داعية يوضح فضائل ليلة النصف من شعبان.. ويحذر من الوقوع في البدع

  • 189
الفتح - المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي

قال المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي: قد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان أحاديث رواها أصحاب السنن كالترمذي وابن ماجه وأحمد، وهي أحاديث ضعاف، وقد قوى بعضهم بعض هذه الأحاديث بشواهدها، وممَن حسن هذه الأحاديث بشواهدها العلامة الألباني -رحمه الله- حيث علَّق على حديث ابن ماجه: (إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ) فقال: "حديث حسن".

ووجه "عبد المعبود" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- نصيحته بتحقيق التوحيد لله والابتعاد عن كل مظاهر وأفعال وأقوال وعقائد الشرك، وترك الخصومات والشحناء؛ كي ينالوا هذا الفضل العظيم ويحصلوا على مغفرة رب العالمين.

وتعجب "عبد المعبود" من أن أهل البدع يتعلقون بمثل هذه الأحاديث فيؤصلون بدعهم، كإحداث صلاة معينة جماعة أو تخصيص صيام يومه، وينسون أن التنزيل الإلهي إلى السماء الدنيا يكون في كل ليلة كما في الحديث الصحيح: (ينْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ) (متفق عليه)، فهو -سبحانه وتعالى- ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا نزولًا يليق بجلاله وكماله -سبحانه وتعالى- متابعاً: والأعجب مِن ذلك: أن هناك مِن الصوفية المنحرفة الضالة مَن يعتقد أن الأقطاب الأربعة: "البدوي والدسوقي والرفاعي والجيلاني" يجتمعون في هذه الليلة عند باب زويلة مع رئيس ديوان السيدة زينب لتحديد أرزاق العباد في السنة القادمة، ويقولون في هذه الليلة كلامًا ما قيل في فضل ليلة القدر؛ فهم يعتقدون أن في هذه الليلة تُحدد الآجال والأعمار والأرزاق!.

وأضاف: ومنهم مَن يعتقد أن القرآن أُنزل في ليلة النصف من شعبان، وأنها الليلة المباركة المقصودة في قوله -تعالى-: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ) [الدخان:3]، موضحاً أن هذا اعتقاد باطل، لقول العلامة أبو بكر بن العربي: "جمهور العلماء على أنها ليلة القدر، ومنهم مَن قال: إنها ليلة النصف من شعبان، وهو باطل؛ لأن الله -تعالى- قال في كتابه الصادق القاطع: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) [البقرة:185]، فنص على أن ميقات نزوله رمضان، ثم عبَّر عن وقتية الليل هنا فقال: (فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ)".

واستطرد الداعية الإسلامي: ولم يرد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه تحرى صيام نهارها لذاتها، وإنما يوم الخامس عشر يصام مع الثالث عشر والرابع عشر من كل شهر عربي، فمن صام أيام البيض فقد أحسن، وأما مَن خصص يوم الخامس عشر فقط؛ فهذا مِن البدع، وأما حديث: "إذا كانت ليلة النصف من شعبان، فقوموا ليلها وصوموا نهارها"؛ فهو حديث ضعيف جدًّا أو موضوع كما قال العلامة الألباني.