*
دخل المغيرة بن شعبة على قائد من قواد الروم فقال له: من أنتم؟ قال: نحن قدر الله،
ابتلاكم الله بنا، فلو كنتم في سحابة لصعدنا إليكم، أو لهبطتم إلينا!
*
لما نقض الروم الصلح مع المسلمين وعزلوا ملكتهم وملكوا عليهم "نقفور"
الذي كتب إلى هارون يطالبه برد ما دفعته إليه الملكة السابقة من أموال: "وافدِ
نفسك به وإلا فالسيف بيننا وبينك". فغضب هارون غضبًا شديدًا وكتب على ظهر
الكتاب: "بسم الله الرحمن الرحيم من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم،
قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة والجواب ما ترى لا ما تسمعه"!
*
لما ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى قازان "ملك التتر" لمقابلته , وخرج
معه جماعة من دمشق , من علمائها وكبرائها , لما دخل ابن تيمية رحمه الله , على
قازان جعل يكلمه ويرفع صوته ويخفض ويعظ وينهى ويأمر , ويقول كيف أنت تدَّعي
الإسلام , ومعك قاضٍ بزعمك , وإمام , ومؤذن , ثم تقتحم بلاد المسلمين , وتقتل ,
وتريد أن تقتحم دمشق؟! لما وضع الطعام , التتر لما وضعوا الطعام للوفد المسلم ,
أبى شيخ الإسلام أن يأكل , قالوا له : كل , قال : لا , قالوا لماذا ؟ قال : وهل
هذا إلا ما سلبتموه من غنم المسلمين وأموالهم؟ فإذا سلبتموه من غنم المسلمين
وأموالهم , الآن تذبحوا لنا منه ونأكل , ما يجوز أكل المغصوب والنهوب , ولا
المسروق , وجعل يعظ ملك التتر , وقائد التتر , حتى وقعت هيبة شيخ الإسلام في قلب
الملك , وسأل عن اسمه من هذا؟ وجعل أصحاب ابن تيمية يجمعون ثيابهم مخافة , قالوا
الآن يسقط رأس ابن تيمية , والدم ينضح علينا , فجعلوا يجمعون ثيابهم مخافة أن
يصيبها دمه , ولكن الله عز وجل ألقى هيبة شيخ الإسلام ابن تيمية في نفس ملك التتر
, فوعده خيرًا وأنه لن يقتحم البلد , ورده مكرمًا.