الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرب عن قلقها المتزايد من "النووي الإيراني"

  • 10
الفتح - أرشيفية

أعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية -المفوضة بالتحقق من الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني- عن قلقها المتزايد، بحسب تقرير لها غير معد للنشر اطلعت عليه وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الثلاثاء.

وأشار المدير العام للوكالة رافايل غروسي إلى أن "إيران تدلي بتصريحات علنية حول القدرات التقنية لإنتاج الأسلحة النووية؛ مما يعزز المخاوف".

في هذا السياق، دعا المدير العام للوكالة طهران مرة أخرى إلى "التعاون التام" بعدما استمرت العلاقات بين الطرفين بالتدهور في الأشهر الأخيرة.

وقال دبلوماسي بارز مساء أمس الاثنين إن إيران تنتج حاليًّا نحو تسعة كيلوجرامات شهريًّا من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء تصل إلى 60%؛ وهو المعدل الذي عادت له في أواخر نوفمبر الماضي بعد تباطؤ العام الماضي. ودرجة التخصيب هذه قريبة من تلك اللازمة لصنع أسلحة نووية.

وكان غروسي تحدث عن سبعة كيلوجرامات شهريًّا في مقابلة مع وكالة "رويترز" الأسبوع الماضي، وقال الدبلوماسي البارز إن غروسي كان يستخدم متوسطًا منذ آخر تقرير للوكالة.

تصريحات مقلقة

وفي حين تنفي طهران نيتها حيازة قنبلة نووية، رأى مصدر دبلوماسي أن بعض المسؤولين في الطبقة السياسية يصدرون تعليقات مثيرة للقلق، وبالتوازي مع ذلك فقد ارتفع مخزون إيران من اليورانيوم المخصب كثيرًا في الأشهر الأخيرة، وبات لديها الآن ما يكفي من المواد لصنع قنابل ذرية عدة.

ووفقًا لوثيقة ثانية نشرت قبل أسبوع من اجتماع لمجلس المحافظين في المقر الرئيس للوكالة في فيينا، بلغت المخزونات بتاريخ الـ10 من فبراير الماضي 5525.5 كيلوجرام (في مقابل 4486.8 كيلوجرام في نهاية أكتوبر؛ أي أكثر من 27 ضعفًا من المستوى المرخص به بموجب الاتفاق الدولي المبرم عام 2015 الذي ينظم أنشطة طهران النووية في مقابل رفع العقوبات الدولية.

وتخلت إيران تدريجيًّا عن التزاماتها الواردة في الاتفاق المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة"؛ ردًّا على انسحاب الولايات المتحدة منه في عام 2018 خلال عهد الرئيس دونالد ترمب.

وبدأت محادثات لإعادة إحياء الاتفاق في أبريل 2021 في فيينا بين طهران والقوى الكبرى، لكنها توقفت منذ أغسطس 2022 في سياق توترات متزايدة.

وتخصب إيران اليورانيوم بمستويات عالية بعيدًا من السقف المحدد بنسبة 3.67% المعادل لما يستخدم في محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، ولديها الآن 712.2 كيلوجرام (مقارنة بـ567.1 كيلوجرام سابقاً) مخصبة بنسبة 20%، و121.5 كلج عند 60% (في مقابل 128.3 كيلوجرام سابقًا).

وأبطأت إيران وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60% القريبة من نسبة 90% المطلوبة للاستخدامات ذات الغايات العسكرية، بعد تسارع في الإنتاج بنهاية العام الماضي.

سحب اعتمادات

وأعرب رافايل غروسي عن "أسفه العميق" لأن إيران لم تتراجع عن قرارها سحب اعتمادات عدد من مفتشي الوكالة، وأكد مصدر دبلوماسي أن إيران سحبت اعتمادات 8 مفتشين من الجنسيتين الفرنسية والألمانية.

وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر 2023 أن إيران أبلغتها باتخاذ هذه الخطوة "غير المسبوقة". وأكدت الوكالة الأممية مرات عدة أن "هذه الخطوة التي يجيزها رسميًّا اتفاق الضمانات نفذتها إيران بطريقة تؤثر مباشرة وبحدة في قدرة الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إجراء عمليات التفتيش في إيران بفاعلية".

وأكد غروسي أن إيران قلصت تعاونها "بطريقة غير مسبوقة".

وفي مواجهة هذه الانتقادات أعلنت الحكومة الإيرانية الأسبوع الماضي أنها دعت غروسي إلى زيارة طهران في مايو المقبل بمناسبة انعقاد مؤتمر دولي حول الطاقة.