رمضان شهر الانتصارات.. "برهامي" يؤكد أهمية الانتصار على النفس حتى ننتصر على الأعداء

  • 113
الفتح - الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: لما كان شهر رمضان شهر الانتصار على النفس وعلى الشيطان، بقمع النفس عما حرم الله -عز وجل- من الشهوات، وعما أباح الله في غير رمضان أن يتحكم فيه المؤمن في شهر رمضان، فيمتنع من الطعام والشراب والشهوة الجنسية، طوال النهار  من الفجر إلى غروب الشمس، ويمسك لسانه عما حرم الله، ويحفظه عن الغيبة والنميمة والكذب والزور، ويمتنع من الكلام الباطل واللغو الذي لا فائدة فيه، وكذلك يترك كثرة النوم والراحة ويترك كذلك الخلطة التي لا تفيد، ويكثر من الصدقة وإطعام الصائمين، ويتصدق في آخر الشهر بزكاة الفطر الواجبة، وكل ذلك؛ كي يهيئ النفس  لحقيقة الانتصار على الشيطان، مضيفاً: والله -سبحانه وتعالى- جعل ذلك سببا للانتصار على الأعداء.

وأضاف "برهامي" -في مقطع مرئي له عبر موقع "أنا السلفي"- قائلاً: ولذا كان شهر رمضان شهر انتصارات عظيمة، أعظمها يوم "بدر"، موضحاً أنه كان في يوم 17 من رمضان، والرسول -صلى الله عليه وسلم- طوال الليل قائما تحت شجرة يدعو ويصلي ويستغيث بربه، قال الله -عز وجل- ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾ [الأنفال: 9]، متابعاً: وكذا كان الفتح الأعظم، "فتح مكة" المكرمة، التي دخل الناس بفتحها دين الله أفواجا، كما قال تعالى: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾[النصر:1-3]، متابعاً: وفتح مكة كان في رمضان أيضا، مما يؤكد أهمية الانتصار على النفس حتى ننتصر على الأعداء.

وتابع: وحين يتربع القلب على عرش الجوارح يكون هو الآمر الناهي فيها، ويكون القلب ممتلئا بالإيمان، ويجعل النفس الأمارة بالسوء أسيرة لحقائق الإيمان لا تستطيع أن تخرج عنها، فعند ذلك ينتصر أهل الإيمان، مشيراً إلى أن هذا الانتصار في الخارج فرع على الانتصار في الداخل، مضيفاً: أما حين تصير النفس الأمارة بالسوء هي المتربعة على عرش الجوارح، وتكون هي الآسرة للقلب، ألقته في سجن الشبهات والشهوات، فعند ذلك ينتصر الأعداء ويغلبون المسلمين.

ولفت نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى أن التاريخ يشهد بأن أحوال المسلمين في انتصاراتهم وهزائمهم، مرتبطة ارتباطا وثيقا بمدى ظهور السنة فيهم والعقائد الصحيحة والبعد عن البدع والضلالات والزندقة والمنكرات، ثم البعد عن اتباع الشهوات التي حرم الله -عز و جل- مشيراً إلى أنه عندما يقع المسلمون في أنواع البدع المضلة، يغلبهم أعداؤهم وينتصرون عليهم، وهذا هو الخطر العظيم.