• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • "الهواري" عن قصائد المديح بالموالد: مليئة بكلام الفلاسفة و بها خلل عقدي رهيب ما أنزل الله به من سلطان

"الهواري" عن قصائد المديح بالموالد: مليئة بكلام الفلاسفة و بها خلل عقدي رهيب ما أنزل الله به من سلطان

  • 67
قصائد المديح بالموالد

قال شريف الهواري، الأمين العام للدعوة السلفية، إن بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، تظهر فيها وبقوة مثل هذه المدائح التي هي مليئة بكلام الفلاسفة و بما فيها من خلل عقدي رهيب، حيث يضعون النبي صلى الله عليه وسلم في غير المكانة التي وضعه فيها المولى -عز وجل-، بل ويرفعون النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مقام هو لا يرضى به، بل هو -صلى الله عليه وسلم-   نهى وزجر عن ذلك، فهو يفتخر ويشرف أن الله -عز وجل- نعته بصفه العبودية: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى" ( الإسراء : 1 ) ، وهو الذي أكد عليها: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} ( الأحزاب : 45 ، 46)، وكما جاء في الآيات أيضا: "قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" ( الأعراف : 188).

وأكد الهواري في تصريحات لـ "الفتح" أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان ينهى أن يعتقد فيه أصحابه مثل هذه الأمور؛ ففي الأثر المشهور ; أن رجلا من ضعفاء المسلمين اشتكى لآخر ما يلاقي من بعض المنافقين، فقال له صديقه:  قم بنا نستغيث برسول الله من هذا المنافق، فسمع الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه اللفظة؛ فحماية لجناب التوحيد غضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا، وقال:  يا رجل أجعلتني لله ندا، إنه لا يستغاث بي، وإنما يستغاث بالله وحده.

وتابع الهواري ناهيا عما يقول هؤلاء من كلام ما أنزل الله به من سلطان، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم يبرأ من هذا الغلو، فالعقيدة الصحيحة لأهل السنة والجماعة تنزله في المنزلة التي أنزله الله عز وجل فيها، وتوجب له التقدير والاحترام والسمع والطاعة والتسليم التام له في كل أمر، في المعاملات، والأخلاق، والحدود، وفي العقائد، والسلوكيات، بل في جميع مناحي الحياة سواء في خاصة نفسك أو مع أهلك أو أسرتك أو في إدارة بيتك والتعامل مع زوجتك ومع أبنائك ومع جيرانك، بل وفي المعاملة مع الجيران ومع الأصدقاء ومع غير المسلمين، وفي ربوع الوطن وفي ربوع الأمة، وفي أفراحنا وفي أحزاننا وفي مشاكلنا وفي خلافاتنا، حيث ترك النبي -صلى الله عليه وسلم- ميراثا عظيما نلتزم به ونسير على دربه، هذا إن كنا ننشد مرضاة الله عملا بقوله -تعالى-: "لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب :21).

وأفاد الأمين العام للدعوة السلفية أن ما يبث في هذه العقائد التي اجتمعت فيها جل الانحرافات العقدية، سواء من الشيعة الروافض، أو غلاة الصوفية أصحاب العقائد الفلسفية، فنحن نبرأ من هذه العقائد جميعا. موضحا أنه على المسلم أن يعتقد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إنما بعث ليكون لنا دليلا إلى الله -عز وجل- وقائدا في جميع أحوالنا، ولا نرفعه فوق مكانته -صلى الله عليه وسلم- .