تهويد القدس وزيادة المستوطنات كارت نتنياهو للفوز بالانتخابات

  • 107
صورة أرشيفية

تراجع الدور العربي والإسلامى تجاه القضية الفلسطينية والسياسات الصهيونية التهودية للقدس فى الفترة الأخيرة وانشغلت البلاد العربية بأمورها الداخلية ، حيث تجاوزت الممارسات الصهيونية تجاه القدس كل الحدود ،وأصبح الكيان الصهيوني لا يقيم وزناً لمجمل الفعل العربي والإسلامي تجاه القدس.

ويستثمر الاحتلال الصهيوني هذا الانشغال لاستكمال مشروعة التهويدي الاستطاني ويسعى الاحتلال الصهيوني بوصفه كيان"مستحدث" يفتقر إلى أي إرث تاريخي أو حضاري أو جغرافي في فلسطين عمد إلى تبني استراتيجية واضحة المعالم تهدف إلى تغيير التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا الفلسطينية، ومن ضمنها القدس.

وكان ثيودور هرتزل مؤسس الصهيونية السياسية المعاصر قد قال في إحدى خطبه في المؤتمر الصهيوني الأول :"إذا حصلنا يومًا على القدس وكنت لا أزال حيًا وقادرًا على القيام بأي شيء.. فسوف أزيل كل شيء ليس مقدسًا لدى اليهود فيها، وسأحرق الآثار التي مرت عليها قرون"، ربطًا بتصريحات بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الصهيوني بأن: القدس الموحدة عاصمة "إسرائيل"، وليست مستوطنة، والشعب اليهودي بنى القدس منذ ثلاث آلاف سنة، ويبني القدس اليوم.

وأعلن رئيس بلدية الاحتلال في القدس المحتلة نير بركاتمن أيام، عزم الحكومة الصهيونية، ضخ ملايين الشواكل لتعزيز "الهوية اليهودية في القدس تحت مسميات تنفيذ مشاريع حيوية واستثمارية".

وقال بركات: إنّه تم تخصيص 300 مليون شيكل كخطة لتنفيذ مشاريع في القدس، ويدور الحديث عن خطة على مدار 5 سنوات منها 100 مليون شيكل للشؤون الأمنية، وذلك لإضافة المزيد من أفراد الشرطة وحرس الحدود، ومئتيّ مليون للبنية التحتية.

وتستخدم الأحزاب اليمينية المتطرفة الاستيطان وتهويد القدس من باب الدعاية الانتخابية وتتلخص الرؤية الصهيونية في قضية الاستيطان في عدم إقامة دولة فلسطينية في داخل الضفة الغربية.

وذكرت القناة السابعة الصهيونية، أن وزير الإسكان أوري أرييل قرر تسوية أوضاع المستوطنات المحيطة بغلاف غزة من خلال توسعة رقعتها الجغرافية، بمخطط تبلغ تكلفته 134 مليون شيكل (34 مليون دولار أمريكي)وكان تقرير صهيوني نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية أظهر أن ثلث ميزانية وزارة الإسكان الصهيونية، بنسبة (31%) تذهب لدعم البناء الاستيطاني.

كما كشفت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث عن عزم سلطات الاحتلال الصهيوني تنفيذ مشروع جديد، يتم من خلاله تهويد منطقة الباب الجديد شمالي سور البلدة القديمة، من خلال سلسلة ترميمات وصيانة جذرية تغيّر الوجه الإسلامي العربي التاريخي للمنطقة العتيقة.

ويتضمن المشروع تبديل البلاط التاريخي للمكان، وتأهيل البنى التحتية والإنارة والكهرباء، وتأهيل الطريق بما يتلاءم مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وترميمات واسعة للمباني المحيطة بالشارع مع القيام بصيانة واجهات المحلات والمقاهي في المكان.

وقال المحلل السياسي الفلسطيني أسامة شعثك إن سلطات الاحتلال في مدينة القدس تقوم بعملية تهويد مبرمجة لمصادرة الروح العربية وإلغاء الثقافة العربية، فقد دأبت على طرد وتغيير ملامح السكان واستولت على بيوت الفلسطينيين عنوة. مضيفا أن "الجانب السياسي في الأمر أن نتنياهو يسعى لاكتساب أصوات المستوطنين، الذين سيصوتون بالضرورة لمن سيبني لهم".

ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي التشريعي الصهيوني الذي سيتم يوم السابع عشر من شهر مارس القادم، تستغل سلطات الاحتلال أي موضع قدم في القدس خاصة في ظل انشغال الشعوب العربية بالشؤون الداخلية، تطبيقًا للشعار "من بيت لبيت تصبح البلدة لنا" لكسب ثقة الناخبين فى الحكومة الحالية اليمينية المتطرفة بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو .