حل الأزمة

  • 164

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد:

المتأمل في الأزمة التي نعيشها يدرك خطورة الموقف، ولا شك أن هناك أطرافا خارجية وداخلية لا تريد الخير لهذه البلاد، وتسعى لتأجيج الموقف؛ ومما يساعد على ذلك ما نراه من تعامل عنيف مع الشباب، وأحكام قاسية غير مبررة تدفع إلى مزيد من التهور والاندفاع.

فإذا أردنا حل الأزمة فعلى من بيدهم الأمور أن يدركوا أن العنف لا يولد إ? العنف، وأن هناك قطاعا كبيرا من الشباب خاصة لا سيطرة ?حد عليهم، وتحركهم المشاعر والعواطف، ويفتقرون إلى الحكمة في تقدير الأمور وردود الأفعال؛ فهذا القطاع يحتاج إلى حوار ورفق في التعامل حتى لا ندفعهم إلى العنف والتهور، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الرفق لا يكون في شيء إ? زانه، ولا ينزع من شيء إ? شانه)، وقال: (الرفق لا يأتي إ? بخير).

كما أنه يجب على الدعاة خاصة السلفيين بذل الجهد في التواصل مع هؤلاء الشباب وتحمل الأذى منهم لبيان الأحكام الشرعية، والأخذ بأيديهم نحو طرق الإصلاح الحقيقي والتغيير المنضبط بقواعد الشريعة؛ حتى ? يغيب صوت الحكمة عن المشهد، ولا يرفع إ? خيار العنف والعنف المضاد الذي لا نعلم إلى أين يصل، ومتى ينتهي؟!

أسأل الله أن يحفظ بلادنا من كل مكروه و سوء!