أجرة "المأذون" تزيد أعباء الزواج بسبب المغالاة

  • 46
الفتح - أرشيفية

تصل إلى 3 آلاف جنيه في القرى.. والعمل تطوعي بالأساس


تسببت المفاهيم والشروط الخاطئة في زيادة التكاليف والمهور إلى إرهاق العديد من الأسر بعد إتمام الزواج نتيجة الديون وغيرها من المشكلات، كذلك ساعدت مغالاة بعض المأذونين في إرهاق بعض الشباب والفتيات، وتناسى كل الأطراف أن الزواج في الإسلام مبنيٌّ على السكن للنفس والراحة والتعايش بين الرجل والمرأة على أساس من المودة والرحمة والتعاون والتسامح ليستطيعا أن يؤسسا بيتًا وذرية صالحة، لقوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).

وعقدت لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، الأسبوع الماضي، برئاسة المستشار إبراهيم الهنيدي، جلسة لمناقشة طلب الإحاطة المقدم من النائب حسام أبوزيد، بشأن المغالاة في تقدير أجرة المأذون.

وأشار طلب الإحاطة إلى أن الأسر باتت تعاني بسبب تكاليف الزواج بشكل مبالغ فيه، ومنها أجرة المأذون التي تؤرق كثيرًا من الشباب والأزواج، ويجب أن يتم التصدي لهذه الظاهرة وتحديد الأجر الطبيعي بعيدًا عن التكلف.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور شوقي عبد اللطيف، نائب وزير الأوقاف سابقًا، إن عمل المأذون تطوعي من الأساس، لأنه يساعد على تكوين أسرة واستقرار وطن، وتحصين فرج وذرية صالحة تعبد الله، فهو من الأسباب التي تهدف إلى عمارة الكون ووجود نبت طيب، فمثلها مثل الإمامة والأذان والدعوة إلى الله، وقراءة القرآن؛ فكلها أعمال تطوعية إلى الله في المقام الأول.

وأوضح "عبد اللطيف" في تصريح خاص لـ "لفتح": أنه نظرًا لظروف الحاجة من قبل هؤلاء يتم منحهم الأجر، عليهم أن يتحلوا بالرحمة والرفق، وأن يأخذوا ما يُعطى لهم دون شرط أو قيد.

وعن مغالاة بعض الآباء في المهور في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، قال نائب وزير الأوقاف سابقًا، حين تعرض القرآن الكريم لهذه المسألة، تحدث عن هدف نبيل وهو تكوين الأسرة والبحث عن الرجل المتدين وليس صاحب المادة أو المنصب أو الجاه، وفي المقابل أن نبحث في الزواج عن الفتاة المؤمنة، لقوله تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).

وبالتالي يجب أن نبحث عن الشخص الذي يتمتع بالخلق والدين ولا أشترط عليه، والرسول -صلى الله عليه وسلم- كان يزوج الرجل بما معه من القرآن في حال عدم امتلاكه للمال، ولنا في زواج السيدة فاطمة الزهراء من الإمام عليّ الأسوة، حيث الأنموذج الذي يجب أن نقتدي به.

من جهتها، أكدت راوية مختار، عضوة مجلس النواب، أن هناك أسرًا تعاني في زواج الابن أو الفتاة بسبب ارتفاع وشروط تكاليف الزواج، وبالتالي يجب الرأفة في عقد الزواج، وألا يكون "فِردة" من المأذون أو أن يكون بعيدًا عن المعدل الطبيعي.

وتابعت "مختار" في تصرح خاص للفتح: "كثير من الأسرّ تتضرر بسبب المغالاة في الزواج والاشتراطات غير اللازمة، الأمر الذي تكون له تبعات سلبية بعد ذلك على الزوج أو الأسرة؛ كالديون وغيرها بعد إتمام الزيجة".

وقالت عضو مجلس النواب: "علينا أن نتراحم فيما بيننا وألا ننتهز الفرص، فكثير من الأزواج والزوجات يعانون جراء تكاليف الزواج وفرش المنزل، ولا ينبغي أن نزيد من المصاريف عليهم بشروط، أو تكاليف إضافية تزيد من الأعباء على الشباب والفتيات ومنها أجرة المأذون".