رغم ادعائهم تزكية النفس.. باحث شرعي: الكبر والغرور أعجب الأمراض التي يورثها التصوف الفلسفي

  • 59
الفتح - شريف طه، الباحث الشرعي

قال شريف طه، الباحث الشرعي: من أعجب الأمراض التي يورثها التصوف الفلسفي لأصحابه: الكبر والغرور، رغم أن الباب الذي يُخدع به السالكون لطريق التصوف، هو تزكية النفس وتربيتها وهضم النفس.

وذكر "طه" -في منشور له عبر "فيسبوك"- أن الشواهد على ذلك كثيرة فيما عرف بشطحات الصوفية، موضحًا أن من أعظم شواهد ذلك، هو دعوى أكثر كبرائهم أنه هو الإنسان الكامل؛ فابن عربي ادعى ذلك، وابن الفارض كما في تائيته المشهورة، وكذلك الدسوقي الذي يقول في ديوانه:

أنا القطب المبارك قدره..

وأنا مدار الكل من حول ذروتي 

ولولا زنادي في الطبيعة قادح..  

لما قامت الأشخاص من فلك طيتي

وبي فاضت الأنباء من كل ملة..

بمختلف الآراء والكل أمتي

وأضاف: وكذلك ادعى "الجيلي" ذلك؛ بل ادعى أن الإنسان الكامل هو تشكل الحقيقة المحمدية في كل زمان بصورة أكملهم عرفانا، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يمكن أن يظهر ويتجسد في صورة ولي من الأولياء، وأصحاب الكشف يدركون أن هذه الصورة هي صورة الحقيقة المحمدية متجسدة في جسد وصورة مختلفة؛ ومن هنا قال "الشبلي" عن نفسه: أنا رسول الله، فلما سمع ذلك تلميذه قال: أشهد أنك رسول الله؛ لأنه رأى فيه الحقيقة المحمدية (انظر الإنسان الكامل ٢/٤٦).

وأشار"طه" إلى أن هذه كلها أفكار الغنوصية الأفلوطينية التي تسربت إلى المسلمين عبر الإسماعيلية الباطنية؛ كإخوان الصفا وغيرها من الحركات السرية الباطنية، الذين كانوا يتسترون بالتصوف؛ فظاهرهم التصوف وحقيقتهم التزندق والتفلسف.

وأضاف الباحث الشرعي -في نهاية حديثه- "قارن هذه الأقوال بقول أفلوطين: من أراد أن يرى الإنسان الحق الأول فينبغي أن يكون خيرا فاضلا وأن يكون له حواس قوية لا تنجس عند إشراق الأنوار الساطعة عليها وذلك أن الإنسان الأول نور ساطع في جميع الحالات الإنسانية). (الإنسان الكامل عند المسلمين، للمستشرق هانز شيدر ص٤٧)".