عبرٌ وبصائرُ من تجربتى مصرَ والجزائرِ

  • 154

عبرٌ و بصائرُ من تجربتى مصرَ و الجزائرِ

• ملحوظةٌ: كلُّ كلمة فى هذا المقال تخصُّ أىَّ شخصٍ فيه هى مُوثَّقةٌ من قائلها إمَّا بمقالٍ له أو مقطعٍ فيديو أو تصريحٍ قديم أو جديد له.

• هذا مُلخَّصٌ للتجربة الإسلاميَّة في الجزائر ولو أطلْتُ فيها الكلام لأخذتُ صفحاتٍ ولكن ما يهمُّنا هنا بعضُ التعليقاتِ المُهمَّة على هذه التجربة ومقارنتِها بموقف الدعوة السلفيَّة وحزب النور وموقف الإخوان هنا وهناك ؛ ليتبيَّنَ لك مدى نضارةِ وصفاءِ منهجِ الدعوة السلفيَّةِ فى مصرَ في التعاملِ مع المُلمَّاتِ السياسيَّةِ ( طويل بعض الشىء ولكن هامٌّ جداً؛ فلا تملّ منه واقرأْه للنهايةِ تستفدْ ) .
• تجربةُ الجزائرِ تجربةٌ غزيرةٌ بالأحداث المثيرة و فيها بعضُ الشبهِ من تجربةِ مصر بعدَ ثورة 25 يناير ولكن بفروق طفيفة بينهما.
• تولَّى رئاسةَ الجزائرِ - بعد تحرُّرِها من فرنسا- رؤساءُ كثرٌ منهم بن بلة (1963-1965) و هوارى بو مدين (1965-1978) وكانَ حكمُ الأخيرِ عسكرياً قاسياً تولَّدَ عنه اعتقالُ الكثيرِ من المعارضين الاسلاميِّين والاشتراكيِّين واليساريِّين أو التضييقُ عليهم.
• تولَّى الشاذلى بن جديدٍ رئاسةَ الجزائرِ سنة 1979 وكانَ مثلَ الساداتَ فى الفتحِ للإسلاميِّين ضدَّ الاشتراكيِّين فظهرت الدعوةُ الإسلاميَّةُ فى عهدِه بصورةٍ واضحةٍ نوعاً ما (وذلك من جميعِ التياراتِ هناك (سلفيِّين , إخوانٍ , وغيرِهما) ).
• قامت انتفاضةٌ طلابيةٌ وعماليةٌ سنة 1988 ضدَّ الشاذلى بن جديد تنادى بإصلاحاتٍ سياسيَّةٍ واقتصاديَّةٍ ودستوريَّةٍ وخرجت فئاتٌ كثيرةٌ من المجتمعِ فى الشوارع فتدخَّلَ الجيشُ وقتئذٍ بأوامر من (بن جديد) وقُتل 160 متظاهراً فثارت الانتفاضةُ أكثرَ ممَّا دفعَ (بن جديد) بقبولِ عملِ تعديلاتٍ دستوريةٍ تقرُّ التعدديةَ الحزبيةَ وتفرجُ عن بعضِ المعتقلين.
• أثناءَ هذا الفراغِ السياسىِّ شارك فى العملِ السياسىِّ سواءً فى انتخابات البلديات أو البرلمان عدةُ أطيافٍ من الشعبِ (حزب التحرير "الحزب الحاكمُ " (كمثلِ الحزب الوطنىِّ عندنا) , الإسلاميين وبعضُ الاشتراكيين واليساريين) وكان لكلٍّ من الثلاثةِ أطيافٍ نصيبٌ فى البرلمانِ .

