بدء أعمال مجلس الجامعة على مستوى المندوبين التحضيري لقمة موريتانيا

  • 129
الجامعة العربية


بدء أعمال مجلس الجامعة على مستوى المندوبين التحضيري لقمة موريتانيا


مصر: انعقاد القمة العربية نقطة انطلاق جديدة لمسيرة العمل العربى المشترك


موريتانيا: نراهن على حكمة القادة العرب ووعيهم العميق بحجم التحديات


فلسطين تؤكد ضرورة دعم المبادرة الفرنسية للسلام


الجامعة العربية تأمل أن تتمكن قمة الأمل من تجاوز الوضع العربى الصعب

أكد مندوب مصر الدائم فى الجامعة العربية السفير طارق القونى، أن انعقاد القمة العربية السابعة والعشرين فى موريتانيا يوم الاثنين المقبل يمثل نقطة انطلاق جديدة لمسيرة العمل العربى المشترك نظرا لانعقادها فى ظل ظروف بالغة الصعوبة وفى منعطفا مهم فى تاريخ المنطقة العربية، داعيا الى تكثيف التعاون والتنسيق لانجاحها بما يمكن القادة العرب من التعامل مع مختلف التحديات التى تواجه المنطقة العربية.


جاء ذلك فى كلمته بالعاصمة الموريتانية "نواكشوط" اليوم "الخميس" أمام الجلسة الافتتاحية لإجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين التحضيرى لاجتماع وزراء الخارجية بعد غدا السبت الذى سيتم خلاله وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال القمة العربية ووثائقها الأساسية.


وقال القونى إن مصر سعت خلال رئاستها للقمة العربية السادسة والعشرين التى عقدت فى مارس من 2015 سعت الى الإرتقاء بالعمل العربى المشترك والدفاع عن المصالح العربية فى وقت اتسمت فيه أوضاع المنطقة ولا تزال بالتعقيد معتمدة فى ذلك على تفعيل تحركها السياسى والدببلوماسى من خلال عضويتها فى مجلس الأمن الدولى ومجلس السلم والأمن والإفريقى لإعلاء المصالح القومية العربية .


وجدد السفير القونى تأكيد الموقف المصرى الذى يقوم على اعتبار القضية الفلسطينية مازالت على رأس الأجندة العربية باعتبارها قضية العرب الأولى ومفتاح السلام والاستقرار فى المنطقة، مشيرا الى ان الرئاسة المصرية وظفت امكانتها واتصالاتها الاقليمية والدولية لخدمة هذه القضية ونقل الرؤية العربية الى المجتمع الدولى والتى تقوم على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرئيلى للأراضى العربية وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يوليو من 1967وعاصمتها القدس شريف ومنوها فى ذلك الى الزيارة التى قام بها وزير الخارجية سامح شكرى الى كلا من إسرائيل وفلسطين مؤخرا والتى استهدفت إحياء العملية السلمية وتهيئة المناخ لاستئناف المفاوضات مع التأكيد على رفض سياسية فرض الأمر الواقع على الشعب الفلسطينى واستمرار التمدد الاستيطانى.


وفيما يتعلق بالوضع فى ليبيا لفت القونى الى ان مصر لم تدخر جها فى مساعدة الليبيين ودعم العملية السياسية والمجلس الرئاسى برئاسة فايز السراج لاستعادة الأمن والاستقرار واعادة بناء الدولة الليبية، مشددا على اهمية توحيد جهود المؤسسات الشرعية فى ليبيا.


وفيما يتعلق بالأزمة السورية طالب القونى بتكثيف جهود المجتمع الدولى لإعادة العملية السياسية بين مختلف أطرافها وفك الحصار عن المناطف المنكوبة، منتقدا استمرار أعمال العنف وتزايد أعداد اللاجئين خاصة فى دول الجوار.


وقال أن مصر أكدت خلال مشاركتها بفاعلية فى جميع المؤتمرات الإقليمية والدولية لخاصة بسوريا على ضرورة التوصل لحل سياسى للأزمة باعتبار الحل الوحيد.


