حلول بشرية وشرعية.. "داعية" يوضح كيفية مواجهة مشكلة الغلاء وارتفاع الأسعار

  • 136
الفتح - أرشيفية

قال المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي: مما لاشك فيه أننا نعيش في موجة عالية من ارتفاع الأسعار، ولابد من البحث عن حلول لهذه المشكلة، مشيراً إلى ضرورة وجود حلول بشرية وحلول مستمدة من الشريعة المطهرة للخروج من هذه الأزمة.


حلول بشرية

وأوضح "عبد المعبود" في تصريحات خاصة لـ "الفتح"، أن من الحلول البشرية، الاقتصاد في المعيشة والتوسط في النفقة، والتخلي عن النمط الاستهلاكي المتأثر بالدعايات التجارية، يقول الله -عز وجل-: (وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) [الإسراء:39] ويقول -سبحانه وتعالى-: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأعراف:31].

ونصح بإعداد موازنة شخصية للموارد والمصروفات، وتسجيلها مكتوبة على مستوى الأفراد والأسر للاسترشاد بها في الإنفاق. 


حلول مستمدة من الشريعة 

وأشار "عبد المعبود" إلى أن الحلول المستمدة من الشريعة المطهرة تكون بعدة أشياء، ومنها:

أولاً: بإخراج الزكاة والصدقة: فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "مَا نَقَصَتْ صَدَقَةٌ مِنْ مَالٍ"، أي: إن نقصت الصدقة المال عددياً فإنها لن تنقصه بركة وزيادة في المستقبل، بل يخلف الله بدلها ويبارك للمتصدق في ماله، متابعاً: والواقع يشهد بأن الكثير من الناس قد وجد أثراً عجيباً للصدقة في بركة المال وزيادته، ويتصل بذلك العناية بطلب البركة في المال قبل العناية بالكثرة: قال -سبحانه وتعالى-: (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) [الأعراف: 96]، فالتقوى والدعاء بطلب البركة سبب لحصولها، وكذا الإكثار من قراءة سورة البقرة، قال -صلى الله عليه وسلم- عنها: "... اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ".

ثانياً: بصلة الرحم، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ" وبسط الرزق توسيعه وكثرته، وقيل: البركة فيه، مضيفاً: ولا يخفي على عاقل الرخاء الذي يعيش فيه من وُسـِعَّ عليه.

ثالثاً: الثبات على الاستقامة، وذلك في مقابلة الفتن الناجمة عن استشراء الغلاء، وعدم استطاعة البعض الحصول على احتياجاتهم، وسعيهم للحصول على المال بطرق غير مشروعة كالسرقة والرشوة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- يرشد إلى ما يُمَكِّن الإنسان من الثبات عند الأزمات فيقول: "اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ، وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ " موضحاً: "اتَّقِ الْمَحَارِمَ" أي: احذر الوقوع في ما حرم الله عليك،

" تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاس" أي: من أعبدهم لما أنه يلزم من ترك المحارم فعل الفرائض، فباتقاء المحارم تبقى الصحيفة نقية من التبعات، فالقليل من التطوع مع ذلك ينمو ويعظم بركته، فيصير ذلك المتقي من أكابر العباد، ومعنى "وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَكَ" أي: اقنع بما أعطاك لله وجعله حظك من الرزق،" تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ" فإن من قنع استغنى.

رابعاً: اليقين بأن الرزق من عند الله، القائل ﴿وفي السماء رزقكم وماتوعدون﴾ [الذاريات:22].