نتيجة تعطلها في الفضاء.. فشل إطلاق مركبة "ستار شيب" الصاروخية

انفجرت فوق خليج المكسيك بعد فترة وجيزة من انفصالها عن المرحلة الأولى من الإطلاق

  • 16
الفتح - أرشيفية

اعتبرت شركة "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك تجربة إطلاق سفينتها "ستار شيب" غير المأهولة التي طورت لحمل رواد الفضاء إلى القمر وأبعد من ذلك- بمثابة فشل عقب تعطلها في الفضاء بعد دقائق من الإقلاع أمس السبت.

جاء ذلك في ثاني اختبار للمركبة بعد انتهاء أول محاولة لإطلاقها إلى الفضاء بانفجارها في أبريل (نيسان) الماضي.

وانطلقت المركبة الصاروخية على مرحلتين: الأولى من موقع إطلاق "ستار بيس" المملوك لـ"سبيس إكس" قرب بوكا تشيكا في ولاية تكساس الأمريكية، ودفعت السفينة "ستار شيب" إلى ارتفاع نحو 90 كيلومتراً في رحلة إلى الفضاء كان من المقرر أن تدوم 90 دقيقة.

وأظهر بث لـ "سبيس إكس" عبر الإنترنت أن (سوبر هيفي)، وهو المرحلة الأولى من الصاروخ، أجرى على ما يبدو مناورة مهمة للانفصال عن مرحلته الرئيسة لكنه انفجر فوق خليج المكسيك بعد فترة وجيزة من انفصاله.

في غضون ذلك واصل المعزز الرئيس لسفينة "ستار شيب" انطلاقه نحو الفضاء، لكن بعد دقائق قليلة أعلن أحد مسؤولي البث في الشركة فقد الاتصال فجأة بالمركبة.

وذكر مسؤول البث الحي في "سبيس إكس" جون إنسبروكر "فقدنا البيانات الواردة من المرحلة الثانية ونعتقد أننا ربما فقدنا المرحلة الثانية".

وبعد حوالى ثمان دقائق من بدء المهمة التجريبية أظهرت كاميرا تتعقب حركة معزز السفينة "ستار شيب" ما يبدو أنه انفجار قد يشير إلى أن المركبة تعطلت في ذلك الوقت، بينما كان الصاروخ يحلق حينها على ارتفاع 148 كيلومتراً.

وأكدت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية التي تشرف على مواقع الإطلاق التجارية وقوع حادثة "أدت إلى فقدان المركبة"، مضيفة أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات أو أضرار في الممتلكات.

وكان هدف المهمة هو إطلاق المركبة "ستار شيب" إلى الفضاء من دون أن تصل إلى المدار ثم تنخفض إلى الغلاف الجوي للأرض وتهبط قبالة ساحل هاواي.

وقالت "سبيس إكس" في منشور على "منصة إكس" للتواصل الاجتماعي إن محركات المرحلة الرئيسة في "ستار شيب" اشتعلت لدقائق عدة خلال طريقها إلى الفضاء، ومع اختبار مثل هذا يأتي النجاح مما نتعلمه".

 ويأمل إيلون في أن يساعد في مشروعه لاستكشاف المريخ يوماً ما، بينما تنتظر وكالة "ناسا" نسخة معدلة منه لاستخدامه في نقل البشر إلى القمر.

وتنتج طبقة "سوبر هيفي" قوة دفع تبلغ 74.3 ميغانيوتن، أي نحو ضعف قوة ثاني أقوى صاروخ في العالم، وهو "سبايس لانش سيستم" (إس أل إس) التابع لـ"ناسا"، على رغم أن الأخير يعمل الآن بكامل طاقته.

كرة من النار

وفي الـ 20 من أبريل الماضي، فجرت فرق "سبايس إكس" صاروخ "ستارشيب" عمداً في سماء تكساس بعد أربع دقائق من إقلاع خاطئ شهد فشلاً في انفصال الصاروخ وتعطل محركات عدة.

وتسببت كرة النار الناجمة عن الانفجار في تشكل سحابة من الغبار على مسافة كيلومترات شمال غربي منصة الإطلاق، مما أدى إلى تعرضها لأضرار بالغة وتطاير كميات كبيرة من الحطام وقطع أسمنت، وأعيد بناء المنصة على مدى سبعة أشهر.

وأطلقت هيئة الطيران الأميركية تحقيقاً اكتمل في أكتوبر الماضي أعطت على إثره الضوء الأخضر للشركة لمحاولة إطلاق ثانية.

وأطلقت الهيئة الناظمة تحقيقاً بيئياً ومرتبطاً بالسلامة، وأبدت منظمات غير حكومية كثيرة معنية بحماية البيئة عزمها على ملاحقة "سبايس إكس" قضائياً.

ويتألف "ستارشيب" البالغ طوله 120 متراً من طبقتين "سوبر هيفي" المجهزة بـ33 محركاً، وفوقها المركبة الفضائية التي تحمل اسم الصاروخ.

وخلال اختبار أول أجري من قاعدة "بوكا تشيكا"، فشلت الطبقتان في الانفصال عن الصاروخ أثناء الطيران.

وقال إيلون ماسك خلال مؤتمر صحافي مطلع أكتوبر الماضي إنه جرى تغيير نظام الفصل، موضحاً أن اختبار هذا النظام سيكون "الجزء الأكثر خطورة" في محاولة الإطلاق الثانية ومحذراً من أنه "لا أريد أن أثير آمالاً كبيرة".

وتخطط "سبايس إكس" لاستخدام "ستارشيب" على المدى البعيد لرحلات إلى المريخ.

لكن قبل ذلك، يتعين على الشركة تسليم "ناسا" نسخة معدلة من الصاروخ ستستخدمها وكالة الفضاء الأميركية في مهمة فضائية إلى القمر ضمن برنامج "أرتيميس".