البرلمان العربي يدعو لاستراتيجية تنموية شاملة في محاربة الإرهاب بالساحل الأفريقي

ينبغي عدم الاقتصار على المواجهة الأمنية فقط

  • 28

أناب السيد عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، الدكتور عبد الكريم قريشي رئيس لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي للمشاركة في أعمال الاجتماع الثاني حول مبادرة "النداء من أجل الساحل الأفريقي"، والذي تم تنظيمه بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، خلال الفترة من 26 و27 فبراير 2023م ، بالتعاون بين الاتحاد البرلماني الدولي والمجلس الشعبي الوطني الجزائري، وهو الاجتماع الذي جاء في إطار تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لتنفيذ مبادرة "نداء الساحل"، التي اعتمدتها القمة البرلمانية العالمية الأولى لمكافحة الإرهاب المنعقدة شهر سبتمبر 2021 بفيينا، بالشراكة بين الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان العربي وبرلمان البحر الأبيض المتوسط واللجنة البرلمانية الدولية لدول الساحل الخمس. 

وفي الكلمة التي ألقاها نيابةً عن رئيس البرلمان العربي، أكد "قريشي" أهمية التعاون الإقليمي والدولي لمحاربة الإرهاب، على كافة المستويات الحكومية والبرلمانية، محذراً من خطورة التهديدات الإرهابية التي تشهدها منطقة الساحل الأفريقي، ومشدداً في الإطار ذاته على أنها ليست بعيدة في تأثيرها ومخاطرها عن المنطقة العربية. وأضاف أن تنظيم هذا الاجتماع جاء في توقيت بالغ الأهمية، نظراً لما تشهده منطقة الساحل الأفريقي من تطور خطير في نشاط التنظيمات الإرهابية، مما يستدعي وقفة جادة لتقييم ما حدث في السابق، وما ينبغي القيام به في المستقبل.

وشدد "قريشي" على أن مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي تتطلب فهم حقيقي لطبيعة الأوضاع في هذه المنطقة، وإشراك دولها في أي خطط أو استراتيجيات يتم وضعها في هذا الشأن، مؤكداً على ضرورة ألا يتم اختزال مواجهة الإرهاب في منطقة الساحل الأفريقي في المواجهة الأمنية فقط، كون كافة التجارب أثبتت أن المواجهة الأمنية والعسكرية وحدها لن تقضي على الإرهاب، وإنما يجب أن تسبقها مواجهة تنموية شاملة في كافة المجتمعات في منطقة الساحل الأفريقي، مع إعطاء الفرصة لشباب الساحل للمشاركة السياسية الفاعلة ليتمكنوا من المساهمة في تسيير بلدانهم، وفتح المجال السياسي لبناء ديمقراطيات حديثة.

في هذا السياق، دعا "قريشي" إلى ضرورة مساعدة دول منطقة الساحل الأفريقي في جهود التنمية الاقتصادية، لكي لا يوفر العَوَز والفقر، بيئة خصبة تستغلها التنظيمات الإرهابية للتجنيد، وخاصة الشباب.