حتى لا يصل الأمر إلى الانفصال.. خبير تربوي يوضح مراحل المشكلات بين الزوجين وطرق علاجها

  • 67
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور محمد سعد الأزهري، الخبير التربوي والأسري: إن لكل مشكلة أسرية مراحل، والمقصود من ذكر هذه المراحل هو شدة الانتباه لذلك؛ حتى لا تصل الأمور إلى انسداد مسام العلاقة بين الزوجين.

وأوضح "الأزهري" -في منشور له عبر صفحته الشخصية على"الفيس بوك"- أن المرحلة الأولى تبدأ بارتكاب الزوجين لعدة أخطاء سواء صغيرة أو كبيرة، وكل طرف منهما يستخدم الصمت مع الضيق، وتتكرر الأخطاء من دون تصارح أو نصح أو تعديل أو اعتذار، متابعًا: وبعد فترة تكثُر الضغوط ويأتي الوقت الذي يُستثار  فيه أحدهما بسبب تكرار نفس الخطأ، وهذه هي المرحلة الثانية.

وأضاف: وهنا إذا لم يتمكن أحد الزوجين من النصح أو الحوار، يدخل كلاهما في المرحلة الثالثة ألا وهي "الاصطدام"، ويكون بالغضب والصوت العالي والخصام وتبادل التلاوم والتقريع، وتظهر عبارات من عينة
"أنتِ غبية ومستهترة وعقلك مريض"، وكذلك عبارات فيها شتم واستهانة، وأيضًا تظهر عبارات من الزوجة من عينة "أنت غير متحمل للمسئولية، ومبتعرفش تربي، وأهم حاجة مصلحتك، ولما تبقي محتاج العلاقة الخاصة بترسم دور الرومانسي اللي بينتهي فور الانتهاء منها، علشان كده أنت مخادع وبتلف وتدور".

وتابع "الأزهري": وهذه المرحلة إن لم تتوقف ويتم النقاش والحوار حول هذه العلاقة المتردية، وكيف وصلت لهذا الدرك، أو الاتفاق على الذهاب للمستشار الأسري في أسرع وقت، فإن تدهورها سيُدخلها في المرحلة الخطيرة، والتي ينتشر فيها النزاع بين الزوجين، حيث يتم إدخال أطراف داخل النزاع كالأهل والأصدقاء والجيران، وهنا تصبح الأسرة عارية أمام الأقربين، مما يجعل الأمور تزداد صعوبة؛ لأن العند هنا يسيطر على الزوجين، ووجود أطراف أخرى تستمع لهما يجعلهما أكثر ميلًا للتنفيس عن نفسيهما أكثر من ميلهما لحل المشاكل العالقة بينهما.

وتساءل الخبير التربوي "وهل يكتفى كلاهما بذلك؟!"، مجيبًا: في الحقيقة لا، بل يدخلون المرحلة الأخطر وهي رحلة البحث عن حليف أو حلفاء لكلٍ منهما، موضحًا أن كلاهما لا يعترف بالخطأ، فيبحث الزوج عن أبيه أو أمه؛ لكي يأخذهما في صفه، وأحيانًا يتودد لأهل الزوجة ويبحث عن حليف منها، كأن يستميل حماه أو حماته أو أخو زوجته أو أختها؛ ليُظهر لهم حقيقة زوجته ومحاولته الجمه في علاج المشكلة، متابعًا: وتقوم الزوجة بنفس الفعل تقريبًا، والأخطر والأخطر أن يقوم الزوج أو الزوجة باختيار حليف من الأولاد صغارًا كانوا أم كبارًا، فتستميل الزوجة ابنها أو ابنتها وتحكي لهم مشاكل الأب وإزعاجاته المتكررة، وتطلب منهم الوقوف في صفها والدفاع عنها من هذا الأب الشرس والغشوم!

واستطرد: ويقوم الأب أيضًا بذلك مما يساهم في تشويه الحياة الأسرية لهؤلاء الأطفال أو الأولاد أو الكبار في المستقبل، بل ويتم تشويه القدوة الأكبر لدى الأولاد؛ لأن التنقُّص المتبادل يقتل القدوات داخل الأبناء ويدمرهم بالبطيء، مشيرًا إلى أن المطلوب عدم خروج النزاع عن المرحلة الثالثة، وذلك يبدأ بالحرص على عدم الصمت تجاه الآخر من المرحلة الأولى، منوهًا بأن انتشار مشاكل الأسرة، والبحث عن حلفاء للزوجين، يقتل أي أسرة في مهدها؛ لأنهم لم يصبروا على الجزء السيئ في حياتهما، وصعّدا من درجة مشاكلهما إلى المستويات العليا، بل وصعَّبا من حل المشاكل بينهما بهدوء.

وأوضح الخبير التربوي والأسري، أن مراحل المشكلة الأسرية حوالي خمسة مراحل، وهي: (كُمون - استثارة - اصطدام - انتشار النزاع - استمالة الحلفاء)، مشيرًا إلى أن الرجل الحصيف لا يسمح لمشاكل أسرته أن تقفز فوق كل المشكلات من دون احتواء أو إصلاح، وكذلك المرأة الذكية هي من تدرك أن الوصول للمراحل الأخيرة معناها الانفصال، وحفاظها على بيتها له أولوية في حياتها، لذا وجب التنبيه.