• كانت الجماعات الإسلامية المشاركة فى العمل السياسى على ثلاثة أطياف:
1. الجبهة الإسلامية للإنقاذ: تأسست سنة 1989
أبرز قياداتها :عباس مدنى : مثل الجهاد والجماعة الإسلامية فى مصر (مواليد 1930) (توفى سنة 2003)
على بلحاج : سلفى المنهج (مواليد 56 ) ولكنه شديد فى الحكم والتوصيف علي الديمقراطية واللبيرالية بصورة أفسدت الحياة السياسية نوعاً ما كما سنرى (حىٌّ حتى الآن ويريد خوض انتخابات الرئاسة 2014).
الجبهة كانت تضم عدة تيارات أخرى : جهاد , تكفير وهجرة وبعض الإخوان المنفردين (من باب جمع جميع التيارات فى تحالف واحد ولو كان بعضها على انحراف منهجى كبير)

2. جماعة الإخوان المحليين:"حركة النهضة"
قائدها :عبد الله جاب الله : ذو سمت سلفى ولكنه يعتنق منهج الإخوان بقوة ولكنه يرفض العمل تحت التنظيم الدولي للإخوان و يميل إلى سلفية المنهج قطبية العمل والتنظير (يشبه السروريين) .

3. جماعة الإخوان الدولية "حركة السلم الاجتماعي" "حماس"
قائدها : محفوظ نحناح : اخوانى أصيل وهو زعيم الإخوان في الجزائر والأب الروحى لها وكان شعاره فى الانتخابات "الإسلام هو الحل " .

• تمت انتخابات البلديات (تشبه عندنا المحافظات) سنة (1990) وحصلت (الجبهة الإسلامية) على أغلبية بنسبة (55%) و بدأوا فى العمل المجتمعى بقوة فى الإصلاح الزراعى , الصحة , والمشاريع الحديثة وغيرها مما أكسبهم أرضاً قويةً وظهيراً شعبيِّاً جيداً.
• لم تحصل حركة النهضة وحركة حماس على أى مقاعد فى انتخابات البلديات مما أدى إلى ظهور ضغينة وكره شديد لهم والذى ظهر فيما بعد بأن اتهمهم محفوظ نحناح بالنصب والتزوير وسيل من الشتائم بعد ما مُنى بخسارة ثقيلةٍ .
• حصل حزب التحرير (الحزب الحاكم هناك )على نصيب متوسط بعد الجبهة وبعدهم الاشتراكيُّون ؛ لأنَّ حزب التحرير مع أنَّه فيه بعض الفاسدين إلاَّ أنَّه كان فيه بعض رجال دين (ملتحيين بعمم يمثلون النظام و يحاولون إصلاح الحزب من داخله فعلاً ؛ لذلك انتخيهم الناس ثانيةً ولذلك فله قوة ظهرت (بخلاف اختفاء الحزب الوطنى عندنا فى الانتخابات البرلمانية مثلاً ).

• بدأت الحرب الشرسة للعلمانيين والليبراليين فى الجزائر وذلك بوسيلتين:

• الأولي: استغلال تضارب الأفكار بين على بلحاج وعباس مدني.
كان الصحفيون يسألون (بلحاج) حول قضايا الديمقراطية , المرأة , تطبيق الشريعة فتكون إجابته مختلفة تماماً عن عباس مدنى (وذلك لأنَّ (على بلحاج) كان يحكم بشدة على الديمقراطية فيقول : كفر بَواحٌ ولا يجوز تفعيلها ولا فرق بين النظرية والآليات وغير ذلك وكان يقول : إنَّنا سنشارك فى العملية البرلمانية وغيرها ليس إيماناً بفكرة الديمقراطية ولكن للوصول لتطبيق الشريعة (بمعنى سنأكل صنم الديمقراطية بأنفسنا فيما بعد) وهكذا دواليك فى قضايا المرأة وذلك بحرمة مشاركة المرأة فى البرلمان وغيره والحكم على الليبراليين بشدة بأنَّ الليبرالية كفر صريح ومعاداة للإسلام وغير ذلك والعكس كان عباس مدنى ، فكان يميل لـلِّـين فى الحكم على تلك الأمور ممَّا كان يوقعه فى الخطإ كذلك فكانت قيادات الجبهة (بين طرفى نقيض) والوسط ضائع بينهما وازدادت حدة هذه الأمور قبل الانتخابات البرلمانية.

