زفرات مهموم أثارتها قضية القرن

  • 132


تدور الأيام بنا .. ولا ندري على ماذا تكون نهايتنا معها ..
لا أدري لماذا لحظة معرفتي بحكم القضاء في قضية القرن وجدت ذاكرتي تأخذني بعيدا إلى ما قبل الثورة وكيف كان حال الدعوة حينها ... كيف كان المسجد لا يفتح إلا على الصلاة ويغلق بعدها مباشرة وقد يصل الأمر إلى أن يطلع الغفير مسجد النساء فيخرجهن منه إذا تأخرن ... كيف كنا نذهب لدرس العلم فندور في شوارع مختلفة بالساعات حتى نرهق المخبر الذي يراقبنا فلا يعلم أين نذهب ... كيف كنا في المدينة الجامعية نحفظ القرآن سرا .. وكنا ممنوعات من صلاة أي فرض جماعة .. ذاك المسجد الذي تقرر فيه عمل دورة منهجية يحاضرنا فيه د. أحمد فريد وبعد درس واحد منعت منه الدروس بتاتا .. اعتقالات الأخوة من زوار الفجر بلا أي جرم قدمته يداهم سوى طلبهم للعلم الشرعي أو صلاتهم الفروض جماعة في المسجد !!
دارت بخلدي كل تلك المشاهد وأوجعت قلبي .. أوجعته لأنه ماض كان مرتبطا بوجود مبارك كرئيس للحكم , وها هو الآن قد خرج براءة .. أوجعت قلبي لأنني في بعض الأحيان لم أكن أشعر بنعمة انفتاح الدعوة وحريتها بعد الثورة فلم أعطها حقها من الشكر والثناء على الرب العظيم ... أوجعت قلبي لأني تذكرت ذلك الدرس الذي أعطاه شيخ كبير القدر والعلم في المسجد المجاور لنا ولم أكلف نفسي وأحضره !! وذاك العمل الدعوي الذي كلفت به ولم أقم به على أكمل وجه .. واللقاء الذي كان من المفترض أن أحاضر فيه في تمام الساعة الرابعة فحضرت متأخرة كالعادة وقد انصرف معظم الحضور .. وأخوف ما أخاف أن نظل على حالنا هذه فتصيبنا سنة الإستبدال !!
أتذكر ذلك بعين باكية والله وقلب ملأه الندم .. لكن عزائي أنه مازالت هناك بعض فرصة .. فواجب علينا استغلالها الاستغلال الأمثل قبل الندم عليها ..لا نريد أن نبكي زمانا كان فيه العلم متاحا لنا والدروس قريبة منا والعلماء _حفظهم الله_ بين أظهرنا .. فلا نعلم ماذا تخبئ لنا الأيام ....