عبد المنعم الشحات: "أخلاق الحرب" مسألة أصيلة في الإسلام وليس كما يظن البعض أنها منتج غربي

  • 80
الفتح - المهندس عبدالمنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية

عقب المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، على المعاملة الحسنة من المقاومة الفلسطينية مع الأسرى الإسرائيليين عندما كانوا عندهم في غزة، وحديث الأسرى الإسرائيليين المفرج عنهم لوسائل الإعلام أنهم كانوا يتعاملون أفضل معاملة، بعكس ما وُجد من خلال تعامل الإسرائيليين في سجونهم للأسرى الفلسطينيين وتعريضهم للتعذيب والإيذاء والتضييق، قائلًا: إن العالم الحديث بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية اضطر اضطرارًا إلى أن يقر ببعض الأخلاق في الحرب.

وأوضح "الشحات" -خلال حواره مع برنامج "من الحياة" عبر فضائية "الرحمة"- أن مبدأ "أخلاق الحرب" يعتبر جديدا على العالم من بعد الحرب العالمية الثانية، فلم يكن عندهم هذا الكلام، وهناك أمور كثيرة يظن الإنسان المعاصر، بل بعض المسلمين -نتيجة عدم التعلم الكافي لدينهم- أن هذه الأمور منتج غربي مائة بالمائة، وأنهم اخترعوها من الألف إلى الياء. أعني أن مسألة أن يكون للحرب أخلاق، هي مسألة حديثة جدًا على العالم الغربي، لكنها مسألة أصيلة في الإسلام بفضل الله تبارك وتعالى، مشيرًا إلى أن القتال يكون في المواجهة مع القوي المسلح القادر على القتال، ولكن حتى ذلك الفرد ذو القوة والبأس أول ما ينقلب إلى شخص ضعيف نتيجة وقوعه في الأسر يكون التعامل معه بالرحمة والإحسان.

وأضاف: لو تكلمنا على أكثر واقعة في التاريخ الإسلامي كان المسلمين يعانون قبلها من الظلم أو الاضطهاد، وهي غزوة بدر؛ فمن أخرجهم من ديارهم، هم قومهم وبنو عمومتهم، وهذا كان عند العرب شنيعا جدًا، بعيدًا عن الخلاف العقدي الذي كان موجودًا، فقد كان شنيعا جدًا أن تخرج القبيلة بعض أبنائها وتطردهم وتستولى على ديارهم وأموالهم وغير ذلك، ومع ذلك كانت وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "أحسنوا إلى أسراكم" فكان أحدهم يقول: إني إطعمهم قبل إطعامي، مضيفا "عندما أتى الأمر في الإسلام بالإحسان مع وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، امتثل الصحابة -رضوان الله عليهم- خير امتثال".

وتابع "الشحات": إن العلاقة التي يراقب العبد فيها ربه يجعله الوازع الإيماني يمتثل، ومع أننا سنجد انحرافات، لكن درجة الانحراف ستقل جدًا، إن لم تنعدم؛ لأن أصل الوازع هو إيماني ويرجو من ذلك الثواب عند الله تعالى. بخلاف دعاوي الغرب عن الحقوق أو الأخلاق؛ فإنه عندما يخشى العقوبة تجده يعمل أمورا حسنة، فعندما تجد مثلا دولتين قويتين في حرب، ستجد التعامل مع الأسرى مثاليا وقتها، لماذا؟! لأن أنا عندي أسرى هو عنده أسرى، وهو دولة قوية وأنا دولة قوية.

واستطرد المتحدث باسم الدعوة السلفية: بينما عندما أتوا لمحاربة ضعفاء في العراق وفي أفغانستان إلى غير ذلك، وجدناهم رجعوا قرنا إلى الوراء إلى ما قبل اختراع هذه القوانين أو القانون الإنساني الدولي، وهم الآن يتشدقون بالديمقراطية، وبعد ذلك اخترقوها إلى أقصى درجات الاختراق، وليس مثلا أن هناك من يعذب أحدا من أجل أن يأخذ منه اعترافا، بل وقع إذلال وإهدار للكرامة الإنسانية.

وأكد أنه من الهام جدًا أن نطلع على حسن التشريعات الإسلامية وتمامها، وكيف أن البعض يتشدق أن الغرب اخترعها وأنه بذلك يستحق الريادة، بينما هو نقلها من المسلمين، فعلى الأقل لا يصح أن يدعي فيها الريادة.