إنما الأمم الأخلاق

  • 244

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،

إن ما نراه هذه الأيام من سقوط أخلاقي مدوٍّ قد أرق مضاجع الصلحاء والمصلحين وأصابهم بالوجوم وحق لهم ذلك فقد ظهر ذلك وبان لكل ذي عينين وكأن الأمة لم يكفها ما هي فين من محن وإحن وسقوط في كل الأصعدة حتى ضمت إلى ذلك السقوط الأخلاقي المدوي، هذا على جميع المستويات حتى في بعض من يدعي الإصلاح والسعي للإصلاح، وما هكذا يأتي النصر وتتنزل الرحمات على الأمة بل قد يحصل العكس وتحصل العقوبة تبعا لهذا الانحطاط الخلقي الهائل الذي أصاب منظومة الإصلاح في مقتل يكاد يجهز عليها أو على حيويتها.

إنها قضية جوهرية أعني معالجة هذه الطامة، ينبغي أن تعالج وأن ينتبه لها البناة حتى لا ينهدم البنيان الذي بنوه جراء هذه الموجة العارمة من السفالة والانحطاط اللذين أصابا بنيان الأمة وأصابا شيوخها وشبابها ... صرخة نذير في وسط هذا الركام الهائل من الأحداث المتلاحقة، ويا للعجب من الغفلة الشديدة التي تحصل في الأمة ومصلحيها تجاه هذه المشكلة، فكأن بعضهم لا يرى المشكلة أو يتعامي عنها بل بعضهم يبررها وأنها نتاج طبيعي للأحداث زعموا ..أخشى ما أخشاه أن يحصل مع استمراء ذلك تطبيع مع هذه السفالة والانحطاط وتكون سمة من سمات أمتنا نفقد معها مقومات النصر المنشود ويصدق على حالنا حينها ( ..ما لجرح بميت إيلام !).

انتبهوا يا دعاة الإصلاح وأدركوا جهودكم لا يضيعها هذا الطوفان الجارف من الأخلاق المنحطة، ابدءوا بأنفسكم وأنهوا من خلفكم وراجعوا أخلاقكم.

فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت         فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا