اللهم إني أبرأ إليك

  • 971

بعض الكتّاب والدّعاه بل وبعض النّاس حرّضوا بطريق غير مباشر على إراقة الدماء، ومنهم من جعل الدماء قسمين: دماء الدرجة الأولى، وهي دماء الذين ينتسب إليهم .
 
ودماء الدرجة الثانية، وهي دماء من يخالفهم، وامتطوا من أجل ذلك حصان التكفير أحيانا وحصان التفسيق أحيانا أخري، ومنهم من امتطي حصان التخوين والتسفيه، ومنهم من دعا لأحدهما بالنيل من الآخر ليحفِّز أتباعهم على الثبات والصمود فى سفك دماء أخيه الخائن الباغي !!
 
وبعضهم لا يُدرك عاقبة الكلمة وأنها تهوي بصاحبها فى النار سبعين خريفاً
ولقد وصل أُناس لمرحلة بعيدة للغاية فى الانتقام، حتى صارت الدماء أرخص من الماء، كل ذلك من أجل الدين أو السلطة أو المال، رغم أن الدين من مقاصده الحفاظ على النفوس، والسلطة لا يُمكن أن تستقر على الجماجم، والمال لا يتحرّك فى الفوضى، ولكن النفوس عندما تُصاب بفيروس مدمّر فإنها تري كل ما يخصّها لابد أن يُدمّر وبجنون !
 
العاقل فقط هو من سيكفّ عن الدعوة لمزيد من الدماء، والذى يريد الدار الآخرة سيُعد للسؤال جواباً ، ولن يتعاطى المخدّرات التى تصف كل شيء بالإرهاب والخيانة والبغى والكفر لتروي أرضنا بدماء أهلنا، فالذي يريد الدار الآخرة لن يلوِّث يده بدمٍ حرام، قتلاً أو مساعدةً أو تحريضاً أو قدرة على النصرة والنّصح ولم يقُم بهما.
 
اُدرك أن هناك من سيهاجم مثل هذا بدعوي التسوية بين الحق والباطل !
وبدعوى أننى لا أقف مع البلد ضد الإرهابيين !
أو بدعوي مسك العصاة من المنتصف !
 
بل أقولها بكل وضوح : اللهم إني أبرأ إليك من كل دمٍ يُراق بغير حقّ ، فإليك المشتكي وعليك التكلان وأنت حسبنا ونعم الوكيل.