عاجل

معبد هندوسي على أنقاض مسجد "بابري.. عنصرية جديدة لحكومة مودي تجاه المسلمين في الهند

  • 32
الفتح - مسجد بابري في الهند- أرشيفية

سلّط تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، الضوء على بناء معبد هندوسي على أنقاض مسجد في الهند، وقالت الصحيفة إن استبدال مسجد في الهند، وإحلال موقع هندوسي مكانه "علامة قوية على صعود اليمين المتطرف في الهند، مشيرة إلى أن هذا المشروع يرعاه رئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي.

وأضافت أن "المسجد الذي هدمته الهند لبناء معبد هندوسي مكانه يعود تاريخه إلى القرن السادس عشر، وشددت الصحيفة، على أن مودي يوشك على الوفاء بتعهده ببناء المعبد للهندوس"، وقالت إن "مسجد بابري، تم تدميره على يد حشد من الهندوس، بتحريض من السياسيين"، ورأت الصحيفة، أن "المعبد الجديد الذي أقيم مكان المسجد يعد الرمز الأكثر وضوحًا حتى الآن لجهود مودي وحزبه لدعم الهندوسية في الحياة العامة الهندية، وذلك على حساب الأقلية المسلمة في البلاد"، ونقلت الصحيفة عن مودي قوله: "إنني سعيد اليوم لتحقيق حلم ظل محفوظًا في قلوب الأجيال لافتًا إلى الهندوس".

ولفتت إلى إنفاق ما يقرب من 220 مليون دولار على بناء المعبد، حيث تم جمعها من تبرعات الهندوس، في حين تتم إعادة تطوير المدينة ككل لتصبح وجهة لملايين الهندوس، وأشارت إلى أنه من المتوقع أن يعيد التصويت مودي وحزبه بهاراتيا جاناتا إلى السلطة للمرة الثالثة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى اعتقاده الهندوسي في حكمه.

وأوضحت الصحيفة أن مسجد بابري في أيوديا لم يكن مقرا لصنم هندوسي ولكن تم وضع صنم لطفل خلسة في المسجد، وأضافت الصحيفة أن الاشتباكات التي تقع بين الهندوس والمسلمين تنم عن اعتداءات على المسلمين وليس اشتباكات لأن الضحايا يكون أغلبهم وأحيانًا جميعهم مسلمين، لافتة إلى أحداث مومباي التي قتل على إثرها أكثر من 900، معظمهم من المسلمين.

وأفادت الصحيفة، بأن الأطراف المسلمة في القضية نفت ادعاء وجود معبد سابق في المسجد، وقالوا إن تسليم المسجد للهندوس في أيوديا سيفتح الباب على مصراعيه أمام المزيد من مطالب الهندوس، الذين يقولون إن لديهم قائمة بعشرات الآلاف من الأماكن الإسلامية المقدسة التي يعتقدون أن المعابد قد هدمت فيها لبناء المساجد.

وفي العام 2019، قررت المحكمة العليا السماح ببناء المعبد الهندوسي رغم إقرارها بأن هدم المسجد مخالف للقانون، وسرعان ما نفذته حكومة مودي من خلال تشكيل صندوق ائتماني لتولي مسؤولية مساحة 70 فدانًا من الأرض، ورغم وعود حكومة مودي ببناء مسجد بديل، إلّا أن الصحيفة تشدد على أنه لم يبدأ أي بناء في هذا المشروع، الذي يفتقر إلى التبرعات الخاصة والمشاركة الحكومية في جهود بناء المسجد، ونوهت الصحيفة إلى إلغاء حكومة مودي الحكم الذاتي للولاية الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة في الهند، وهي ولاية كشمير.

ويذكر أن مسجد بابري شُيد عام 1528 على يد مير باقي، جنرال السلطان المسلم بابر، وظل قائمًا لعدة قرون ودمره الهندوس عام 1992 عقب عدوان هندوسي وعنف ضد المسلمين أدى إلى مقتل نحو 2000 شخص في جميع أنحاء الهند غالبيتهم من المسلمين، حسبما أفادت وكالة أنباء رويترز