ناصحا بالتوبة.. "داعية": رمضان شهر الغفران فاحذر أن تجعله شهر الخسران

  • 13
الفتح - أرشيفية

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: إن رمضان شهر الغفران فاحذر مِن أن تجعله شهر الخسران وهو شهر محو الذنوب فاستغث بمولاك مِن العيوب، مضيفًا: وهذه أيام الإنابة وفيها تفتح أبواب الإجابة، هذه أيام قال عنها النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ" [متفق عليه].

وتابع "محمود" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"-: هذه أيام خاب وخسر مَن أدركها، ولم يخرج منها مغفور الذنب، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ، وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكبر أَو أَحدهمَا فَلم يدْخلاهُ الْجنَّة" [رواه الترمذي، وصححه الألباني].

واستطرد: هذه أيام نزل مِن أجلها سيد الملائكة جبريل -عليه السلام- إلى سيد الخلق محمد -صلى الله عليه وسلم-، ليشاركه الدعاء على مَن عاش هذه الأيام وخرج منها غير مغفور الذنب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ جِبْرِيلَ أَتَانِي فَقَالَ: مَنْ أَدْرَكَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَلَمْ يُغفر لَهُ فَدَخَلَ النَّارَ فَأَبْعَدَهُ اللَّهُ، قُلْ: آمِينَ. فَقُلْتُ: آمِينَ" [رواه الطبراني وابن حبان، وصححه الألباني].

وأوضح "محمود" أنه إذا جعلنا الكلام السابق نصب أعيننا وملء قلوبنا؛ استشعرنا الحاجة الشديدة للفوز برمضان، وأن أول ما يجب أن نقدمه لذلك هو "التوبة"؛ لأن التوبة هي بداية الطريق الصحيح للفوز برمضان، مشيرًا إلى قوله تعالي: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

وأضاف: ويحدِّثنا النبي العدنان -صلى الله عليه وسلم- عن التوبة فيقول: "إِنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا" [رواه مسلم]، ويقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- "إن المؤمن يرى ذنوبه كالجبل يوشك أن يسقط عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذبابة يهشها بيده هكذا!"، وقال سفيان الثوري -رحمه الله- "جلستُ يومًا أحصى ذنوبي فإذا هي آلاف"، فجعل يقول: "يا سفيان، تقف بيْن يدي الله فيسألك عن آلاف الذنوب؟! ماذا ستقول؟! والله ليسقطن لحم وجهك خجلاً وأنت تعرض قبائحك على الله! يا سفيان، هذا ما تذكرته؛ فكيف بما أحصاه الله ونسيته أنتَ؟!".

ونصح الداعية الإسلامي قائلًا: عليك أن تجلس إلى نفسك وتتذكر ذنوبك التي فعلتها، متسائلًا "هل حاولت أن تحدِث توبة مِن قبْل أن يأتي يوم قال ربك عنه: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا} [آل عمران: 30]؟"، متابعًا: هيا قُم إلى التوبة النصوح التي أمر الله بها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} [التحريم: 8]، موضحًا أن للتوبة شروطًا ثلاثة لا بد منها:

- أولها: الندم.

- ثانيها: الإقلاع على الذنب.

- ثالثها: العزم على عدم العودة.