وفيما يتعلق باليمن جدد مندوب مصر الدائم لدى الجامعة دعم مصر الى الجهود الدولية الرامية لانجاح مشاورات الكويت للتوصل الى اتفاق شامل يفضى الى حل نهائى للأزمة اليمينة.


وأشار القونى إلى تصاعد الإرهاب والتنظيمات المتطرفة فى الدول العربية فضلا عن تدخل القوى الإقليمية فى شئون الدول العربية وهو ما أدى إلى إقتراح مصر بإنشاء القوى العربية المشتركة والت انتهى رؤوساء أركان الجيوش العربية من إنتهاء من اعداد البروتوكول التنفيذى الخاص بها ودعى إلى إصلاح وتطوير الجامعة العربية لتكون آداة فعالة فى العمل العربى المشترك وتعكس الإرادة العربية الحقيقية للتعامل مع التحديات الراهنة وتلبية تطلعات الشعوب العربية.


وبعد ان تسلم السفير الموريتانى ودادى ولد سيدى هيبة الممندوب الموريتانى لدى الجامعة العربية رئاسة الاجتماع من السفير طارق القونى أكد سيدى هيبة أن قمة نواكشوط تعقد فى ظل ظرفية عربية وإقليمية ودولية بالغة التعقيد ولكن هناك مراهنة على حكمة القادة العرب ووعيهم العميق بحجم التحديات مما يجعل هذه القمة مصدرا لأمال جديدة وواعدة تستجيب لتطلعات الشعوب والدول العربية فى حياة هانئة فى اجواء من الحرية والامن والاستقرار.


ودعا سيدى هيبة الى الارتقاء بأساليب العمل العربى المشترك وأن تشهد الجامعة العربية تحولا نوعيا فى آدائها يواكب التغيرات المتسارعة، معبرا عن ثقته فى أن الجامعة العربية فى ظل رئاسة موريتانيا للقمة ستكون قادرة على مواجهة التحديات المتعاظمة والدفع بكفاءة وحيوية للعمل العربى المشترك نحو آفاق أرحب.


ومن جهته أعلن نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلى فى كلمته أمام الاجتماع عن تطلعه فى أن تتمكن قمة نواكشوط التى وصفت بأنها قمة الأمل من أن تكون قادرة على بلورة مواقف عربية قادرة على تجاوز الوضع العربى الصعب والتعاون بمسئولية وفاعلية وحسم مع القضايا المصيرية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية موضحا أن الأمانة العامة أعدت مشاريع القرارات والتقارير والوثائق الخاصة بالقمة وذلك قبل تقديمها لوزراء الخارجية فى اجتماعهم التحضيرى للقمة غدا السبت قبل إحالتها للقادة العرب.


واعرب بن حلى عن تقديره لكل ما بذلته مصر خلال ترأسها القمة العربية السابقة وما أنجزته وأضافته سواء على مستوى الرئاسة المصرية أو مستوى وزارة الخارجية خاصة فيما يتعلق بالأسلوب الناجع فى طرح القضايا العربية والدفاع عن مصالح العرب فى المحافل الدولية خاصة من خلال عضويتها فى مجلس الأمن.


من جانبه دعا سفير دولة فلسطين ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية جمال الشوبكي، على ضرورة متابعة المبادرة الفرنسية من خلال عقد مؤتمر دولي للسلام قبل نهاية العام 2016، لوضع حل جذري للصراع الفلسطيني- الاسرائيلي.


وقال الشوبكي خلال كلمته امام مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين التحضيري لاجتماع وزراء الخارجية، انه لابد من خروج المؤتمر الدولي بآلية دولية متعددة الأطراف تعمل على إنهاء كامل الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين والأراضي العربية المحتلة عام 1967، وفق أطر زمنية محددة للاتفاق والتنفيذ.


