علاء بكر يوضح لماذا كنا في رمضان أفضل من قبله

  • 36
الفتح- لماذا كنا في رمضان أفضل من قبله

قال علاء بكر الكاتب الإسلامي، إن المسلمين كانوا في رمضان أفضل مما كانو قبله؛ لأنهم أخذوا الدِّين في رمضان بقوةٍ، ورغبوا فيما عند الله تعالى من الثواب الذي وعدنا به، مضيفًا أن ثواب الله لا ينقطع في رمضان وبعده، موضحًا أن من مظاهر تعدد وتنوَّع ذلك الازدياد في الطاعات البدنية والقولية والمالية ليل نهار، في نظرة شمولية للدِّين لا تكتفي بجانبٍ منه دون جانب؛ مصداقًا لقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة".

وأضاف علاء بكر في مقال له نشرته الفتح، أن من أن من مظاهر اجتهاد المسلمين في رمضان المسارعة إلى العمل بكلِّ هذه الخيرات جميعها دون تأخير أو تسويف.

وتابع: "ومن الثبات على ذلك بيقين لا يتأثر بالشبهات، وإخلاص لا يتأثر بالشهوات، وبزهد لا يلتفت إلى أمور الدنيا، وبورع لا ينغمس في المتشابهات، "ومن اتقى الشبهات؛ فقد استبرأ لدينه وعرضه"، ومَن هذا حاله؛ فلا يجزع للابتلاءات، ولا تفسده الإغراءات، ومِن الصبر على أداء الواجبات المفروضة، وترك المحرمات الممنوعة لمدة شهر كامل متواصل، ورمضان شهر الصبر، والصبر صفة أهل الثبات، قال تعالى: "رب السماوات والأرض وما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميًّا"، وقال تعالى: "وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقًا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى".

وأكد بكر أن هذه القوة في التمسُّك بالدين يجب أن تكون منهجًا للمسلم بعد رمضان، كما كانت منهجه في رمضان؛ فقد ثَبَت له في رمضان أن هذا النهج يمكنه السير عليه لأسابيع عديدة، وهذا نهج أمر الله تعالى به رسله وأنبياءه، وأمر به أتباعهم مِن بعدهم، وهو مأمور به في رمضان وبعد رمضان، وإن كان في رمضان بالطبع أوكد، والهمة فيه أشد.

وأوضح أن الإنسان يحيد عن هذا النهج إن فقد ما كان عليه من القوة في أخذ الدين، وإنما سقط مَن سقط ويسقط مَن يسقط مع الشبهات -أو مع أول شبهة تعرض له- أو الشهوات -أو أول شهوة تعرض له-؛ هذا لو صارت نفسه مهيئة للسقوط، والعودة إلى المعاصي والذنوب؛ لوجود رواسب من الجاهلية المخالفة للإسلام مِن حبِّ الدنيا والطمع فيها، وفضول الأكل والشراب، والنوم، والكلام واللغو، والقيل والقال، ثم الوقوع في المعاصي والآثام وانتهاك الحرام، وعدم الصبر على مشقة طريق الالتزام الموصِّل لجنة الرحمن.

وشدد على ضرورة أن تكون الوقفة الجادة مع النفس، وحملها على تحمُّل مرارة الدواء والعلاج من أجل السلامة والشفاء؛ بمخالفة هوى النفس، واليأس من الجمع بين حب الدنيا والعمل للآخرة.