• الثاني: تخويف الشعب من فعل الإسلاميين بهم إذا تمكنوا.
بأنَّ الاسلاميين إذا تولوا فسيقومون بتطبيق الشريعة فوراً وللأسف كان هذا الكلام يلقى قبولاً من الشعب بسبب تصريحات قادة الجبهة حول فورية تطبيق الشريعة و كان برنامج الجبهة لا يوضح قضية التدريج والمصالح والمفاسد بصورة جلية ممَّا أدى إلى قبول الناس لهذا الكلام المشوه لهم.
• المهم قدَّم حزب التحرير مشروع قانونٍ ؛ لتعديل قانون الانتخابات وقـدَّمه للشاذلى بن جديد رئيس الجزائر ؛ لاعتماده والموافقة عليه (الحزب الحاكم هناك صمَّم هذا القانون لصالحه بحيث يمنع بمقتضاه أعضاء الجبهة من المشاركة سياسياً مرة أخرى) و حرضوا الشاذلى بن جديد عليهم ممَّا أدى إلى تخوُّف الجبهة من ذلك القانون ففكروا بعمل إضراب قوىٍّ ؛ لرفض القانون قبل الانتخابات البرلمانية ؛ لإلغاء هذا القانون وعُقـِـد اجتماعٌ حينئذ بين الجبهة الإسلامية وحركة حماس وحركة النهضة للاشتراك فى الإضراب سوياً ولكن حركة حماس وحركة النهضة رفضا المشاركة (!!!!)
• حدث عنف لفظى كبير من قادة الجبهة تجاه الرئاسة والجيش والحزب الحاكم مما أدى إلى وقوع بداية الصدام والمفارقة السياسية (الأخطاء واحدة !! ) ثم وقعت مصادمات عنيفة ودموية بين الجيش و الجبهة أثناء هذا الإضراب وتمَّ فرض حظر التجول واستكمالاً لمسلسل العنف اللفظى هدد عباس مدنى قادة الجيش بإعلان الجهاد إذا لم يتم الغاء حظر التجول فوراً .
• مع كل هذه الأحداث إلاَّ أنَّ الدولة كانت مستقرة ؛ فرؤساء البلديات المعيَّنون من الجبهة فى أماكنهم , قادة الجبهة يعملون بقوة إلا أنَّه حدثت فجوة بين الشعب والجبهة بسبب تصريحات الجبهة العنترية التى سببت قلقاً للظهير الشعبى واستغلها العلمانيُّون بقوة.
• تم إلغاء حظر التجول وتمت الانتخابات البرلمانية وفازت الجبهة برصيد ( 45%) وفازت حركة حماس والنهضة على مقاعد قليلة جدا وفاز الحزب الحاكم بنسبة كبيرة لم تكن لتتوقع ( إذا أصبح رصيد الجبهة (البلديات + البرلمان) أكثر من 90% .

• لم يدخل النواب الفائزون برلمانهم ؛ لأنَّ فرنسا قامت بإيعاز جنرالات الجزائر (وعلى رأسهم وزير الدفاع خالد نزار) بإجبار الشاذلى بن جديد بإلغاء نتيجة البرلمان وحل البلديات قبل دخول النواب البرلمان أو استقالته من الرئاسة ولكنه رفض أن يلغى النتائج ؛ لأنَّه وعد شعبه بتحقيق انتخابات نزيهة فأجبروه على الاستقالة فخرج الشاذلى بن جديد على شاشة التلفاز منكسر العين يستحيى أن يرفع عينه فى عين الشعب معلناً استقالته (سنغض الطرف هنا عما إذا كان متواطئاً أم أنَّه وقف موقفاً بطوليَّاً مع شعبه ...الله أعلم بالسرائر) .

