رسالة هادئة للمدخن.. "داعية": رمضان فرصة مناسبة للتخلي عن العادة السيئة وترك التدخين

  • 35
الفتح - أرشيفية

رسالة هادئة للمدخنين


قدم المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي، رسالة هادئة للمدخن، قائلاً له: إن شهر رمضان الكريم بما يحمل من رسائل عملية تربوية في التقوى والتهذيب والتغيير إلى الأفضل، هو مناسبة عظيمة للتخلي عن العادات السيئة؛ بل هو مدرسة يتعلم المسلم فيها كيف يهذب من سلوكياته وأفكاره، ويعيد النظر في بعض عاداته وتقاليده ومألوفاته؛ مشيراً إلى أن رمضان بمثابة ثورة تصحيح على جميع المسارات الحياتية، بل يُعَدّ فرصة ثمينة لتنظيم الحياة وتخليصها من الفوضى والرتابة والجمود لمن أراد ذلك. 


وأشار "عبد المعبود" -في تصريحات خاصة ل الفتح- إلى أن أفضل فرصة هي التخلي نهائيا عن التدخين في رمضان، فإذا انقضى شهر رمضان أصبح المدخن من غير المدخنين، لافتاً إلى أن التدخين في رمضان وفي غير رمضان، من الأمور التي لا يُقِرّها الدين، فضلاً عن العقل السليم؛  لما فيه من الأضرار ما لا يُعَدّ ولا يحصى على الصحة، والنفس، والمال، مشيراً إلى أن الأبحاث العلمية، أكدت أن هناك علاقة وثيقة بين التدخين وكل من سرطان الرئة، وتليف الكبد، وأمراض الشريان التاجي، والذبحة الصدرية، وسرطان الفم، والبلعوم، والحنجرة، وأمراض أخرى عديدة.


وأضاف: وتذكر الإحصائيات أعدادًا بالملايين في العالم يفتك بها التدخين سنويًّا، ولم يسلم من التدخين حتى الأجنة في بطون أمهاتها، متسائلاً: فكم من إنسان أنهكَ التدخينُ جسمَه، وأفسدَ صحتَّه، وجرَّ عليه من الأمراضِ مالا يعلمها إلا الله


وأوضح أنه من المعلوم أن الله -جل جلاله- أحل لعباده الطيبات وأباحها؛ لأنه -سبحانه- يعلم أن فيها منافع لهم، وكرِه لهم الخبائث وحرمها عليهم، لأنه يعلم أن فيها الضرر على أبدانهم ومن ثَمَّ على حياتهم، مضيفاً: والأدلة علي تحريم التدخين كثيرة ومنها: قوله تعالى: ﴿ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27].

وفي الحديث الصحيح أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الله يكرهُ لكم قيلَ وقالَ، وكثرةَ السؤالِ، وإِضاعةَ المالِ".


وتساءل الداعية الإسلامي: أليس في التدخين إسراف، وتبذير، بل وإضاعةٌ وإتلاف للمال؟، مجيبًا: وأيُّ إضاعة أعظمُ من إحراقِ المالِ بالنار؟! لافتاً إلى أننا لو رأينا شخصا يَحرِق المال بالنار، لحكمنا عليه بالجنون، فكيف بمن يَحرق ماله وجسمه وصحته جميعا بالنار؟ متابعاً: يقول ربنا سبحانه وتعالى :(الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) مشيراً إلى أن من تأمل هذه الآية، وجد أن تحريم الخبائث جاء في سياق الاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم-، بمعنى أن من شروط اتباعك لهذا النبي، ومن دلائل حبك له أن تترك الخبائث، ومنها التدخين، متابعاً: ومن الأدلة التي ذكرها أيضاً في تحريم التدخين، قوله تعالى: ﴿وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ﴾ [النساء: 2]، متسائلاً: التدخين من أي النوعين نصنفه، أمن الطيبات هو أم من الخبائث؟!، 


كما وجه الداعية الإسلامي، عدة أسئلة للمدخن: حين تُشعِل السيجارة هل تقول بسم الله؟ أو حين تُنهِي التدخين هل تقول الحمد لله؟ وهل تستطيع أن تدعو اللهَ أو تذكرَه أو تقرأَ القرآنَ وأنت تدخن؟، مجيبًا: قطعاً لا، مضيفاً:

وأين ترمي السيجارة لما تنتهي منها؟ مجيبًا: تحت رجلك، أليس كذلك؟!


ووجه رسالة إلى المدخن، قائلاً: إن رمضان فرصتُك العظيمة، للتغلب على هذه العادة الخبيثة والتخلص منها.

  فاصدق في نيتك وتوكل على الله: ﴿ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159]، ولا تلتفت لنداءات النفس الامارة بالسوء ولا إلى نداءات الأصحاب الذين يثبطونك ويصورون لك أنك لا تُطيق ترك التدخين، مشيراً إلى أنه قد تركه غيرك ممن منَّ الله عليهم بذلك، وما ازدادوا إلا صحة وعافية بفضل الله، مضيفاً: واعلم أخي الحبيب بل وتيقن أنه من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه، فهو سبحانه سيعينك ويمدُّك بكل أسباب الانتصار على هذا البلاء، ناصحاً للمدخن بأن التجأ إليه سبحانه وأنت في شهر الدعاء، فالصائم له دعوةٌ لا ترد، وتضرع إليه في السجود، وفي كل أوقات الإجابة، وخاصة قبل أو عند الإفطار، عسى الله أن يَمُنَّ عليك برحمته ويُبعدَ عنك كلَّ سوء وكل مصيبة، واعلم أنك إن أقلعتَ عن التدخين فأنت المستفيد، وإن أصررتَ فأنت الخاسر.