التنمية البشرية بين الرسالة والماديات

  • 105
أحمد السمنتي

يعتبر علم التنمية البشرية من العلوم حديثة العهد، لكنها بدأت عمليا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت الامم المتحدة في إعادة النظر في أهمية العنصر البشري، واعتبرت أن تطويره تطوير للنظم الاقتصادية والسياسية، لكن ديننا الحنيف جاء بهذا العلم منذ أكثر من 1400 سنة، حينما جاء النبي، صلي الله عليه وسلم، بدعوته وبدأ يرسخ في نفوس الناس مفهوم التغيير ووضع أولي قواعد التغيير وهي أن "التغيير لابد ان يبدأ من الخاص إلى العام"، وكان ذلك واضح في شخصية النبي، صلي الله عليه وسلم، حينما جاءته الرسالة بدعوة الناس، فأول ما فعل هو أنه دعى أهل بيته ثم أقاربه وأصحابه، ثم بدأ بدعوة مجتمعه للتغيير وغير ذلك من الإصرار علي تحقيق هدفه وتوصيل رسالته للناس أجمعين مهما كانت التحديات والصعوبات، ووضع أهدافا للأشخاص والمجتمعات وجعل هدف الانسان الاسمي هو طاعة الله سبحاته وتعالي والوصول إلى الجنة، لكن هناك بعض المشكلات التي تواجه العلم وتقف عقبة في طريق انتشاره ومنها استغلال هذا العلم ماديا وللأسف عن طريق بعض المدربين الذين استغلوا هذا العلم واستغلوا حاجة الناس إلى التغيير والبحث عن حياة جديدة مبنيه علي أسس سليمة وأهداف محددة تلك هي رسالة مدربين التنمية البشرية.

لكن من الناس من استغل هذه الرسالة من أجل تحقيق مكاسب مادية من خلال اللعب على أحلام الناس وأهدافهم مستغلا في ذلك القدرة علي التأثير في الناس ونسي أن التدريب رسالة وإعطاء معلومات وتغيير قناعات وأن يكون المدرب قدوة في كل كلمة يلقيها علي مسامع الناس لأنه بهذه الكلمة سيشكل وجدان وعقول وتفكير كثير من الشباب والاطفال، إن المدربين ملقاة علي عاتقهم مهام صعبة وهي تغيير المجتمعات نحو الأفضل فلابد من وعي تلك الرسالة جيدا لأنهم سيسألون أمام الله.