واضاف، انه بعد انتظار طويل صدر في بداية الشهر الجاري تقرير اللجنة الرباعية الدولية بشأن وضع عملية السلام في الشرق الأوسط، ومع الأسف الشديد فإن هذا التقرير لم يكن متوازناً، وساوى بين سلطة الاحتلال والشعب الفلسطيني الرازخ تحت الاحتلال، مؤكدا انه لابد من التركيز على حل الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، حيث جاء التقرير امتداداً لأسلوب غير ناجع استمر لسنوات طويلة في إدارة الصراع بدون رؤية واضحة لإنهائه.


واوضح، انه برغم أن التقرير تناول الاستيطان الإسرائيلي الذي ينهب الأرض والموارد الفلسطينية ويقضي على حل الدولتين وإمكانية تحقيق السلام، إلا أنه لم يضع أي آلية لوقف وإزالة الاستيطان بشكل فعلي.


ودعا الشوبكي خلال كلمته امام مجلس الجامعة، اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط، إلى مراجعة موقفها وإعادة النظر في تقريرها الأخير الذي يتناقض في بعض مضامينه مع القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، وينحاز في كثير من نقاطه إلى الرواية والمواقف الإسرائيلية. وندعو الرباعية إلى الالتزام بمرجعيات عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، والعمل على أساسها لحل الصراع بدلاً من إدارته.


واستغرب الشوبكي، من ترشيح وانتخاب إسرائيل لرئاسة اللجنة القانونية (السادسة) للجمعية العامة للأمم المتحدة، في حدث غريب لم يكن ينبغي أن يحصل في الأمم المتحدة، معبرا عن أسفه واستنكاره لهذا الحدث الذي يعتبر نقيصة في المنظومة الدولية، ذلك أن قوة الاحتلال غير مؤهلة لتولي مثل هذا المنصب، خاصة وأنها تمتلك سجلاً أسوداً مليئاً بانتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وقرارات الأمم المتحدة، وارتكاب جرائم يومية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه وممتلكاته ومقدساته.


واوضح السفير الشوبكي، انه لا تخفى عليكم النوايا الإسرائيلية بقلب مبادرات السلام الحقيقية وتفريغها من مضمونها، وخاصة سعي الحكومة الإسرائيلية وحلفائها إلى قلب مبادرة السلام العربية رأساً على عقب، والقول زوراً بأن تحقيق السلام يحتاج أولاً إلى تطبيع العلاقات مع الدول العربية، ثم بعد ذلك تنفيذ استحقاقات السلام، وهذا ما يستمر نتنياهو بالترويج له، داخلياً وخارجياً، حيث يدعي في كل مناسبة بأن العلاقات العربية الإسرائيلية في تطور مستمر، حتى أنه تحدث مؤخراً عمّا أسماه "ثورة في علاقات إسرائيل مع بعض الدول العربية"، وقد قال نتنياهو في كلمة له قبل أيام في حفل تخريج طلاب في كلية الأمن القومي الإسرائيلية، وأقتبس من كلمته: "كنا ندعي بأن حل الصراع مع الفلسطينيين يمكننا من الوصول إلى سلام مع العالم العربي، لكن أعتقد أن هناك فرصة للعمل بشكل عكسي، وأن التطبيع وتطوير العلاقات مع العالم العربي، يمكن أن يساعدنا في التقدم نحو سلام مستقر أكثر مع الفلسطينيين" (انتهى الاقتباس).


وقال، إننا هنا ومن على منبر الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية، نؤكد بأن مبادرة السلام العربية التي أصبحت إحدى مرجعيات عملية السلام، ليست قابلة للقلب رأساً على عقب، والذي يريد أن يشتري سلاماً وشرعية عليه أن يدفع الاستحقاقات أولاً وليس العكس.


