داعية إسلامي: القرآن وصية النبي ﷺ للناس جميعًا فهو دليل الإنسان ومرشده وقائده إلى الجنة

"حماد": القرآن يعطي صاحبه قوة في بدنه ونضارة في وجهه ونورًا في قلبه وغبطة وسرورًا ويوسع له الرزق ويطيب له العيش

  • 40
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: إن القرآن هو دليل الإنسان ومرشده وقائده إلى الجنة، عَن النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ الأَنْصَارِيِّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا صِرَاطًا مُسْتَقِيمً، وَعَلَى جَنْبَتَي الصِّرَاطِ سُورَانِ، فِيهِمَا أَبْوَابٌ مُفَتَّحَةٌ، وَعَلَى الابْوَابِ سُتُورٌ مُرْخَاةٌ، وَعَلَى بَابِ الصِّرَاطِ دَاعٍ، يَقُولُ: أَيُّهَا النَّاسُ ادْخُلُوا الصِّرَاطَ جَمِيعًا وَلا تَتَفَرَّجُو، وَدَاعٍ يَدْعُو مِنْ جَوْفِ الصِّرَاطِ، فَإِذَا أَرَادَ يَفْتَحُ شَيْئًا مِنْ تِلْكَ الابْوَابِ قَالَ: وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ فَإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، وَالصِّرَاطُ الاسْلامُ، وَالسُّورَانِ حُدُودُ اللَّهِ تَعَالَى، وَالابْوَابُ الْمُفَتَّحَةُ مَحَارِمُ اللَّهِ تَعَالَى، وَذَلِكَ الدَّاعِي عَلَى رَأْسِ الصِّرَاطِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَالدَّاعِي فَوْقَ الصِّرَاطِ وَاعِظُ اللَّهِ فِي قَلْبِ كُلِّ مُسْلِمٍ" [الترمذي: 2859].

وأضاف "السواح" -في مقال من سلسلة مقالات له بعنوان "المدارسة.. الدراسات القرآنية لآي السور المكية والمدنية.. الطريق إلى الربانية-: فكانت وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- للناس جميعًا أن يتعاهدوا القرآن فهو طريق الهداية والصلاح، قال -صلى الله عليه وسلم-: "تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَو الذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها" [متفق عليه].

وتابع: وقد قال -صلى الله عليه وسلم- في آخر وصاياه: "وقد ترَكْتُ فيكم ما لنْ تضِلُّوا بعدَه إنِ اعتصَمْتُم به: كتابَ اللهِ" [رواه مسلم]، متابعًا: فلنتعاهد القرآن قراءة وحفظًا وتدبرًا وعملًا حتى لا يتفلت من صدورنا، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "بِئْسَ ما لأحَدِهِمْ أنْ يَقُولَ نَسِيتُ آيَةَ كَيْتَ وكَيْتَ، بَلْ نُسِّيَ واسْتَذْكِرُوا القُرْآنَ، فإنَّه أشَدُّ تَفَصِّيًا مِن صُدُورِ الرِّجالِ مِنَ النَّعَمِ" [ رواه البخاري].

وأكد "السواح" أن الإنسان يحتاج في دنياه إلى صاحب يصاحبه ويرافقه أكثر من حاجته إلى طعام وشراب وهواء، صاحب يتعلم من كلامه ولا يسمع منه إلا طيبًا -كلام يوجهه إلى الخير والسعادة- فإذا فارقك الأحباب وجافاك الأصحاب فخير جليس تجالسه وخير ونيس يؤنسك يغنيك عن كل صاحب وجليس هو القرآن، فهو خير صاحب تصاحبه وإنه لا يهجرك إلا إن هجرته أنت ولا يجافيك إلا إن جافيته أنت، لا يتخلى عن صاحبه خاصة عند أحلك المواقف وأشدها وأصعبها فيقف موقف المدافع عن صاحبه المطمئن له عند الفزع وعند الكروب والشدائد ترى ذلك عيانًا في أشد المواقف التي يتعرض لها الإنسان فلا يتخلى عن صاحبه عندما يوضع في قبره فتأتي سورة المُلك التي كان يقرؤها دومًا في ليله لتنجيه من عذاب القبر مصداقًا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنَّ سورَةً مِن القُرآنِ، ثَلاثون آيَةً، شفَعَت لِرَجُلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ" [ رواه ابن ماجه].

واستطرد: قال أيضًا "من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر" [رواه النسائي]. وقال أيضًا: "الصيامُ والقرآنُ يشفعانِ للعبدِ يومَ القيامةِ، يقولُ الصيامُ: أي ربِّ منعتُه الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ فشفِّعْني فيه، ويقولُ القرآنُ: منعتُه النومَ بالليلِ فشفِّعْني فيه، قال: فيُشفَّعانِ" [ رواه الإمام أحمد].

وقال الداعية الإسلامي: القرآن لا يتخلى عن صاحبه عندما ينشق عنه القبر للقيام لرب العالمين، ولا يتخلى عن صاحبه في دنياه في نصحه الدائم وإرشاده المستمر لصاحبه ليدفع ويُجلي عنه الأحزان ويُذهب عنه الهموم والغموم ويفرج عنه الكربات، فالقرآن يعطي صاحبه قوة في بدنه ونضارة في وجهه ونورًا في قلبه وغبطة وسرورًا ويوسع له الرزق ويطيب له العيش.