داعية إسلامي: التخنث والشذوذ سلوك مشين يسعى مروجيه لتغيير خلق الله

  • 67
الفتح - الداعية الإسلامي شريف طه

قال الداعية الإسلامي شريف طه، إن تخنث الرجال وترجل النساء، سلوك مشين ينمي في النفس هذا المرض الذي يتحول إلى الشذوذ الكامل، ويظن صاحبه أنه لا علاج له، مضيفًا أنه للأسف؛ فإن شياطين الإنس يخدعون الناس باسم العلم، ويقولون: إن المثلية ليست مرضًا، وإنما عبارة عن تأثير جيني، ومِن ثَمَّ لا يمكن علاجه، بل ولا يحتاج أصلا لعلاج! وهذا كذب، وليس الأمر كذلك حتمًا، بل الدراسات العلمية الحديثة أكَّدت أنه لا يوجد "جين بعينه للمثلية الجنسية"، لكن مزيجًا معقدًا من العوامل الوراثية والبيئية تؤثِّر على ميل شخص لشركاء من نفس الجنس.

وأشار شريف طه في مقال له نشرته الفتح، إلى البحث الذي أجراه فريق من الباحثين، قالت أندريا جانا، عالمة الأحياء بمعهد الطب الجزيئي في فنلندا، والتي شاركت في قيادة فريق الدراسة: "فحصنا الجينوم البشري بالكامل، ووجدنا بضع نقاط؛ خمسًا تحريًا للدقة، ترتبط بوضوح بما إن كان يمارس سلوكًا جنسيًّا مثليًّا"، وأضافت جانا: إن لهذه النقاط "تأثيرًا ضئيلًا للغاية"، وأنها تفسر مجتمعة "ما هو أقل بكثيرٍ مِن واحد في المائة في فروق سلوك المثلية الجنسية".

وأوضح طه أن تأكيد الباحثين يوضح أن العوامل غير الجينية، مثل: الظروف المحيطة والتنشئة والشخصية والتربية، تلعب دورًا أهم بكثير في التأثير على السلوك الجنسي، كما هو الحال مع أغلب السمات البشرية الشخصية والسلوكية والجسدية الأخرى، ومن هذه العوامل تعزيز الشعور الأنثوي لدى الرجال، والعكس عند النساء، في المشية والملبس والحركات، وكثرة الإلحاح على العقل بمشاهدة الشذوذ وتمريره لكي يقبله ويستحسنه؛ فهذا كله مما يساعد على تعاظم هذا المرض في النفس.

وتابع: لا يدخل في هذا إزالة العيوب المرضية أو الموجودة في الخلقة، كتثدي الرجل، أو بروز بظر المرأة بما يشبه الذكر، ونحو هذا مما يدخل في باب التداوي والعلاج؛ فهو في حقيقته إرجاع الشيء لأصله الذي خلقه الله تعالى، وليس تغييرًا لخلق الله تعالى.

وأردف أن هذا ضابط مهم قرره الفقهاء ودلت عليه نصوص الشريعة: قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (القاعدةُ في هذه الأمورِ: أنَّ العمليَّةَ لإزالةِ العَيبِ جائِزةٌ، والعمليَّةَ للتَّجميلِ غيرُ جائزةٍ، ودليلُ ذلك: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآلِه وسلَّم لعَنَ المتفَلِّجاتِ في أسنانِهنَّ؛ مِن أجلِ تجميلِ السِّنِّ، ولكِنَّه أذِنَ لأحَدِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنه لَمَّا أُصيبَ أنفُه وقُطِعَ، أن يتَّخِذَ أنفًا من ذهَبٍ؛ فالقاعدةُ: أنَّ ما كان لإزالةِ عَيبٍ فهو جائِزٌ، وما كان لزيادةِ التَّجميلِ فهو ليس بجائزٍ" (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين 17/51).

واستطرد : وجاء في قرار مجمَعِ الفقه الإسلامي: (لا يجوزُ إجراءُ جِراحةِ التَّجميلِ التَّحسينيَّةِ التي لا تدخُلُ في العِلاجِ الطِّبيِّ، ويُقصَدُ منها تغييرُ خِلقةِ الإنسانِ السَّوِيَّة تبعًا للهوى والرَّغَباتِ بالتقليدِ للآخَرينَ، مثل عمليَّات تغييرِ شَكلِ الوَجهِ للظُّهورِ بمَظهرٍ مُعَيَّنٍ، أو بقَصدِ التَّدليسِ وتضليلِ العدالةِ، وتغييرِ شَكلِ الأنفِ، وتكبيرِ أو تَصغيرِ الشِّفاهِ، وتغييرِ شَكلِ العَينَينِ، وتكبيرِ الوَجناتِ) (قرارات وتوصيات مجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي) قرار رقم: (173) (11/18).