• هذه هى الصورة الحقيقية الكاملة للانقلاب (إلغاء أى استحقاق انتخابى برلمانى أو محلى هكذا عنوة حتى من دون نزول شعب أو أى فئة معترضة وترى وضوح التدخل الأجنبى فيها من فرنسا وغيرها) بخلاف لو تركك سنة تحكم أو تركك فى مجلسى الشعب والشورى تقنن القوانين لشهور بحرية تامة ... أليس هناك ثمة فرق !!!؟؟؟

• المهم تم تعيين مجلس رئاسى مكوَّن من خمسة أفراد و على رأسه (محمد أبو ضياف) رئيس المجلس الأعلى للبلاد و منهم وزير الدفاع خالد نزار.
• ظهرت حينئذ (الجماعة الإسلاميَّة المسلحة) كظهير عسكرى للجبهة وبدأت تتخذ مواطن لها فى الصحراء والأرياف لتكون داراً للحرب تستعد فيها لعمليات الاغتيال والصدام المسلح وإن كانت الجبهة كانت تتبرأ من أفعالها مراراً وتكراراً .
• تم اغتيال " أبو ضياف " فى أول محاولة صريحة من الجماعة الإسلامية المسلحة أثناء حفلة رسمية كان فيها.
• تم القبض فوراً بعد حادثة مقتل " أبو ضياف " على عباس مدنى و على بلحاج وحُكم عليهما وعلى غيرهم بالسجن 12سنة .
• فى سنة 1992 ألغوا الحزب وقالوا : إنَّ الجبهة جماعة محظورة قانوناً.
• بدأت تحدث التفجيرات في المطارات والمترو وغيرها وتقوم الجبهة فيها بالتبرُّؤ فى كل مرة من فاعليها ولكن للأسف كانت تفعلها التيارات التكفيرية والجهاد والقطبيُّون الذين كانوا موجودين فى الجبهة قبل ذلك.
• كانت المذابح يموت فيها الآلاف من النساء والمدنيِّين كل شهر تقريباً حتى بلغ فى عشر سنين حوالى 250 ألف مسلم .
• مارس الجيش الجزائرىُّ مذابح شديدة جداً جداً على العُزَّل والإسلاميِّين .
• لم تنتهِ المذابح إلاَّ فى عهد بوتفليقة حينما صنع وثيقة السلم 1999 وبها تم إطلاق سراح الآلاف وهدأت البلاد كثيراً .

