (السُّنَّةُ فِي أَسْبَابِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ: أَنْ يَفْعَلَ الْعَبْدُ عِنْدَ أَسْبَابِ الْخَيْرِ الظَّاهِرَةِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ مَا يَجْلِبُ اللَّهُ بِهِ الْخَيْرَ، وَعِنْدَ أَسْبَابِ الشَّرِّ الظَّاهِرَةِ مِنْ الْعِبَادَاتِ مَا يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِ عَنْهُ الشَّرَّ)
واختتم النائب كلماته قائلًا: "ماهي الدروس المستفادة من الزلزال؟ وماذا تعلمت من الحدث؟ و ماذا قررت من الآن؟ وماهي النصيحة التي تقدمها لنفسك ولإخوانك بعد هذه السلسلة المؤلمة من الأحداث في سوريا وتركيا؟" .