سبيل النجاة من الكروب في الدنيا والآخرة.. "داعية" يوضح بعض المعاني والفوائد الواردة لمن لزم سيد الاستغفار

  • 21
الفتح - سيد الاستغفار

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: إذا كنت فى شوق إلى الجنة، فلا تغفل أن تقول هذا الذكر بالليل والنهار، ولنستمع إلى ما قاله لنا النبي -صلى الله عليه وسلم- سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ أنْ تَقُولَ: "اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ" مَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ. [رواه البخاري].

وأضاف "السواح" -في منشور له عبر حسابه الشخصي على "الفيس بوك"-: صيغ الاستغفار كثيرة، لكن هذه فى قمة صيغ الاستغفار كما قال عنه النبي -صلى الله عليه وسلم- سيد الاستغفار لما اشتمل عليه من معانى عظيمة.


وإليك بعض معاني وفوائد هذا الدعاء من الاستغفار:

- اللهم أنت ربي:

اعتراف بربوبية الله فالله تعالى هو المنفرد بالخلق والملك والتدبير ويكفيك أن تطلع على ذلك من خلال فواتح سورة الرعد "المر ۚ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ ۗ وَالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الْحَقُّ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (1) اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ (2) وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا ۖ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ۖ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (3) وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (4)" [الرعد].

- لا إله إلا أنت:

كلمة التوحيد وكلمة العبور إلى الجنة والنجاة من النيران، بل والنجاة من الكروب والهموم، فهذا يونس -عليه السلام- ماذا قال لكي ينجيه الله من الظلمات: {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَٰهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87]  


وماذا فعلت هذه الكلمة مع صاحب البطاقة؟

 وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ اللَّهَ سيُخَلِّصُ رجلًا من أمَّتي على رؤوسِ الخلائقِ يومَ القيامةِ فينشُرُ علَيهِ تسعةً وتسعينَ سجلًّا، كلُّ سجلٍّ مثلُ مدِّ البصرِ ثمَّ يقولُ: أتنكرُ من هذا شيئًا؟ أظلمَكَ كتبتي الحافِظونَ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ، فيقولُ: أفلَكَ عذرٌ؟ فيقولُ: لا يا ربِّ  فيقولُ: بلَى، إنَّ لَكَ عِندَنا حسنةً، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ، فيخرجُ بطاقةً فيها أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأشهدُ أنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، فيقولُ: احضُر وزنَكَ فيقولُ يا ربِّ، ما هذِهِ البطاقةُ مع هذِهِ السِّجلَّاتِ؟ فقالَ: فإنَّكَ لا تُظلَمُ، قالَ: فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ، والبطاقةُ في كفَّةٍ فطاشتِ السِّجلَّاتُ وثقُلتِ البطاقةُ، ولا يثقلُ معَ اسمِ اللَّهِ شيءٌ" [رواه الترمذي].


كلمة التوحيد منجية للإنسان من النيران 

يقول حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- فيما يرويه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يدرُسُ الإسلام كما يدرُسُ وَشْيُ الثَّوبِ، حتَّى لا يُدْرَى ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ، ويُسْرى على كِتابِ اللهِ في لَيلةً، فلا يَبْقَى في الأرضِ مِنه آيةٌ، ويَبْقَى طَوائفُ مِنَ النَّاسِ: الشَّيخُ الكبيرُ، والعجوزُ، يَقولُون: أدْرَكْنا آباءَنا على هذه الكلمةِ، لا إله إلا الله، فنحنُ نَقولُها".

قال صِلةُ بنُ زُفَرَ لحُذَيفةَ: فما يُغْني عنهم لا إلهَ إلَّا اللهُ وهُم لا يَدْرون ما صِيامٌ ولا صَدقةٌ ولا نُسُكٌ؟ فأعرَضَ عنْه حُذَيفةُ، فرَدَّدها عليه ثَلاثًا، كلُّ ذلكَ يُعرِضُ عنه حُذَيفةَ، ثمَّ أقبَلَ عليه في الثَّالثةِ، فقال: يا صِلةُ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ، تُنجِيهم مِنَ النَّارِ.

ونصح الداعية الإسلامي بالتمسك بكلمة التوحيد وترديدها فإنها منجية للإنسان من كروب الدنيا والآخرة.