أسباب فشل التجربة الجزائرية
1) منهج جبهة الإنقاذ الخاطئ فى الخلط بين الاتجاهات المختلفة من سلفية وتكفير وجهاد وغيره والذى أدى إلى انفراد كل فصيل بمنهجه فى التغيير حين الأزمة وكل فعل من أى رمز منهم ينسب إلى الجبهة كلها شاءوا أم أبوا ( هذا عين ما كنا ننكره على منصة رابعة من ظهور القطبيين والتكفير وأصحاب التصريحات العنترية وكله سيُنسب الى الإخوان فى النهاية ) .
2) عدم تغلغل منهج فقه الجهاد وفقه الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وفقه الخلاف ومنهج التغيير لدى معظم قيادات الجبهة مما أدى إلى ظهور كلمات وتصريحات شديدة الوقع على المجتمع الجزائرى فضلاً على مؤسسات الدولة من جيش وشرطة وقضاء مما استغلها الليبراليون والفسدة ؛ لإفساد العلاقة بين الجبهة والشعب (وهذا تجنَّبته الدعوة جيداً بتدريس هذه الأبحاث جيداً لكل أبنائها قبل ثورة يناير وحتى الآن) .
3) عدم تجانس الرؤية الواحدة لدى كل أفراد جبهة الانقاذ فى مسائل الديمقراطية والليبرالية و تطبيق الشريعة و مشاركة المرأة والنظرة للجيش و غيرها كما وضحّتُ فى أعلى عَلَى الفرق الكبير بين تصريحات بلحاج و عباس مدنى حول هذه المسائل (وهذا تجنَّبته الدعوة السلفية جيداً حينما كنت ترى كل قياداتها كلامهم واحد فى هذه المسائل وذلك بتفكيك مصطلح الديمقراطية وقبول الفكرة الليبرالية بسقف الشريعة الإسلامية وغير ذلك .... مما أعطى قوة كبيرة للدعوة) .
4) تقوقع جبهة الإنقاذ على نفسها وعدم النزول للشارع والمواطن وتوصيل المنهج لهم وكسب أراضٍ جديدة (وهذا نجحت فيه الدعوة السلفية فى مصر عن طريق الظهور فى القنوات غير الإسلامية ؛ لكسب ملايين الأفراد الذين يشاهدونها مقارنة بالقنوات الإسلامية التى يراها الملتزمون غالباً فقط و كذلك عن طريق عقد المؤتمرات فى الميادين و الشوارع وغير ذلك كثير ) .
5) تجاهل جبهة الإنقاذ لمحاورة العلمانية ومناظرتهم ممَّا أدى إلى عدم وجود تقارب بينهم لحل أزمات المجتمع (وهذا فعلته الدعوة السلفية من مناظرات الشيخ الشحات وغيره فإنَّك إن لم تقنعهم فلن تخسرهم وستكسب احترامهم لك وهذا ظهر جلياً حينما اتصل أيمن نور بالدكتور يونس مخيون قبل الحوار الوطنى الذى عقده الدكتور مرسى (فكَّ الله أسره) ولم تتصل الرئاسة بالدكتور يونس فأخبره د/ أيمن نور قدراً فرفض د/ يونس الذهاب ؛ لأنَّهم لم يتصلوا به فقال له د/ أيمن نور : ( لن أذهب إلاَّ إذا ذهبت) فما الذى يدفعه إلى ذلك ؟؟ غير التقدير والاحترام) .
6) عدم تحقيق الاحترام الكامل بين الجبهة الإسلامية وغيرها من الحركات الإسلامية من حركتى حماس والنهضة وظهور المخالفات اللفظية السيئة تجاه الحركتين أثناء الانتخابات والدعاية لها مما أورث علاقة سيئة بينهم للأسف .

