لقاءات داخلية وخارجية مع "حميدتي" تعزز مخاوف تمزيق السودان

باحثون: الغرب أفسح الطريق لمرتزقة الدعم السريع لاحتلال أراضي شاسعة لتنفيذ مخطط التقسيم

  • 15
الفتح - السودان

تتعقد الأوضاع في السودان يومًا بعد الآخر، وتزداد المخاوف من مساعي الغرب لإضفاء الشرعية على وجود ميليشيا "الدعم السريع" بهدف تقسيم البلاد مرة ثانية، وعززت لقاءات الداخل والخارج بقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو "حميدتي" هذه التوجسات من المخططات الدولية.

ورغم اشتعال شرارة الصراع منتصف أبريل 2023، إلا أن حكومات الإيجاد والقوى الغربية لم تتدخل أو تلتقِ بـ"حميدتي" بل وتؤثر عليه ليطلق تصريحات بقبوله وقف إطلاق النار إلَّا بعدما سيطرت الميليشيا على مساحات واسعة من غرب وجنوب السودان بعدما تلقت الدعم العسكري والمادي، مما يؤكد أن السودانيين إذا لم ينتبهوا لأغراض وأطماع المتربصين قد يكون مستقبل البلاد يسير كما يريد أعداؤها نحو التقسيم.

ويظهر ما يحاك بالسودان وأهلها في إصرار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان أمام جنوده على رفض لقاء حميدتي والجلوس مع قائد ميليشيا الدعم السريع في مفاوضات قد تكون معدة ومقررة مسبقًا، ورغم رفض البرهان لقاء حميدتي يظل أمام الجيش السوداني مسئولية ثقيلة في مواجهة مشروع الغرب نحو تمزيق أكبر للسودان، تزامنًا مع تتابع لقاءات البرهان مع قادة أفارقة والجماعات المدنية في الداخل.

وكانت منظمة الإيجاد أكدت أن تأجيل اللقاء بين البرهان وحميدتي من أجل مشاركة أوسع لتنفيذ مخرجات قمة سابقة -وافقت عليها أمريكا والاتحاد الأوروبي – أقرت 6 نقاط لحل الأزمة أبرزها وقف إطلاق النار وانسحاب الجيش وميليشيات الدعم السريع والتوافق لحل الأزمة بشكل كامل ونشر قوات إفريقية في العاصمة الخرطوم، في ظل معاناة السودان جراء الحرب التي خلَّفت قرابة 15 ألف قتيل وتشريد نحو 8 ملايين سوداني وتركت 4.9 ملايين على شفا مجاعة، وانتشار الكوليرا في 9 ولايات بالسودان من أصل 18 ولاية، وتوقف أكثر من 19 مليون طالب عن الدراسة، وفقد 4 ملايين عامل وظائفهم، وانهيار الاقتصاد السوداني.

ووفقًا لمراقبين وخبراء فإن السودان يواجه 3 سيناريوهات أبرزها وفقًا للمحلل السياسي وائل محجوب، الرضوخ للضغوط الإقليمية والدولية ولقاء قائد الدعم السريع والتوصل إلى توافق بينهما ووقف الحرب، ولكن أهمية هذا القرار لإنهاء معاناة المدنيين إلّا أنه قد يكون أخطرها على مستقبل البلاد.

وأضاف أن السيناريو الثاني فهو حدوث تأخير أكثر في عقد اللقاء وتعقيد الوضع على الأرض بشكل أكبر، ويكمن السيناريو الأخير في إقحام المقاومة الشعبية في القتال، مما سيؤدي إلى فوضى عارمة وخسائر كبيرة بشريًا وماديًا.

وقال المهندس أحمد الشحات الباحث في الشئون السياسية، إن السودان يواجه مخطط التقسيم ومؤامرة تسعى لتمزيقه أكثر، ولهذا دعمت أطراف عربية وإفريقية ودولية ميليشيات الدعم السريع لفرض الأمر الواقع وإجبار الجيش السوداني للجلوس على مائدة مفاوضات، مضيفًا أن الغرب أفسح الطريق لمرتزقة الدعم السريع للاعتداء على الأعراض وسفك الدماء واحتلال مساحات شاسعة جنوب وغرب السودان عبر دعم مالي وعسكري وبشري ضخم لبث الخوف بين السودانيين.

كما أكد المهندس سامح بسيوني رئيس الهيئة العليا لحزب النور، أن مأساة السودان تتزايد وتنتشر الفوضى وحملات الإبادة على أساس عرقي وقبلي، وتشريد وقتل الأبرياء، مشددًا على أن جُرح السودان عميق وقتال فتنة بين أبنائها.

وأشار إلى أن ما يحدث في السودان مخطط غربي مشابه لما حدث في ليبيا واليمن، وحذر بسيوني السودانيين من الصدام والبحث عن المصالح الخاصة والسقوط في فخ مخطط صهيو-أمريكي يسعى لإعادة تشكيل المنطقة العربية وتدميرها واستنزاف ثرواتها، وزيادة تضييق الحصار على مصر قلب العالم العربي والإسلامي ذات القوة العربية العسكرية الوحيدة المؤثرة والتي تقف بقوة في وجه التوسع الصهيوني.