عاجل

رئيس تحرير "الوطن" السودانية لـ"الفتح": زيارة البرهان لطرابلس هدفها بحث مسار العلاقات الثنائية ومصالح الشعبين

لا يوجد لقاء مرتقب بين القائد العام للقوات المسلحة وقائد التمرد

  • 43
الفتح - أشرف إبراهيم رئيس تحرير جريدة "الوطن" السودانية

قال أشرف إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة "الوطن" السودانية: زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي والقائد العام للقوات المسلحة إلى طرابلس أمس وحسب مصادر في المجلس السيادي تتعلق بمسار العلاقات الثنائية بين البلدين وتطويرها بما يخدم الشعبين في البلدين، وتبحث أيضًا القضايا ذات الاهتمام المشترك والوضع الأمني في المنطقة عمومًا.

وأضاف إبراهيم في تصريح خاص لـ"الفتح": عقد رئيس مجلس السيادة جلسات مباحثات رسمية مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي ودولة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة. وبحسب تأكيدات المصادر ذاتها في مجلس السيادة فإن الزيارة لا تتعلق بأية مبادرة من الدبيبة أو حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس بشأن الحرب في السودان، وتأكيد المجلس السيادي بأنه ليس هناك أي لقاء مرتقب يجمع الرئيس البرهان وقائد التمرد حميدتي في ليبيا. 

وأردف أنه رغم الإعلان الصادر من مكتب قائد قوات "الدعم السريع" المتمردة عن تلقيه دعوة مشابهة من رئيس وزراء دولة ليبيا لزيارة طرابلس، لكن تأكيدات المجلس السيادي تشير إلى عدم عقد مثل هذا اللقاء في الزمان والمكان المتعلق بزيارة البرهان اليوم. 

ظروفٌ مشابهة

وبسؤاله حول الخلافات في الداخل الليبي، قال: الجارة ليبيا تمر بظروف مشابهة للسودان؛ فهي تعاني من انقسام وحرب اشتعلت عقب تغيير نظام الرئيس السابق معمر القذافي، وهنالك حكومة في طرابلس وحكومة أخرى للجنرال خليفة حفتر في شرق ليبيا على حدود السودان الغربية، ورغم أن حكومة طرابلس تحظى بشرعية واعتراف دولي لكن الجنرال حفتر يوجد في شرق ليبيا بجيشه وحكومته كأمر واقع.

وأشار إلى أن الخلافات بين الطرفين في ليبيا كبيرة حتى على مستوى إدارة الدولة والوصول إلى تفاهمات تفضي إلى إنهاء حالة الانقسام، ناهيك عن التنسيق بشأن الملفات الخارجية وعلى رأسها العلاقة مع السودان والدول الأخرى، المتمرد حميدتي تربطه علاقات وطيدة بحفتر وحكومته وليس سرًّا الحديث عن إدخال دعم كبير تم لمليشيا "الدعم السريع" من جهة شرق ليبيا التي يسيطر عليها حفتر.

وأكد أنه ليس لقائد "الدعم السريع" علاقات مباشرة مع حكومة طرابلس؛ لذلك فمن الراجح عدم صحة المعلومة عن مبادرة طرابلس. حتى وأن صحت رغبة طرابلس في قيادة مبادرة بدعم من أطراف إقليمية ودولية فلا يوجد أمل أنها ستحقق اختراقًا واضحًا في الوصول إلى تسوية سلمية وسياسية. منوهًا بأن الرؤية بالنسبة لحكومة السودان والقوات المسلحة واضحة؛ فهي لا ترفض المبادرات ولا التفاوض من أي جهة، لكن يبقى الؤشر فقط هو مدى تجاوب والتزام المليشيا بمطلوبات الوصول إلى سلام.

وختم تصريحه بأن حكومة السودان تتمسك بمنبر جدة، وقد أعلن البرهان وقيادات الحكومة والقوات المسلحة ذلك في عدد من المنابر، مشترطين التزام المليشيا بتنفيذ اتفاق جدة في مايو من العام الماضي الذي نص على خروج المليشيا من منازل المواطنين والأعيان المدنية والمؤسسات الحكومية؛ ليأتي من بعد ذلك بحث وقف إطلاق النار وترتيبات الدمج والتسريح، ومعالجة الملفات القانونية والعدالة بشأن الجرائم التي ارتُكبت. وبخلاف هذه الرؤية الواضحة يصبح الحديث عن أي مبادرة بلا جدوى ولن يحقق تقدمًا، ومطالب الحكومة والقوات المسلحة هي نفسها مطالب الشارع والشعب السوداني التي لا يمكن التنازل عنها. لكن على أي حال يمكن قراءة الزيارة في إطار دفع التنسيق بين الخرطوم وطرابلس، وحكومة طرابلس طرف موثوق للخرطوم بسبب عدم انخراطها في أي علاقة مباشرة مع التمرد. وأخيرًا قد يكون من أهداف الزيارة بحث السبل الكفيلة بإيقاف إمداد المليشيا من ليبيا جهة الشرق الذي يقابل غرب السودان.