هنا نقطة مفصليَّة فى حياة التجربة الجزائرية: أين حركة حماس ؟؟؟؟؟ و أين محفوظ نحناح زعيم الإخوان هناك؟؟؟
• كان موقف الحركة عجيباً جداً .
• أقصى ما فعلوه تجاه هذا الانقلاب الدموى هو أنَّهما ساءهما ما جرى (!!!) ورفضته (!!!) و قالت : إنَّ الحكومة أخطأت ولكن لا يجب معالجة الخطأ بحمل السلاح والثأر وضياع البلاد وانهيار اقتصادها) (!!!)
• الواقعى .. أنَّه لم يكن هناك موقفٌ عملىٌّ مساندٌ لجبهة الإنقاذ فى محنتها و خطة استئصالها بل العكس طالبت بإجراء حوار واسع (!!!!) ومصالحة وطنية (!!!! مع مَن ؟؟ مع المجرمين ؟؟؟؟؟) وجلس قائد حماس محفوظ نحناح مع لجنة قيادة الدولة (!!!!) (التى أدانتها جبهة الإنقاذ وقالوا : إنَّها فاقدة للشرعية وغاصبة للسلطة) .
• للأسف ظهر من حركة حماس وخاصة قائدها نحناح الشماتة الكبيرة فى جبهة الإنقاذ واتهم جبهة الإنقاذ بأنَّها عدو للشعب الجزائرى (!!!!) ودافع بقوة عمَّن ألغى الانتخابات (!!!!) وقال : إنَّ الجبهة أدخلت البلاد فى نفق الرعب (!!!!) وهى التى حرقت وهى التى فتكت وروعت وهى التى قتلت (!!!!) وإنَّهم منظمة غير شرعية (!!!!) وإنَّها محظورة بحكم القانون ورفض عودتهم للحياة السياسية (!!!!).
• فى هذة الفترة ظهر نحناح بقوة على الساحة والإعلام بصورة الإسلامى المعتدل ذو الجماعة المعتدلة وقَبِلَ بتوقيف المسار الانتخابى ورشح خمسة قياديين من الحزب لعضوية المجلس الوطنى الانتقالى الذى هو هيئة معينة من الرئيس المؤقت والتي كانت تُعوَّض البرلمان (!!!!) وكانت السلطة الانقلابية تسميه (بالرجل الوطنى) (!!!).
• وفى تأييده لتدخل الجيش قال الشيخ نحناح : : كاد المجتمع الجزائرى أن يتمزق إرباً إرباً ثمَّ كان من الممكن فى حال استمرار انفجار الوضع الجزائرى أن تتدخل قوة خارجية ، ومن هنا قد قلت ومازلت أقول : إنَّ تدخل الجيش كان حكيماً لولا بعض التجاوزات من بعض أفراده تجاه الذين لا علاقة لهم بالإنقاذ ونحن نؤمن اليوم بالقانون والدستور الجزائرى ولابد أن يحترمها الجميع بما فى ذلك المعارضة والجيش والسلطة الجزائرية. (!!!!)

• التنظيم الدولي للإخوان حينئذ كان مؤيِّداً بقوة لنحناح إلاَّ بعض القادة الفرديِّين من الإخوان والذين اعتبروا فعل نحناح خروجاً عن الشرعية وبيعاً للتجربة الديمقراطية وعلى رأس هؤلاء الغنوشىُّ (رئيس حركة النهضة بتونس حالياً ) ؛ ففى أول الأمر قام الغنوشى بالحطِّ من قدر نحناح فقال عنه إنَّه باع الشرعية وخان الأمة ويتوق لبريق الأضواء ووكل إليه التصرف فى رصيد حركة طاهرة طهر الإسلام فزج بها فى معسكر أعداء الحرية ( وكلام آخر يطول ذكره فى رسالة شديدة اللهجة بعثها إليه حينئذ سنة 1994)

• بعدما تدارس الإخوان موقف الأزمة هذه .. أدركوا أنَّهم يقيناً كانوا على صواب و أن موقف نحناح كان الصواب ؛ فَعَلا صوت الإخوان فى الساحة فجأة ودخل نحناح الانتخابات الرئاسية سنة 1995 وكان ترتيبه الثانى بعد زورال فى مفاجأة كبيرة للإخوان أنفسهم زادت يقينهم فى صحة موقفهم وأنَّ الشعب لا يقبل أىَّ صورة من صور العنف وقويَتْ شوكة الإخوان فى الجزائر نوعاً ما.
• تبين للغنوشى أنَّه أخطأ فى حقه فكتب مقالاً كبيراً عن وفاة نحناح سنة 2003 وسماه (محفوظ نحناح ...فارس آخر يترجل) وذكر فيه أنَّه من خيرة رجالات الساحة وأكفأهم و أنَّه و أنَّه .....
• كان موقف القطب الإخوانى الكبير الشيخ محمد أحمد الراشد عجيباً جداً حيث إنَّه أثنى على نحناح بقوة وسانده حين الانقلاب وهذا ظهر حينما زار الشيخ الراشد محفوظ نحناح فى مرضه الذى مات فيه فلما دخل عليه الراشد و محفوظ نحناح على سريره مريضاً قال نحناح : هذا أخوكم الراشد أول من أيدنى فى موقفى وساندنى .
• قبل وفاة نحناح كان عضواً فى مكتب الإرشاد العام وعضو مجلس الشورى الدولى العام تكريماً له .

