عاجل
  • الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • "زين العابدين كامل": التاريخ يجسد ما نراه من واقع حاليًا فهناك من عرض التنازل على القدس للصليبيين بسبب التنافس على الدنيا

"زين العابدين كامل": التاريخ يجسد ما نراه من واقع حاليًا فهناك من عرض التنازل على القدس للصليبيين بسبب التنافس على الدنيا

  • 47
الفتح-الدكتور زين العابدين كامل

ضرب الدكتور زين العابدين كامل، الباحث في التاريخ الإسلامي، مثالًا بصلاح الدين على المجاهد البطل الذي حرر المسجد الأقصى، ومثالًا على النقيض منه بابن أخيه السلطان الكامل بن محمد العادل الأيوبي، الذي تنازل عن القدس للصليبيين من دون قتال، وهو خامس سلطان أيوبي على مصر، وعلى الرغم من بعض الفوارق والمآثر التي يذكرها بعض المؤرخين الثقات عن السلطان الكامل، فإنه كان كلما أحس بالخطر يساوم على تسليم مدينة القدس للصليبيين.

وأوضح "زين العابدين" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية بعنوان "القدس بين الثوابت والمؤامرات"- أنه عندما جاءت الحملة الصليبية الخامسة لمحاصرة مدينة دمياط في شهر صفر سنة  615 هجريًا، تحرك السلطان الكامل بنفسه على رأس حملة عسكرية وعسكر في قرية العدلية قريبة من فارسكور واستمر الحصار ستة عشر شهرًا على مدينة دمياط، وبعد عدة معارك لم يستطع المسلمون أن يفكوا الحصار عن مدينة دمياط إلى أن دخلها بالفعل الصليبيون واحتلوها بعد ستة عشر شهرًا من الحصار، بكى السلطان الكامل لما تم احتلال مدينة دمياط من قبل الصليبيين، لكن فكر الصليبيون أن يتوغلوا في بقية المدن والديار المصرية.

وتابع: هنا عرض السلطان الكامل على الصليبيين أن يأخذوا مدينة القدس وطبرية وعسقلان وصيدة واللاذقية وجبلة مقابل الجلاء عن مدينة دمياط، وقال لهم "تتركون دمياط، وفي المقابل سيعطيهم مدينة القدس، وطبارية وعسقلان وصيدا واللاذقية وجبلة"، هذه المدن من المدن المباركة؛ لأن هذه الأرض أرض الشام بالكامل هي أرض مباركة، لكن للأسف فإنه تعامل مع القدس على أنها جوهرة يهديها لمن شاء في أي وقت شاء لم يتعامل معها على أنها مكان مقدس له منزلته ويختلف عن بقية المدن الإسلامية.

وأضاف الباحث في التاريخ الإسلامي: وسبحان الله رفض الصليبيون العرض؛ لأنهم كانوا حينها يريدون مصر  وليس القدس وقدر الله -تبارك وتعالى- أن ينتصر المسلمون في شهر رجب عام 618 ودخل السلطان الكامل بالفعل مدينة دمياط بعد ثلاث سنوات من احتلال مدينة دمياط، لكن حدث بعد ذلك خلاف بين الكامل وبين المعظم عيسى والأشرف موسى الثلاثة أخوة، أبناء السلطان العادل، حدث خلاف بينهم، ووقع الصراع على الكرسي، وهو ما ترتب عليه فيما بعد تنازل السلطان الكامل عن القدس للصليبيين من دون قتال.