واكد الشوبكي، ان مدينة القدس العربية ومقدساتها الإسلامية والمسيحية مازالت تعاني من استمرار آلة التهويد العنصري التي لم تتوقف منذ احتلالها عام 1967، وما تزال مأساة اللاجئين الفلسطينيين متفاقمة منذ ?? عاماً بانتظار حق العودة وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194، وما يزال آلاف الأسرى الفلسطينيين قابعين في سجون الاحتلال بانتظار الحرية بل تستمر الممارسات الإسرائيلية في إيذاء المقدسيين والتضييق عليهم وهدم منازلهم وسحب هوياتهم وإحاطتهم بحزام استيطاني وجدار عنصري عازل، وإن من واجبنا القومي العربي أن ندافع عن هذه المدينة ونحمي مقدساتها وأهلها الصامدين الصابرين، بالاضافة الى قضية اللاجئين الفلسطينيين، والتي يجب أن يتم حلها وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948، ويتوجب على العالم بما فيه دولنا العربية أن يدعم وكالة الأونروا للاستمرار بالقيام بواجبها تجاه اللاجئين الفلسطينيين دون تقليص لأي من خدماتها، وكذلك لا ننسى قضية الأسرى الذين تنتهك حقوقهم قوات الاحتلال يومياً وتعرضهم لأبشع أنواع التعذيب المادي والمعنوي، بما في ذلك الاعتقال لفترات طويلة دون محاكمة، فيما يُسمى الاعتقال الإداري.


واشاد، بجهود جمهورية مصر العربية الشقيقة، العضو العربي في مجلس الأمن، وبقية أعضاء المجموعة العربية في الأمم المتحدة، والتي تمكنت حتى الآن من إيقاف إصدار بيان من مجلس الأمن يؤيد تقرير اللجنة الرباعية، داعيا المجموعة العربية في نيويورك إلى مواصلة التحرك والعمل مع المجموعات الدولية والإقليمية والدول الأعضاء في مجلس الأمن، من أجل عدم تأييد مجلس الأمن لتقرير اللجنة الرباعية الأخير.


واكد الشوبكي، تضامن دولة فلسطين، قيادة وشعباً، مع شعوبنا العربية التي تواجه الإرهاب وتتصدى له بعزيمة وإصرار، كما نعبر أيضاً عن إدانتنا للهجوم الإرهابي الذي تعرض له المدنيون في مدينة نيس جنوبي فرنسا، ونعتبر أن مثل هذه الجرائم البشعة التي تطال الشرق والغرب بغض النظر عن الدين والعرق، تؤكد بالدليل القاطع أن هذا الإرهاب أعمى ولا دين له، ويخالف كافة الشرائع السماوية، والفطرة الإنسانية.


وقال، انه في ظل إفشال دولة الاحتلال للمفاوضات الثنائية التي استمرت قرابة ربع قرن من الزمن دون تحقيق نتائج، وتعطيل إسرائيل لكل المراكب السائرة في ركب السلام وسد الطرق أمامها، رحبنا بالجهود الدولية والعربية الهادفة إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة المبادرة الفرنسية، وما تلاها من جهود ودعم مصري وأوروبي ودولي. هذه المبادرة التي تم في إطارها عقد اجتماع وزاري دولي في باريس، يوم 3 يونيو 2016، صدر عنه بيان مشترك أكد على إنهاء كامل الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967، وحل جميع قضايا الوضع الدائم على أساس قرارات مجلس الأمن، وخاصة قراري 242 (1967) و338 (1973)، وأهمية تنفيذ مبادرة السلام العربية.


وفي الختام عبر الشوبكي، عن شكره وتقديره للجهود التي تبذلها القيادة الموريتانية لانجاح "قمة الأمل"، قمة نواكشوط، في معالجة قضايا الأمة العربية وأزماتها، وأن نخرج من موريتانيا الشقيقة برؤية وآليات تمكن منظومتنا العربية من التأسيس لمستقبل أفضل لأجيالنا العربية القادمة.


وتتصدر اعمال مجمل تطورات الأوضاع في المنطقة وفي صدارتها تطورات القضية الفلسطينية بكافة جوانبها، إضافة الى الجهود المبذولة لدعم المبادرة الفرنسية لعقد مؤتمر دولي للسلام يتضمن إنهاء الاحتلال وفق آلية دولية وجدول زمني محدد، وتفعيل مبادرة السلام العربية، ومتابعة تطورات في القدس، والاستيطان، والجدار، واللاجئون، والتنمية.