أسئلة هامة ( لن تجد لها إجابة حقيقية ) .
• هل كان موقف نحناح خيانة للأمة وللمشروع الإسلامى؟؟؟؟؟
• لماذا هاجم محفوظ نحناح جبهة الإنقاذ وهى كانت فى فترة ضعف و اعتقالات وبلاء ؟؟ هل هذا وقته؟؟؟
• لماذا قبل نحناح بحظر جبهة الإنقاذ ومنعها من المشاركة السياسية تماماً ؟؟؟ أليس هذا ظلماً وإقصاءاً ؟؟؟
• لماذا شارك نحناح فى انتخابات الرئاسة فى وجود النظام (الانقلابى) (الدموى)!!! ؟؟؟؟
• لماذا لم يقل نحناح على انقلاب الجيش : إنَّه انقلاب صارخ دموى خسيس؟؟؟؟؟؟
• لماذا رشح نحناح خمسة قياديين من حركته (حماس) لعضوية المجلس الوطنى الانتقالى (الانقلابى) ؟؟؟
• لماذا جلس نحناح معهم بنفسه فى مجلس قيادة الدولة ؟؟؟؟
• لماذا لم يُنكر بقوة قتل الأبرياء واعتقال قادة جبهة الإنقاذ بكل ما يملك ؟؟؟ هل كان هذا خنوعاً وتواطؤاً ؟؟؟
• لماذا كان يظهر نحناح فى الإعلام الانقلابى الفاجر بكل قوة عقب هذا الانقلاب العنيف ؟؟؟
• لماذا فـَـعـَّـلَ نحناح فقه المصالح والمفاسد وموازين القوى و القدرة و العجز ؟؟؟
• لماذا تغير موقف الغنوشى ؟؟؟ هل ندم على قراره الفردى ؟؟؟
• هل كان فعل نحناح نتيجةً وردَّ فعلٍ لمَّا أخطا فيه إخوانه فى الجبهة أثناء الانتخابات من العبارات المسيئة له ؟؟؟؟ أى : هل كانت تصفية حسابات؟؟ (مجرد سؤال) .
• لماذا تغير كلام الشيخ الراشد حينما مدح فعل نحناح قديماً واتهم الدعوة السلفية بالخيانة والنفاق الآن؟؟؟
• ماذا لو كانت حركة حماس هى التى انقلب عليها الجيش فى الجزائر ؟؟؟ هل كانت ستسكت جماعة الإخوان ؟؟؟
• ماذا لو كان رئيس مصر الذى تم عزله هو أبو الفتوح أو صباحى ؟؟؟ ماذا سيكون رد فعل الاخوان ؟؟؟؟ هل سيمكثون شهوراً عديدة فى الشوارع يدافعون عن إرادة الشعب الحر (!!) ؟؟؟ أو سيقولون سقط أبو الفتوح للأسف ولكن المهم تبقى مصر نسيجاً واحداً !!!!؟؟؟
• ماذا لو كان حزب النور هو الحزب الحاكم فى مصر وحدث معه ما حدث ؟؟؟ أين سيكون موقع الإخوان؟؟ هل سيعطلون الدراسة فى الجامعات من أجلنا نحن؟؟؟

الإجابة الوحيدة التى ستأخذها من جماعة الاخوان الآن عن كل هذه الأسئلة ( نحناح كان القدوة ... نحناح كان الإخوان ... نحناح كان رجل المرحلة ... نحناح كان رجلاً بأمة .. نحناح أنقذ المشروع الاسلامى ) .
وعجبى .

