عاجل

"مخيون" يكشف مراحل تأثر "قاسم أمين" بالغرب من الدفاع عن الحجاب إلى حرية السفور

  • 142
الفتح- الدكتور يونس مخيون أرشيفية

قال الدكتور يونس مخيون رئيس مجلس الشيوخ بحزب النور: عُرف قاسم أمين بداية بكتابِه "المصريون" الذي دافع فيه دفاعًا مستميتًا عن الحجاب والمصريين؛ وذلك ردًا على الكتاب الساخر "سر تأخر المصريين" الذي هاجم المصريين والحجاب لصاحبه الدوق داركور.

وأوضح "مخيون " خلال محاضرة له، أن قاسم أمين تناول في كتابه "المصريون" عدة قضايا هامة كالحجاب والاختلاط، إذ أوضح "قاسم" أن على النساء عدم الاختلاط بالرجال، وأقر بشرعية الحجاب، وانتقد التحول الأوروبي الذي أصاب نساء مصر، مما أثار ذلك الفكر غضب " الأميرة نازلي" لأنها رأت أنه يعنيها بكلامه هذا، مشيرًا إلى أن "نازلي" كانت صاحبة أول صالون ثقافي شرقي في هذا الوقت، وأمرت الأميرة بكتابة عدة مقالات ردًا على قاسم أمين، مما دفع محمد عبده وسعد زغلول لمحاولة الصلح بين قاسم أمين والأميرة نازلي، وأقنعوه بالتراجع عما قاله والاعتذار للأميرة، وبالفعل اعتذر قاسم أمين وأصبح من ضمن رواد الصالون الثقافي للأميرة نازلي.

وأشار " مخيون" إلى تغير فكر قاسم أمين تمامًا بعد دخوله الصالون الثقافي حيث ألف كتابه "تحرير المرأة" عام 1899، بدعم من الأميرة نازلي، ونادى فيه بكل ما نادى به "الدوق داركور" في كتابه، بكل ما يحمله من استهزاء بالحجاب وسخرية من المرأة ووصفها بالعبودية ودعوتها للتحرر، وتناول "أمين" في كتابه" تحرير المرأة " أربعة قضايا وهي: (الحجاب، تعدد الزوجات، عمل المرأة في الشؤون العامة للدولة، و الطلاق). 

وتعجب "مخيون" من تناول قاسم أمين لهذه القضايا باستعماله نصوصا من القرآن والسنة النبوية في غير موضعها، حيث سخر النصوص لخدمة فكرته حتى قال بعض معاصريه: "ما رأينا باطلا أشبه بالحق من كلام قاسم أمين"، وقال أحمد شوقي: "أكان قاسم أمين يغار على الإسلام أم يغير عليه"؟، وتابع قاسم في كتابه الاستهزاء بعلماء الشريعة، ووافق في كل مسألة مذهب الغربيين زاعما بأن ذلك هو مذهب الإسلام، وكان مما قاله "إن الحجاب ليس من الإسلام في شيء، وأن الدعوة إلى السفور ليست بخروج عن الدين ولا تخالف عقيدته"، وكأن المرأة مستعبدة وقد أخذ على نفسه عهدًا أن يحررها!

وأكد "مخيون" أننا في الحقيقة كلنا عبيد لله - سبحانه وتعالى- وكلما كنت عبدًا لله كنت حرًا، فالإسلام هو دين التحرر، تتحرر فيه من جميع المعبودات الباطلة و تكون عبادتك خالصة لله عز وجل، بعيدا عن عبادة الشهوات واللذات، فالإسلام يحررك من عبودية غير الله عز وجل، كما قال النبي صلى الله عليه: (تعِس عبدُ الدينارِ ، تعِس عبدُ الدرهمِ ، تعس عبدُ الخميصةِ ، تعس عبدُ الخميلةِ ، تعِس وانتكَس وإذا شيكَ فلا انتقشَ)، فالمرأة لا تكون حرة إلا إذا كانت أَمَةً لله عز وجل.