أسامة الدليل لـ"الفتح": الحرب الروسية الأوكرانية تحولت إلى الاستنزاف.. وهناك كساد مؤكد في 2024

الغرب يعاني من أزمة ذخيرة.. وأمريكا متوجهة لمنح مزيد من الدعم العسكري والمادي لإسرائيل بدلًا من أوكرانيا

  • 19
الفتح - أسامة الدليل المحلل الجيو استراتيجي

بعد مرور نحو عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، قال أسامة الدليل، المحلل السياسي الجيو استراتيجي ورئيس القسم الخارجي بجريدة الأهرام العربي: نحن ندخل نهاية العام الثاني من الحرب الأوكرانية، وقد حدث تمامًا ما ذهبنا إليه من أن الحرب تحولت إلى الاستنزاف، والعالم الغربي كله بات يعاني من أزمة ذخيرة، والمعدات التي ذهبت إلى أوكرانيا تم تدميرها وخسرت الكثير من المعدات سمعتها ذائعة الصيت؛ مثل: (الدبابة ليوبارد، وإبرامز، وبرادلي، وغيرها). 

وأضاف الدليل في تصريح خاص لـ"الفتح" أنه تم استنزاف الاقتصادات العربية، وبلغ التضخم في أوروبا مبلغًا لا يطاق، خاصة مع رفع أسعار الفائدة؛ مما دفع الكثير من الخبراء لتوقع كساد مؤكد في 2024م، ولم يكن مباغتًا في الحقيقة انخفاض وتيرة الدعم الغربي لأوكرانيا، ومع الحرب في غزة وتدخل أذرع إيران في إرباك حركة التجارة العالمية حول باب المندب، وتحول السفن إلى رأس الرجاء الصالح لتفادي البحر الأحمر؛ ستُفضي الأمور إلى مزيد من الاضطراب في سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن؛ وبالتالي زيادة الطلب على النفط والغاز، ونحن ندخل موسم الشتاء القارس في أوروبا. كل ذلك من شأنه أن يعقد أية محاولة للغرب في دعم أوكرانيا لمواصلة الحرب، ناهيك عن رفض الكونجرس الأمريكي إمداد كييف بالمزيد من المليارات اللازمة لدعم صمود  الدولة الأوكرانية، واتجاه أمريكا إلى توجيه المزيد من الدعم العسكري والمادي لإسرائيل بدلًا من أوكرانيا.

وتابع: هنا يأتي عرض بوتين إلى الغرب بإمكانية استئناف المفاوضات لكن بشرط تحقيق مصالح بلاده فقط، الذي أصابه الإنهاك بعد عامين من الدعم الذي لم يحقق شيئًا، والعقوبات الاقتصادية بعشرات الآلاف التي لم تضعف موسكو، بالعكس حققت لها وفورات في الميزان التجاري، بخلاف تدفق النفط الروسي إلى الصين والهند؛ كل ذلك لا بد من وضعه في الحسبان أمام الرأي العام الغربي الذي لا بد أن يحاسب قادته على النتائج.