الحياة الرتيبة والملل

  • 40
أرشيفية


حين يكسو الملل حياة المرأة يصبح أكثر إرهاقًا لها من العمل، كثيراتُ  يشعرن به وتتعسر حياتهن، تسميه بعضهن مللًا ربما، أو يطلقن عليه فقدان الشغف، لا طعم للحياة عندها ولا تجديد ولا رغبة في إضافة أو تحريك الماء الراكد، ربما تشكو إحداهن لأخرى فتزيد طينتها بلة وتوافقها لا جديد تحت  الشمس، وروتين ممل وما ننام عليه نعيده  صباحًا.

و لو كانت هذه حالة طارئة مؤقتة، فلا إشكال فيها حتى لو تكررت، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: لكل شرة فترة، كل حماسة لشيء تعقبها حالة فتور حتى العبادات والطاعات فيها إقبال وإدبار، مد وجزر، نشاط وفتور، تقلبات بشرية واردة على كل ابن أنثى، لكنها لو دامت لكانت محنة  على من يشعر بالملل والفتور.

 والسر فيها فقدان الطموح لأمرٍ والسعي لهدف هذا هو ما يفقده من عاش الملل، وهو أمر عجيب أن يكون حال المؤمن اليقظ  أو المؤمنة، الذي يدرك أن الحياة فرصة ومزرعة للآخرة، توشك أن يُسحب من تحته بساطها، فيجد نفسه وقد قيل له انتهت الأنفاس وبقيت شهقة واحدة تنقله للحساب، فينظر في ساعاته التي قضاها متململاً وكانت ثقيلة على قلبه فيجدها خالية فقيرة من إحسان أو إنجاز أو مغالبة للزمن  فيعظم ندمه، فالملل لو حل على سائر  لقعد، وكيف يقعد هارب من نار تطلبه؟، وكيف يمل من السير راغب في جنةٍ   يطلبها، مهرها غالٍ، ولا يدرى أيكفيه العمر أم يسبقه الأجل قبل الاستعداد.

حال المؤمن حين يهب من نومه يحمد الله على فرصته التي منحها في يوم جديد ربما يرفع كفة حسناته وتطيش في مقابلها كفة السيئات، فكيف يمل من عاش تلك الحال ولكنها غفلة عما يُنتظر في غدٍ، وعما أمر الله قائلا: وسابقوا إلى جنة، وسارعوا، وهل يمل أحد في وقت السباق؟