إذا هو طبق المصالح والمفاسد وموازين القوى و القدرة و العجز ؟؟؟ فقبلتموه .. مع كلامه الفاحش على إخوانه فى جبهة الإنقاذ .. وجئتم علينا نحن فرفضتمونا وخونتمونا ومنكم من كفَّرنا .. لماذا إخوتاه؟؟؟
الفرق بين موقف نحناح فى الجزائر وموقف حزب النور فى مصر ( هو نبل حزب النور فى تعامله مع الإخوان فى مصر ولم يقل عُشرَ معشارِ ما قاله نحناح فى زملاءِ عصره (جبهة الإنقاذ) من ذمٍّ وكذبٍ وتشهيرٍ ).

حان الآن الوقت لكى نسأل نحن بعض الأسئلة :
• لماذا لم يتهم حزب النور الإخوانَ المسلمين فى مصرَ بتزوير الانتخابات البرلمانية مثلما فعل نحناح قديماً ؟؟؟ (مع العلم أنَّه لم يحدث تزوير لا فى مصر ولا فى الجزائر ولم يزوِّر الإخوان - حاشاهم اللهُ - فى أى انتخابات ونحن نعلم عنهم ذلك ) ولكن هل دفعنا الحقد والحسد أن نفعل ذلك ولو مرة؟؟؟
• لماذا لم يتهم حزب النور الإخوان المسلمين بتزوير الانتخابات الرئاسية (مع العلم أنَّه لم يحدث تزوير فى مصر كذلك فيها ) مع أنَّ بعض الإخوان المنشقين ظهر مع الإبراشىِّ منذ أيام وتكلم بقوة عن أنَّ الانتخابات كانت مزورة وأنَّ شفيق هو الفائز ومع ذلك لم نقل هذا الكلام ولم نروِّجْه ؛ حفظاً لجرح إخواننا ؟؟؟؟
• لماذا حرص حزب النور من بداية العمل السياسى على توحيد الصف وظهر ذلك فى مبادرة الرئاسة ثم الموافقة مبدئياً على اختيار خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية (وهو إخوانى صميم) ؟؟؟
• لماذا حرص حزب النور وقادة الدعوة على وصف الرئيس طول فترته الرئاسية بالرجل الصالح والدعاء له فى مهمته الصعبة؟؟
• لماذا حرصت الدعوة على تحذير وفد مكتب الارشاد (16/6/2013) بصدق و إخلاص من مغبة الأيام التالية ؟؟
• لماذا أرادت الدعوة - على مضض - من الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة ؛ تجنباً لفشل المشروع الإسلامىِّ برُمَّتِه؟؟
• لماذا يدافع حزب النور حتى الآن عن جماعة الإخوان ويرفض وصفها بالخيانة ويرفض قرار حلها ومصادرة أموالها؟
• لماذا أنكر حزب النور فض رابعة بالشكل الذى تم؟؟
• لماذا أنكر حزب النور الاعتقال العشوائى؟؟؟
• لماذا يحاول حزب النور إخراج النساء والفتيات المعتقلات بوساطة الحزب (بقيادة م / جلال مرة) ؟؟؟

ما المطلوب إذاً من الحزب لكى يكون مقبولاً عندكم أيُّها القوم ... أن يفتى قادته ودعاته لشبابهم بالنزول لكى يُقتلوا أو يُسجنوا أو يُعتقلوا إلى أجلٍ غير مسمى أو تُهتك بيوتهم أو تموت دعوتهم وتُحبس مشايخهم لكى ترضوا عنا ونكون فى ذاكرة الشعب المصرى بعد عشر سنين تحت مسمى (حزب النور حزب أضاعه قادته) لا وألف لا ... لن نرضى بذلك .

الإجابة الوحيدة الحقيقية عن كل هذه الأسئلة ( حزب النور = سياسة شرعية .... حزب النور = حفظ دماء الملتزمين وأعراضهم .. حزب النور = حفظ ماء وجه الإسلاميين ) .

علمتم الفرق بين موقف نحناح وموقف حزب النور ؟؟

دعوة وربي يبارك فيها.

اللهم احفظ دعوتنا وحزبنا قادةً وشباباً وكياناً .