عاجل

بسبب اختلال منظومة التربية.. "داعية" يحذر من سبل التغريب التي تحيط بالأبناء للبعد عن الهوية الدينية

  • 30
الفتح - تربية الأبناء

قال الداعية الإسلامي حسن حسونة: مِن الثمار المُرَّة التي يجنيها المجتمع؛ بسبب غفلة الآباء والأمهات عن دورهم في رعاية أبنائهم: خروج الولد بلا هوية معلومة، فإن سألته عن دينه لا يعرف، وعن نبيه لا يدري، وعن القرآن لا يفقه! فلا يعرف من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، حاله كحال مَن يُسأل في القبر عن ربه ودينه ونبيه، فيقول "ها ها لا أدري" -عياذًا بالله-.

وأضاف "حسونة" -في مقال له بعنوان "فلذات الأكباد بين غفلة الآباء وكيد الأعداء (3)" نشرته جريدة الفتح-: ويزداد الأمر سوءًا بشرب المخدرات والمسكرات، وفعل المنكرات؛ ليصبح ألعوبة في يد الشيطان اللعين يوجهه كيف يشاء إلى الخراب لا العمار، يصبح عرضة لأساليب الإغراء من العدو المتربص بأمتنا دائر بين المواقع الإباحية، والأفلام الداعرة، والمسلسلات الساقطة، هذا وأكثر مما يجنيه المجتمع من التساهل في الرعاية والمسؤولية تجاه فلذات الأكباد، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


الفتن المحيطة بالأبناء

وأشار إلى انتهاز الأعداء المتربصون بهذه الأمة المباركة المرحومة هذه الغفلة؛ فأتوا بجميع أساليب التغريب التي تطمس هوية أولادنا، وظهر ذلك من خلال برامج موجهة خصيصًا للأطفال، ومن خلال أفلام ومسلسلات كرتونيه تهدم كل ما هو نفيس في نفس وفطرة الولد الصغير.

وأوضح "حسونة" أن هذه البرامج جاءت لهدم قضية العبودية، وقضية بعثة الرسل والأنبياء، وهدم قضية الثواب والعقاب، والجزاء، والجنة والنار، متابعًا: تغريب من خلال بث معانٍ مناقضة للإسلام: كمبدأ التسوية بين المسلم وغيره في الدنيا، والمعاد، والحساب والجزاء، والله يقول: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ ‌كَالْمُجْرِمِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} {القلم: 35-36}، قضايا كبرى تعرض بمنهجية واضحة ظاهرة لكلِّ ذي لب، فاعتبروا يا أولي الألباب.


منظومة التربية

وتابع: منذ عهدٍ قريبٍ كانت منظومة التربية متكاملة مترابطة متلاحمة، الكل يصب في شيء واحد، فالبيت يربي ويوجه، والأقارب كذلك، والعم والعمة، والخال والخالة؛ الكل يقوم بالتوجيه، وكذلك المسجد ودوره في التعليم والتأديب، حتى الجيران والشارع فيه من التوجيه، ومنظومة التعليم تقوم على التربية أولًا، ثم التعليم منظومة متكاملة، والكل يصب في اتجاه واحد هو إخراج جيل نافع للمجتمع بكل المقاييس.

واستطرد "حسونة": ولكن للأسف اختلت المنظومة بصورها، فإن رجل البيت يخشى إن خرج الولد للشارع أن يلتقط أقبح الألفاظ وأسوأ الفعال، وإن ذهب إلى الأقارب وُجِد الخلل، وإن جاء المدرسة وجد وكأننا في أزمة أخلاق وسلوك يحتاج لتقويم، حتى المسجد لم يعد دوره كسابقه، متسائلًا "فأين حلقات التحفيظ ودروس التوجيه وضبط السلوك والأخلاق؟".


الدعاء لإصلاح الذرية

وشدد الداعية الإسلامي على المسلم أن يحتمي بالله ويتضرع له، ويدعوه أن يحفظ له أولاده في خِضَم هذه الفتن المتشابكة شبهات كانت أو شهوات، كما جاء على لسان الخليل إبراهيم -عليه السلام-: {وَاجْنُبْنِي ‌وَبَنِيَّ ‌أَنْ ‌نَعْبُدَ ‌الأصنام} [إبراهيم: 35]، وعلى لسان الصالح المؤمن: {وَأَصْلِحْ ‌لِي ‌فِي ‌ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: 15]